رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

لم يتمكَّن مِن حلّ معضلات عويصة مثل البطالة والتضخّم

رحيل مبارك "العسكري" الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رحيل مبارك "العسكري" الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود

الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك
القاهره - لبنان اليوم

أمضى الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، قرابة ثلاثين عاما في الحكم، وحفلت حياته بالكثير من الأحداث بدأت بسجل عسكري حافل إلى أن اطاحت به ثورة شعبية في يناير 2011.ونقدم لكم في ما يلي نبذة عن الرئيس المصري السابق: امتدت فترة حكم محمد حسني مبارك لمصر ثلاثة عقود، مما يجعلها الأطول منذ 1952 العام الذي أنهت الحكم الملكي، وولد مبارك في الرابع من مايو/ أيار 1928 في قرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة.

وعقب انتهائه من تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية.

رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود

وتدرج في سلم القيادة العسكرية فعين عام 1964 قائداً لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة، وتلقى دراسات عليا في أكاديمية "فرونزا" العسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد قيادات القوات المسلحة المصرية عقب هزيمة يونيو/حزيران 1967، ثم عين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائداً للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.

وفي عام 1973، اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول حيث بدأ الهجوم المصري بعبور قناة السويس والتوغل في جزيرة سيناء التي كانت تحلتها إسرائيل منذ حرب يونيو/ حزيران 1967. بدأ العمليات العسكرية بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف وهو ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي.

وقد رقي مبارك في العام التالي للحرب إلى رتبة فريق، ثم اختاره الرئيس المصري السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975.

رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود

كان دور مبارك أساسيا أيضا في المفاوضات مع إسرائيل إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام بين البلدين عام 1979، والتي انقسمت حولها الآراء في الشارع المصري حيث اعتبرتها عدة قوى معارضة ولا سيما الإسلامية بمثابة تنازل لإسرائيل.

اغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 1981، وكان مبارك جالسا إلى جواره خلال العرض حين تعرضت المنصة الرئيسية لهجوم قتل فيه السادات بينما نجا الرئيس مبارك، وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 أدى محمد حسني مبارك اليمين الدستورية كرئيس للبلاد.

أعيد انتخابه رئيسا للبلاد في استفتاءات شعبية عليه كمرشح أوحد أعوام 1987، و1993 و1999 حيث أن الدستور المصري وقتها يحدد فترة الرئاسة بست سنوات دون حد أقصى للمرات التي يمكن أن يترشح فيها.

رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود

في عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.

براغماتية
كان مبارك شأنه شأن من سبقوه من رؤساء ابن المؤسسة العسكرية، لكنه افتقر إلى الكاريزما التي كان يتمتع بها الرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر وأنور السادات، كما لم يتبن أيديولوجية معينة بقدر ما اعتمد أسلوبا براغماتيا في ما يتعلق بمعالجته للمعضلات التي واجهتها بلاده والقضايا الإقليمية الشائكة خصوصا الصراع العربي - الإسرائيلي. لكن معارضيه اعتبروا ذلك افتقارا لرؤية سياسية واضحة.

التزم باتفاقية السلام متحديا القوى المعارضة لها. وفي حين لقيت سياسته الخارجية ترحيبا وإشادة من الغرب، خلقت له خصوماً في الداخل وفي العالم العربي. وقد تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995.

وواجهت سياساته مصاعب كثيرة، فعلى الصعيد الداخلي لم يتمكن من حل معضلات عويصة مثل البيروقراطية الواسعة الانتشار والبطالة العالية والتضخم المتفاقم والنمو السكاني السريع، لكن عهده شهد تنفيذ مشروعات كبرى مثل مترو الأنفاق وتوشكي وإسكان الشباب في المدن الجديدة.

قاوم المطالب بإجراء إصلاحات سياسية على مدى سنين، إلا أن تطبيق إصلاحات خاصة في ولايته الخامسة لم يمكنه من تفادي الانتقادات بشأن ما وصفه معارضوه بـ "الشلل السياسي وغياب الرؤية الشاملة وانتشار الفساد والبيروقراطية".

