بغداد ـ لبنان اليوم
أثارت حادثة نجاة رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، من محاولة اغتيال فاشلة بطائرة مُسيّرة الجدل مجددًا حول حوادث الاغتيالات التي وقعت بالفعل بسبب طائرة لم يتعدى حجمها ووزنها شيئًا مقارنة بالأسلحة الحديثة.ويدور الجدل حاليًّا حول استخدام الطائرات دون طيار "الدرونز" لميليشيات وجماعات مُسلّحة موازية للجيوش النظامية للبلدان.إلا أنَّ الطائرات بدون طيار، أو المسيرات، أصبحت مصدر قلق أخلاقي على وجه التحديد بسبب مدى سهولة استخدامها، وتمكين عمليات القتل المستهدف بسهولة ويسرٍ، متجاوزة استخدامها ضد قيادات بتنظيم القاعدة، و ميليشيا حزب الله، وطالبان.استهداف المدنيين
واستهدفت طائرات الدرونز العديد من القيادات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ خاص؛ ولم تتوانى تركيا وحدها أيضًا عن استخدامها في استهداف المدنيين وتسببت بمقتل أكثر 700 مدني بسبب استخدامها الطائرات بدون طيار أغلبهم في العراق وفي ليبيا وفي سوريا، بالإضافة إلى العمليات التي نفذتها هذه الطائرات داخل الأراضي التركية نفسها، ضد قوات حزب العمال الكردستاني.وربما كانت آخر عمليات الاغتيال التي تمّت لأحد قادة إيران في العراق، هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي تم استهدافه بطائرة درونز في مطلع العام الجاري وتحديدًا في شهر يناير.منذ 10 سنوات، بدأ الأميركيون في استخدام "الدرونز" في معارك العراق، مما وفّر على القوات الأميركية وقوع خسائر بين أفراد قواتها، وكان أول ظهور لها كوسيلة مراقبة أثناء حرب الخليج وتحرير الكويت في 1991.
وفي سنة 1993، اشترت وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" خمس طائرات "درون" لتختبرها في عمليات المراقبة في حروب البلقان، وكانت هذه الطائرات تراقب تحركات الدبابات والقوات الصربية.أمَّا في عام 2001 فكان أول اختبار رسمي للدرون في أفغانستان، عندما فشلت في أكتوبر 2001 في اغتيال زعيم طالبان، الملا محمد عمر، حيث دمّرت شاحنة فارغة بدلًا من قتل الملا عمر.وتشير صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية إلى أنَّه في عام 2002 فشلت الدرونز من طراز "بريداتور" في استهداف مجموعة من الإرهابيين في شرق أفغانستان، كان يُعتقد أن بينهم زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
وتؤكد الصحيفة أنّه في ظل إدارة باراك أوباما 2008-2016، انتشرت ضربات الطائرات بدون طيار كوسيلة لمحاربة التمرد في العراق وأفغانستان دون المخاطرة بالعسكريين في مهام جوية خطيرة.
وعددت عدد الضربات بـ 563 غارة، معظمها بواسطة طائرات بدون طيار، في باكستان والصومال واليمن خلال فترتي رئاسة باراك أوباما، وفقًا لمكتب الصحافة الاستقصائية "تي بي آي جي" ويقارن ذلك بـ 57 ضربة في عهد إدارة بوش السابقة، وقد قُتل ما بين 384 و807 مدنيين في ضربات جوية في تلك البلدان.ومع صعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لسدة الحكم أمر بالتوسّع في إنتاج الدرونز، وعلى مدى العقدين الماضيين، تصاعد استخدام الولايات المتحدة للطائرات بدون طيار بشكل كبير.وأدخل "ترامب" سياسات جديدة تسمح بتوسيع نشاط الطائرات بدون طيار المسلحة خارج ساحات القتال التقليدية، وهو ما يعطي القادة الأميركيين حرية تنفيذ ضربات مميتة دون الاعتقاد بأن الأهداف تمثل تهديدًا نشطًا لأميركا.
وشنت إدارة "ترامب" ما بين 114 و124 غارة بطائرات بدون طيار في اليمن، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الضربات في عام 2016، كما زادت من عملياتها في الصومال، حيث شنت ما بين 18 و30 غارة، ارتفاعًا من 14 في 2016، هذا الارتفاع هو جزء من التزام متزايد بمحاربة حركة الشباب وداعش في الصومال.هجوم أرامكىوفي 2018 شنّت إيران هجومًا باستخدام طائرة بدون طيّار على أكبر منشأة لمعالجة النفط في السعودية، واستخدمت فيه أكثر من 25 طائرة مسيّرة، بحسب تصريحات لوزارة الدفاع السعودية.
في 18 سبتمبر 2019 كشفت "الدفاع" السعودية، خلال مؤتمر صحفي، حطام طائرات مُسيَّرة وصواريخ جوالة إيرانية الصنع، مؤكدة أنها "أدلة على عدوان إيراني لا يمكن إنكارها".وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية إن 25 من الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة الإيرانية استخدمت في الهجمات التي انطلقت من الشمال السعودي (إمّا من الأراضي الإيرانية أو العراقية) وليس من اليمن.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الكاظمي يجري تغييرات أمنية واسعة على خلفية تفجير بغداد
مصطفى الكاظمي يؤكّد أنّ العراق يواجه حملات تشكيك الأخرى
أرسل تعليقك