لم يمض أسبوع، حتى تحققت ما يمكن وصفه بتنبؤات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بشأن اتساع رقعة الاحتجاجات القائمة في العراق ولبنان إلى ايران، وقال الرئيس أردوغان في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من زيارته للمجر، إنهم يبدون التوقعات حيال الجهات التي تقف وراء المظاهرات في العراق، ويتوقعون إمكانية امتدادها إلى إيران.
وأشار أردوغان إلى أن الهدف هو تقسيم وتمزيق العالم الإسلامي وإحداث الخلافات بداخله.
تصريحات اردوغان لاقت صداها سريعا عند طهران، حيث وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيران سيد عباس موسوي، بأنها "تحذير مهم جدًا".
وقال موسوي إن "تصريح السيد أردوغان عن إمكانية امتداد الاضطرابات إلى البلدان الأخرى في مكانه وتحذير مهم لأن بعض الأياد الخفية تريد إحداث الخلاف والاضطراب في البلدان الإسلامية".
وأشار إلى أن أردوغان رأى هذه الأيادي الخفية بطريقة صحيحة. معربا عن تقدير بلاده للرئيس التركي حيال التحذير.
وبالفعل، تشهد ايران لليوم الثاني على التوالي احتجاجات بعد قرار للسلطات بزيادة اسعار البنزين.
وذكر موقع "إيران إنترناشيونال"، وقوع اشتباكات بين قوات الشرطة الإيرانية والمتظاهرين في مدينة شيراز.
وأكد حرق المتظاهرون لمصرفي "أنصار، وملت" في مدينة شيراز، واستولى عدد من المتظاهرين على مركز شرطة "والفجر" وغلقوا طريق "لاله زار" جنوب طهران.
وبحسب الموقع الإيراني، فأن قوات الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين المحتشدين بعدة مدن إيرانية.
وفي وقت سابق من اليوم، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة متلفزة ألقاها، اليوم الأحد في ثالث أيام الاحتجاجات التي تضرب إيران، أن الاحتجاج حق من حقوق الشعب الإيراني، لكن يجب الفصل بين الاحتجاجات وأعمال الشغب.
اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد أن الدولة يجب ألا تسمح بانفلات الأمن في مواجهة أعمال الشغب على حد تعبيره التي وقعت في عدة مدن إيرانية منذ الجمعة الماضية.
وبرر الرئيس الإيراني رفع أسعار الوقود، قائلاً: "لو لم نرفع أسعار البنزين، لعادت إيران لاستيراده خلال عامين"
وفي وقت سابق من اليوم، أيد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، الأحد، قرار زيادة أسعار البنزين وتقنين توزيعه، وهو قرار اتخذته الحكومة بشكل مفاجئ وأثار تظاهرات في عدة مدن إيرانية.
وقال خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي "لست خبيرا وهناك آراء مختلفة، لكنني قلت إنه إذا ما اتخذ قادة الفروع الثلاثة قرارا، فإنني أؤيده".
وخرجت تظاهرات في عدد من المدن الإيرانية احتجاجا على القرار الصادر الجمعة عن المجلس الأعلى للتنسيق الاقتصادي المؤلف من الرئيس ورئيس مجلس الشورى ورئيس السلطة القضائية.
وقُتل متظاهر الجمعة وأصيب آخرون بجروح في التظاهرات التي اتّسعت رقعتها السبت، وقام المتظاهرون بقطع طرقات عامة فيما قام بعضهم بإضرام النار في مصرف في الأهواز، كما تم استهداف أملاك عامة ومحطات وقود.
وبدأت التظاهرات بعد ساعات من الإعلان عن رفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة لأول 60 ليتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر و300 بالمئة لكل ليتر إضافي كل شهر.
قد يهمك ايضا:
إيران تُدين دعم الولايات المتحدة للاحتجاجات وتعتبره تدخلًا في شؤونها الداخلية
توقعات بعودة الحريري على رأس حكومة الإنقاذ وفق شروطه وليس شروط باسيل
أرسل تعليقك