وواصل معارضوه انتقاد سياساته، خصوصا ما كان يشاع عن نيته توريث الحكم إلى نجله جمال مبارك الذي كان يسعى إلى أن يلعب دورا سياسيا عبر تسلمه منصبا عاليا في قيادة الحزب الحاكم. لكنه نفى مرارا أن يكون قد اتخذ أي قرار حول من سيخلفه.

مظاهرات وتعيين نائب
خلال سنوات ولايته الخامسة تعرض لضغوط داخلية متزايدة لإدخال إصلاحات سياسية واقتصادية، وزادت حدة المعارضة بعد انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010 التي أسفرت عن انتخاب برلمان يسيطر عليه الحزب الوطني الحاكم بأغلبية كاسحة تزيد عن 90%.

واعتبارا من 25 يناير/ كانون الثاني 2011 شهدت مصر سلسة تظاهرات حاشدة امتدت أياما وبلغت أوجها يوم 28 يناير/كانون الثاني الذي سمي بجمعة الغضب وانتهى بفرض حظر التجوال ونزول الجيش إلى شوارع القاهرة ومدن عدة.

رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود

وظهر مبارك على شاشة التلفزيون في ساعة متأخرة ليعلن حل الحكومة، وفي 29 يناير/ كانون الثاني 2011 أقدم مبارك على إجراء ظل يرفضه ثلاثة عقود وهو تعيين نائب له فاختار مدير المخابرات اللواء عمر سليمان للمنصب كما كلف وزير الطيران في الحكومة المقالة أحمد شفيق بتشكيل الحكومة.

تنحي وإدانة
رغم أنه تحدث أكثر من مرة عن نيته التنحي عن الحكم لكنه لم يشأ التخلي عن الرئاسة متحدياً مطالب المتظاهرين، لكن في يوم 11 فبراير/ شباط أعلن نائبه عن تخلي مبارك عن منصبه وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد.

وبعد شهرين من تنحيه تم التحقيق مع مبارك في مكان إقامته بمدينة شرم الشيخ باتهامات تتعلق بقتل متظاهرين، واستغلال النفوذ ونهب المال العام، وبعد قرار إحالته للمحاكمة ومعه نجلاه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من معاونيه ظل مبارك يتلقى العلاج في المستشفيات العسكرية.

وظهر راقدا على سرير طبي أثناء حضوره جلسات محاكمته. وفي الثاني من يونيو / اذار 2012، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة مبارك بالسجن المؤبد لمسؤوليته عن قتل المتظاهرين وهي العقوبة ذاتها التي نالها وزير داخليته بينما برأت المحكمة المعاونين الستة لكن جرت تبرأة مبارك لاحقا من هذه التهمة.

وقضت المحكمة أيضا بانقضاء المدة في الدعوى المقامة ضد مبارك ونجليه بتهم استغلال النفوذ ونهب المال العام، وخرجت مظاهرات غاضبة بعد النطق بالحكم احتجاجا على هذه الأحكام التي اعتبرها المحتجون أحكاما مخففة، ونقل مبارك إلى مستشفى سجن طره حيث كان يقضي عقوبته.

حياته الشخصية
عرف عن مبارك رفضه الدائم للحديث عن تفاصيل حياته الشخصية، وكان متزوجا من سوزان ثابت وهي مصرية تحمل أيضا الجنسية البريطانية لأن والدتها من ويلز في المملكة المتحدة، وقد درست في الجامعة الأميركية، وعرف عنه أيضا أنه رجل رياضي يستيقظ في السادسة صباحا، ويمارس رياضة الإسكواش.

ودخل مبارك المستشفى في المانيا للخضوع لجراحة انزلاق غضروفي عام 2004، واسند مهامه الرئاسية حيندئذ الى رئيس الوزراء انذاك عاطف عبيد.

وفي مارس/ آذار 2010 أجرى مبارك في مستشفى هايدلبرج الجامعي عملية جراحية "لاستئصال المرارة وورم حميد" وغاب مبارك عن البلاد حينها نحو شهر أسند فيها السلطات بموجب الدستور إلى رئيس الوزراء أحمد نظيف.
لمبارك ولدان هما علاء (50 عاما) وهو بعيد عن العمل السياسي ويعتقد انه رجل أعمال كبير، وجمال (48 عاما) وهو الذي اقتحم مجال السياسية في عهد والده ووصل إلى منصب أمين لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وجرى الحديث خلال ولاية والده الخامسة عن استعدادات لتوريثه الحكم خاصة وأنه تم فرض قيود على الترشح لرئاسة الجمهورية.

