القدس المحتلة - ناصر الأسعد
أثار إعدام وحدات إسرائيلية خاصة من "المستعربين"، شابين من مخيم طولكرم، خلال عملية تسلّل أعقبها اقتحام قوات كبيرة من جيش الاحتلال للمخيم وسط اشتباكات مسلحة عنيفة استمرت لنحو ساعة ونصف الساعة.وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينيةً الليلة الماضية إستشهاد سامر صلاح الشافعي (22 عاما) الذي أصيب بالرصاص في الرقبة والصدر والبطن، وحمزة جميل خريوش (22 عاما) وأصيب بالرصاص في الصدر والبطن والقدم اليسرى، وقد أدخلا إلى مستشفى الشهيد الدكتور ثابت ثابت الحكومي في مدينة طولكرم، إضافة إلى إصابة مستقرة في الأطراف، نتيجة العدوان على مخيم طولكرم.
وأكد شهود عيان، أن جنود الاحتلال أعدموا الشهيدين خريوش والشافعي بشكل مباشر، وتأكدوا من ارتقائهما قبل أن ينسحبوا من المخيم.
وروى أحد شهود العيان لـ"الأيام"، إن وحدات "المستعربين" تسللت إلى المخيم بسيارة مدنية بيضاء اللون تحمل لوحة تسجيل فلسطينية، وارتدى عناصرها لباس رجال دعوة، وسرعان ما اكتشف الشهيدان عملية التسلل، وحاولا الانسحاب من الشقة التي كان بداخلها أربعة شبان اعتقلت قوات الاحتلال لاحقا اثنين منهم بعد إصابة أحدهما، إلا أن جنود الاحتلال من وحدات "القناصة" ممن كانوا يأخذون مواقع لهم على أسطح البنايات المطلة على مكان تواجد الشهيدين أطلقوا النار عليهما، ثم تقدم عناصر من وحدة "المستعربين" صوب الشهيدين وأطلقوا النار عليهما مرة أخرى للتأكد من ارتقائهما، ومن ثم انسحبوا من المكان، بعد التنكيل بجثماني الشهيدين، في وقت بدا فيه أحد أفراد وحدة "المستعربين" مصابا بساقه اليمنى.
وأضاف الشاهد، إن عناصر وحدة "المستعربين"، تسللوا إلى منطقة حارة الشيخ في المخيم، إلا أن الشهيدين تمكنا من اكتشاف أمرهم، فحاولا القفز عبر نافذة الشقة التي كانا بداخلها، واشتبكا مع أفراد الوحدات الخاصة، قبل أن يكونا هدفين لوحدات "القناصة".
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المخيم وسط اشتباكات مسلحة وصفت بأنها كانت عنيفة، ومنعت طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر من دخول المخيم لنقل وإسعاف المصابين، وتركت الشهيدين ينزفان حتى الموت فوق سطح من الصفيح.
وروى شاهد آخر، بعد أن سقط أحد الشهيدين مصاباً اقترب منه جندي وأطلق عليه عدة رصاصات أخرى من مسدس للتأكد من مقتله، فيما أظهر مقطع فيديو مصور عملية تنكيل جنود الاحتلال بالشهيدين، وقيام أحد أفراد الوحدات الخاصة بتجريد أحدهما من بعض ملابسه والتأكد من مفارقته الحياة بعد تصفيتهما.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، جنودا إسرائيليين مصابين في مخيم طولكرم، وسمعت في تسجيلات أخرى أصوات إطلاق نار يرافقه صراخ جنود الاحتلال.
ونعت كتيبة "الرد السريع" في طولكرم التابعة لكتائب "شهداء الأقصى"، الشهيدين الشافعي وخريوش الذي أشارت إلى أنه منفذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة "إفني حيفتس" الملاصقة لطولكرم والتي وقعت قبل خمسة أيام، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إنها أسفرت عن إصابة ثلاث مستوطنات، بعد أن ترجل مقاوم فلسطيني من مركبته قرب المستوطنة وفتح النار تجاه ثلاث مركبات للمستوطنين، وأصاب واحدة منها، ما أدى إلى إصابة ثلاث مستوطنات الأولى وصفت إصابتها بأنها طفيفة واثنتان بالهلع، فيما تضررت مركبتان.
من جهتها، قالت حركة حماس، إن الشهيدين هما من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة.
وذكرت مصادر أمنية، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين إبراهيم شلاش (20 عاما)، ومحمد بليدي (23 عاما)، قبل الانسحاب من مخيم طولكرم، فيما أعلنت فصائل العمل الوطني الإضراب الشامل في محافظة طولكرم، حدادا على روحي الشهيدين اللذين أعدما بدم بارد من قبل قوات الاحتلال.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ، "خلال نشاط مشترك لمستعربي حرس الحدود والجيش، وبتوجيه استخباري من جهاز (الشاباك)، قامت القوات، صباحا، خلال اشتباك مسلح باغتيال حمزة خريوش وسامر الشافعي الضالعين بتنفيذ عملية إطلاق النار قرب (إفني حيفتس) المتاخمة لطولكرم، وتم اعتقال محمد عبد الفتاح بليدي، وإبراهيم شلاش والذي أصيب خلال الاشتباك وتم تحويل الاثنين للتحقيق لدى (الشاباك)".
وزعم أنه خلال أعمال التمشيط في المنزل الذي اختبأ بداخله الشبان الأربعة، تم العثور على أسلحة منها بندقيتان من طراز "M16" وسترات واقية وأمشاط ذخيرة.
وفي وقت لاحق، شيعت جماهير غفيرة من محافظة طولكرم، جثماني الشهيدين، إلى مثواهما الأخير، حيث انطلق موكب التشييع من المستشفى.
وحمل المشيعون جثماني الشهيدين على الأكتاف ملفوفين بالعلم الفلسطيني، وجابوا شوارع المدينة باتجاه المخيم، وسط ترديد هتافات منددة بجرائم الاحتلال، قبل وداعهما من قبل ذويهما، والصلاة عليهما في مسجد "السلام" بالمخيم، لتتم بعدها مواراتهما الثرى في مقبرة الشهداء في ضاحية ذنابة شرق المدينة.
وعم الإضراب الشامل مدينة وضواحي ومخيمات طولكرم، حدادا على الشهيدين الشافعي وخريوش، بدعوة من حركة فتح وفصائل العمل الوطني، التي استنكرت هذه الجريمة ووصفتها بأنها استكمال لمسلسل جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك