عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
أفادت لجان التنسيق المحلية السورية، أن انفجارًا ضخمًا هز مطار المزة العسكري في دمشق، الخميس، فيما ضرب انفجار آخر مدينة جرمانا في ريف دمشق وأوقع 70 شخصًا بين قتيل وجريح، وسط قصف متواصل للأحياء الجنوبية في العاصمة وريفها، في حين قتل 15 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال
، وأصيب 45 آخرين في مخيم اليرموك، في الوقت الذي تمكّنت كتائب المعارضة، من السيطرة على قرية جبل الدريهم في ريف حلب، وعلى قرية برج الزعرور قرب بلدة خناصر ضمن ما أطلق عليه "معركة رص الصفوف".
وقالت لجان التنسيق، إن انفجارًا ضخمًا هز مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المطار، وأن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش "الحر" وقوات الحكومة على أطراف منطقة التضامن في دمشق، تزامنًا مع تصاعد وتيرة الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق بين الجيش "الحر" وقوات الحكومة المدعومة بميليشيات "الجبهة الشعبية القيادة العامة".
وأظهر مقطع فيديو نشر على موقع "يوتيوب" صورًا من داخل مخيم اليرموك، ينفي فيها عناصر من الجيش "الحر" اقتحام قوات الحكومة للحي، ولقي ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، مصرعهم وأصيب 45 آخرين، بقصف للقوات الموالية لحكومة دمشق على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق.
وأوضح المركز الإعلامي السوري، أن "الصواريخ أصابت منطقة سكنية وتجارية تقع خلف خط الجبهة، وأن الضحايا جميعهم مدنيون، وأن 45 شخصًا أصيبوا"، فيما أفادت "تنسيقية مخيم اليرموك"، أن "صاروخي (غراد) أطلقتهما (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة) أصابا منطقة مخبز حمدان، وقتلت 5 نساء و5 أطفال، وأن 5 أفراد من عائلة فضلون التي تقيم في المنطقة قتلوا"، في حين أظهرت لقطات فيديو التقطها نشطاء مبنى مدمر وأضرارًا جسيمة لحقت بمبان مجاورة وأناس ينتشلون أشلاء من بين الأنقاض، ويدا وضعت في كيس شفاف.
وانفجرت في دمشق، ظهر الخميس، سيارة مفخّخة في ساحة السيوف في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ممّا أدى إلى دمار كبير في محيط الساحة واحتراق عدد من السيارات، ومقتل 7 أشخاص وجرح 62 آخرين، حسب ما أكده التلفزيون السوري.
وتعد جرمانا من المناطق الآمنة نسبيًا، ومع ذلك فقد سبق أن شهدت تفجيرين كبيرين، أحدهما وقع في تشرين الأول/أكتوبر 2012، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص، والثاني وقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وأدى إلى مقتل 54 شخصًا وإصابة 120 بجروح، فيما وصف شهود عيان التفجير بـ"الضخم جدًا"، حيث شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من الساحة في مختلف المناطق المحيطة، بينما منعت قوات الأمن المدنيين من التوافد إلى الساحة المشهورة بتوسطها للسوق التجاري في المدينة والمكتظة عادةً بالعابرين.
ونقلت شاهدة عيان تُدعى لانا جبر، كانت متواجدة في محيط مكان التفجير، المشهد هناك قائلةً: "عدد سيارات الإسعاف التي وصلت إلى الساحة يفوق العشرين سيارة، وحطام السيارات المشتعلة ملأ المكان، بينما تكسر زجاج معظم المحلات التجارية المجاورة لمكان التفجير".
وقالت "شبكة شام" الإخبارية، "إن قصفًا من الطيران الحربي استهدف حي جوبر والمنطقة الواقعة بين حي جوبر والقابون، وجرى قصف بالمدفعية الثقيلة على أحياء القابون وجوبر ومخيم اليرموك وبرزة والحجر الأسود ومعظم أحياء دمشق الجنوبية، كما سقطت قذيفة في منطقة الغواص في حي الميدان، وقذيفة في ساحة جورج خوري في حي القصاع، واشتباكات عنيفة في أحياء جوبر والقابون وعند شركة الكهرباء الواقعة بين جوبر والقابون، كما هز انفجار ضخم مطار المزة العسكري تلاه تصاعد لأعمدة الدخان من مكان الانفجار وانفجرت عبوة ناسفة مزروعة بسيارة في منطقة مشروع دمر، وفي الريف الدمشقي قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات شبعا والسبينة وداريا ومعضمية الشام وبساتين المليحة وبساتين رنكوس ودوما وعربين وعلى عدة مناطق في الغوطة الشرقية واشتباكات في بلدة السبينة وفي بلدة القاسمية بالغوطة الشرقية".