اكتملت في عهد مبارك استعادة الأراضي المصرية التي كانت تحتلها إسرائيل والتي انسحبت من كامل سيناء في أبريل/نيسان 1982 وتم حل الخلاف الحدودي حول طابا بالتحكيم الدولي وانسحبت إسرائيل منها عام 1989.

وحافظت مصر في عهده وبحكم موقعها الجغرافي على سياستها الخارجية التي تعطي الأولوية لعلاقتها مع إفريقيا، إلى جانب الشرق الأوسط وأوروبا، وانتخب مبارك رئيسا لمنظمة الوحدة الإفريقية عامي 1989 و1993.

في حقبة التسعينيات، شهدت مصر صراعا داخليا مع القوى الإسلامية المتطرفة وانتشرت أعمال العنف كان أشهرها عالميا مذبحة الأقصر في نوفمبر/ كانون الثاني 1997، لكن مصر ظلت دولة مستقرة نسبيا، وإن كان معظم السكان يعانون من الفقر، وفي حين نجح مبارك في استقدام بعض الاستثمار الأجنبي لكن عائداته لم تصل إلى الفئات الفقيرة.

وبعد النجاح في القضاء بشكل كبير على الجماعات الإسلامية المسلحة، واجه مبارك في سنوات ولايته الخامسة المشكلة الطائفية التي أثارت قلقا كبيرا واتهمت الحكومة جهات خارجية بتأجيجها وكان من أبرز الأحداث تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية مطلع عام2011 وقتل فيه نحو 23 شخصا.

الموقف العربي
عادت العلاقات المصرية إلى طبيعتها مع الدول العربية بعد انقطاع دام سنوات في أعقاب الإعلان عن مبادرة السادات للسلام مع إسرائيل وعادت مصر إلى عضوية الجامعة العربية وعاد مقرها إلى القاهرة بعدما نقل مؤقتا إلى تونس.

انضمت مصر في عهده إلى "مجلس التعاون العربي" الذي شكل عام 1989 بعضوية العراق ومصر والأردن واليمن، لكن انفرط عقد المجلس عندما غزا العراق الكويت في أغسطس/ آب 1990 وانحاز مبارك إلى الموقف الأمريكي.

كان الغزو العراقي للكويت ضربة قوية لسياسة مبارك الخارجية، حيث وعده الرئيس العراقي صدام حسين قبل الغزو بأن العراق لن يفعل ذلك.

وبينما كان مبارك يدعم سياسة العقوبات كإطار أساس في التعامل الدولي مع تلك المشكلة، لكنه قدم أيضا دعما عسكريا لقوات التحالف الذي شكل لإخراج القوات العراقية من الكويت.

وفي الفترات اللاحقة التي أعقبت خروج القوات العراقية من الكويت وفرض العقوبات على العراق سعت حكومة مبارك إلى تبني موقف متوازن من غزو العراق مع مساندة موقف المنظمات الدولية، خصوصا الأمم المتحدة والجامعة العربية.

لم يكن تحقيق توازن بين تعهداته اتجاه إسرائيل بموجب اتفاقية السلام وعلاقاته التاريخية والثقافية مع جيرانه العرب مهمة سهلة، وفي بعض الأوقات توترت علاقاته مع كلا الطرفين.

قد يهمك ايضا:

آخر ظهور للرئيس المصري الأسبق حسني مبارك قبل وفاته  

وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك عن عمر يناهز 92عاما

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود رحيل مبارك العسكري الذي أطاحت به ثورة شعبية وحكم مصر لثلاثة عقود



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة

GMT 12:50 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

ببغاء يُفاجئ باحثي بممارس لعبة تُشبه الغولف

GMT 07:05 2014 الخميس ,03 تموز / يوليو

إلغاء الانتخابات؟

GMT 20:09 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

مهرجان الرقص في دورته الثانية في صور

GMT 20:24 2019 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

كارمن سليمان تستفز الجمهور بصورها مع ابنها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon