بيروت - لبنان اليوم
قُتل رجل، اليوم (الخميس)، في مدينة طرابلس اللبنانية خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من قرار العزل العام الصارم الذي تركهم بلا سبيل لكسب العيش في وضع يشهد انهياراً اقتصادياً.وذكرت وسائل إعلام محلية وشهود، أن شرطة مكافحة الشغب أطلقت أعيرة نارية لدى محاولة المحتجين اقتحام مبنى حكومي في طرابلس الواقعة بشمال البلاد، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.وقُتل رجل في الثلاثين من عمره خلال الليل متأثراً بإصابته بعد اشتباكات وكرّ وفرّ تسببت أيضاً في إصابة العشرات. وقال مصدر أمني، إن المحتج الذي قُتل أصيب برصاصة. وقالت الشرطة وشاهد، إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية على محتجين كانوا يقذفون الحجارة وألقوا قنابل مولوتوف،
وأشعلوا النار في سيارة. ولم تستجب الشرطة بعد لطلب للتعليق على ما إذا كان قد تم إطلاق ذخيرة حية وعلى مقتل أحد المحتجين.وأظهرت تغطية لوكالة «رويترز» للأنباء شرراً يتساقط على الأرض ربما نتيجة طلقات مرتدة، وسُمع دوي أعيرة نارية.وقال سمير أغا، الذي شارك في احتجاج طرابلس قبل اندلاع الاشتباكات مساء أمس (الأربعاء) «العالم تعبانة... فقر وتعطيل وتسكير وما في شغل... مشكلتنا في أهل السياسة». وهذه ثالث ليلة على التوالي تشهد عنفاً في واحدة من أفقر المدن اللبنانية. وفرضت الحكومة حظر تجول كاملاً على مدار اليوم في وقت سابق هذا الشهر في محاولة للحد من انتشار «كوفيد - 19» الذي أودى بحياة أكثر من 2500 شخص بلبنان.
* معاناة
يحذر العاملون في مجال الإغاثة من أنه في غياب المساعدات أو وصول النذر اليسير منها تزداد المصاعب على الفقراء الذين يشكلون الآن أكثر من نصف السكان. ويعتمد كثيرون على ما يجنونه من العمل اليومي.
ودعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، اليوم، إلى إجراء تحقيق في ملابسات مقتل المحتج في لبنان.
وقالت آية مجذوب، باحثة لبنان في «هيومن رايتس ووتش»، «تجاهلت الحكومة احتياجات سكان طرابلس واستخدمت قوة غاشمة... عندما طالبوا بحياة أفضل».
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن اشتباكات مساء أمس أسفرت عن إصابة 226 من المحتجين والشرطة. وقالت قوى الأمن الداخلي على «تويتر»، إن «قنابل يدوية» أصابت تسعة من عناصرها بينهم ثلاثة ضباط في حالة حرجة، وحذرت من أنها ستتعامل «مع المهاجمين بكل شدة وحزم». وقال الصليب الأحمر، إن مسعفيه عالجوا 67 شخصاً على الأقل ونقلوا 35 آخرين للمستشفى.وأثار أسلوب تعامل الحكومة مع مرض «كوفيد - 19» غضباً في بيروت أيضاً، حيث بلغت العدوى واحداً من أعلى المستويات في المنطقة وامتلأت الكثير من وحدات الرعاية المركزة. وشكل المرض عبئاً ثقيلاً على المستشفيات التي تعاني بالفعل مع نقص الدولار والتي تضرر بعضها بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب). واستقالت حكومة دياب بعد الانفجار المروع الذي ألحق الدمار بالكثير من أجزاء العاصمة وأودى بحياة 200 من مواطنيها.
وأمس، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إن الإغلاق ضروري لاحتواء الفيروس مع امتلاء الكثير من وحدات العناية المركزة في مستشفيات البلاد. وأقرّ بأن المساعدات الحكومية ليست كافية لتغطية الاحتياجات، لكنه قال إنها تساعد في تخفيف الأعباء.ويشكل الانهيار المالي، الذي هوت فيه قيمة العملة المحلية، أكبر خطر على استقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي شهدها على مدى 15 سنة من عام 1975 إلى 1990.واندلعت الأزمة في أواخر عام 2019 وأدت إلى خروج احتجاجات في أنحاء البلاد ضد النخبة الحاكمة التي أدارت شؤون البلاد على مدار عقود شهدت هدراً في موارد الدولة وفساداً. ولم يفلح السياسيون منذ ذلك الحين في إطلاق خطة إنقاذ أو تنفيذ إصلاحات مطلوبة للحصول على مساعدات أجنبية البلاد في أمس الحاجة إليها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
ميقاتي يؤكد أن ما تشهده طرابلس من إحتجاجات هو ترجمة لغضب على إهمال الدولة
اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوى الأمن أمام سرايا طرابلس في لبنان
أرسل تعليقك