فيما أفادت "الهيئة العامة للثورة" بتجدد القصف على مدن سورية عدة، حيث تعرضت أحياء حمص لقصف عنيف منذ ساعات الصباح الأولى، تزامن ذلك مع اشتباكات في محيط مسجد خالد بن الوليد في حي الخالدية، وطال القصف أيضًا بساتين مدينة تدمر في حمص ومدينة الحولة في ريف حمص، وسقطت صواريخ عدة "أرض - أرض" على أحياء حمص المحاصرة، بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات يستهدف المنطقة، واشتباكات عنيفة في أحياء الخالدية ووادي السايح، وفي محيط بقية أحياء حمص المحاصرة على محاور عدة، وجرى قصف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على مدن الحولة والسخنة وبساتين مدينة تدمر.
وفي حلب، أعلنت "الهيئة العامة" عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء القصف على أحياء الزبدية والمشهد والأنصاري وصلاح الدين، وسط اشتباكات متقطعة تدور في حيي الإذاعة وصلاح الدين، فيما تمكّنت كتائب المعارضة، الخميس، من السيطرة على قرية جبل الدريهم في ريف حلب ومهاجمة حاجزها بالرشاشات الثقيلة، واستهداف آليات جيش الحكومة على الطريق العام الواصل بين خناصر وقرية الدريهم، كما سيطرت المعارَضة على قرية برج الزعرور قرب بلدة خناصر، ضمن ما أطلق عليه "معركة رص الصفوف"، كما تصدّت المعارضة لرتل متوجه نحو قرية خناصر مقبل من مدينة حماة، حيث حدث اشتباك عنيف معه عند قرية القرباطيّة، فتم إحراق صهاريج محمّلة بالوقود وشاحنتين وإعطاب سيارتين مجهّزتين برشاشي دوشكا، وفي دير الزور تعرّض حيا العرضي وكنامات المحاصرين من قبل جيش الحكومة، الخميس، إلى قصف صاروخي ومدفعي استهدف الأبنية السكنية، مما أدى إلى مزيد من الدمار في الأحياء التي نزح غالبية سكانها في فترة سابقة.
وتشهد محافظة دير الزور بشكل عام انقطاعاً كاملاً لأنواع الاتصالات الأرضية والخليوية والإنترنت كافة، بينما تقود قوات أمن الحكومة حملات دهم واعتقالات في حيي الجورة والقصور الواقعين تحت سيطرة الحكومة، في حين تستمر الأزمة الإنسانية في المدينة وأحيائها كافة في ظل الحصار المطبق عليها، وقلة الموارد الغذائية والدوائية وصعوبة وصول اللجان الإغاثية إليها وارتفاع الأسعار بشكل كبير، لا سيما في ما يتعلق بالوقود ومصادر الطاقة.
وتعاني مدينة أريحا في ريف محافظة إدلب من شحّ كبير في المواد الطبية والأدوية وفي المواد الغذائية، لا سيما بعد تعرّض المدينة للقصف المركّز من قبل الجيش الحكومي خلال الفترة الأخيرة، فيما تقوم منظّمات إغاثية عدة بإدخال المواد الطبية إلى أريحا حاليًا، حيث وصلت دفعة من الأدوية والمعدّات من قبل جمعية رعاية الطفل وجيل الثورة، والتي ساهمت إلى حدّ ما في تخفيف المعاناة، وتتضخم الأزمة الإنسانية في المدينة في أحيائها كافة في ظل الحصار المطبق عليها، ويعاني سكّان المدينة حاليًا من قلّة الكوادر الطبية وضعف المشافي.
يذكر أن مدينة اريحا تقع جنوب مدينة إدلب، وتعتبر من أكبر مدن المحافظة، ويقدر عدد سكانها ما يقرب من 70 ألفًا يعمل غالبيتهم في الزراعة، وقد نزح إليها خلال الفترة الأخيرة آلاف من سكان القرى المجاورة كونها مدينة هادئة إلى حد ما، إلا أن الجيش الحكومي اقتحمها مرتين خلال العام الماضي، ثم عاودت قوات المعارضة السيطرة عليها، مما جعلها عرضة للقصف الخميس.
أرسل تعليقك