بيروت ـ لبنان اليوم
في الظاهر، تقف عقد تشكيل حكومة ما بعد انفجار 4 آب عند حقيبة او اثنتين سياديتين وبضعة اسماء لوزارات اخرى تُرفض من احد الفريقين المعنيين مباشرة بالملف لاسباب تبدأ باسترجاع وتثبيت حقوق هذه الطائفة او تلك ولا تنتهي عند معارضة شريحة سياسية وحزبية واسعة ترفض المشاركة في التركيبة الحكومية. لكن الظاهر ليس سوى الجزء اليسير من عمق المشكلة التي تمتد جذورها الى ما هو أبعد بأشواط من المتداول وصولا الى حلم العودة الى الجمهورية الاولى، اي ما قبل الطائف، لمحاولة استعادة صلاحيات نُزعت من رئاسة الجمهورية والحقت برئاسة الحكومة فبات الرئيس المكلف يشكل ورئيس البلاد، رأس كل السلطات، يبدي الرأي ويقترح تعديلات. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة يسعى العهد مستقويا بتحالفه مع فريق فائض القوة الى الاستئثار بالحصة المسيحية مع اعطاء نقطة من بحر لسائر القوى المسيحية ، في غياب الطرف المسيحي الوازن الذي يمثله حزب "القوات اللبنانية" عن ساحة معركة التشكيل، ليصيب العهد عصفورين بحجر، فيؤمن التحكم بالحكومة من خلال استحصاله على الثلث المعطل مواربة ويعزز موقعه في الشارع المسيحي عشية الانتخابات بتصوير نفسه مستعيدا حقوقهم التي اهدرها أخرون وصلاحيات "سلبها" اتفاق الطائف.
وتوازيا، تضيف المصادر، يسعى العهد الى ابرام صفقة سياسية مع الرئيس نجيب ميقاتي على غرار صفقة الـ2016 مع الرئيس سعد الحريري التي انهارت بعد انتخابات عام 2018، ترتكز الى ضرورة سير ميقاتي في مشروع وشرط فريق العهد باحداث تعيينات في مواقع ومراكز مهمة لانهاء الحالة الحريرية كتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان ومدع عام جديد ومدير عام جديد لقوى الامن الداخلي ورئيس جديد لمجلس ادارة الميدل ايست والتشارك في الاصلاحات والتعيينات والابقاء على قانون الانتخاب الحالي وليس كما يريده الرئيس نبيه بري. فإن هو استحصل من ميقاتي على هذه الضمانات تولد الحكومة بسحر ساحر.
وفي تلاقي الاضداد ، تؤكد اوساط سياسية موالية قريبة من مركز القرار ان فريق العهد يفضل ان تشرف حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة على الانتخابات النيابية لا حكومة الرئيس ميقاتي، وإن شُكلت هذه، فبشروط العهد لكي يطمئن الى المرحلة المقبلة. لذلك يحرص على ان تكون له الكلمة الفصل في اختيار وزيري الداخلية والعدل المعنيين بالاستحقاق الانتخابي خشية ان يكونا قريبين من الرئيس سعد الحريري ويدوران في فلك قوى ما كان يعرف بـ 14اذار.
لكن الاوساط نفسها، تتهم قوى المعارضة بالوقوف خلف التعطيل ايضا لمنع تشكيل حكومة، ترى فيها تعويما للعهد الذي تسعى للاجهاز عليه في عامه الاخير واضعافه وتياره الى اقصى حد قبل الانتخابات للافادة من هذه الوضعية وتسديد ضربة قاضية للعونيين في عقر دارهم في الاستحقاق المقبل.
في مطلق الاحوال، تفيد الاوساط ان الرئيس المكلف يستعد للمحطة الـ14 في بعبدا هذا الاسبوع. وقد استبقها بمروحة واسعة من الاتصالات في اتجاهات عدة، وتواصل مع رسل الرئيس ميشال عون لتدوير الزوايا بحيث تكون الزيارة الـ14 الاخيرة، فإما تصدر مراسيم الحكومة او الاعتذار. مع ترجيح الكفة الاولى ما دام امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال: "خلصت اللعبة.... وتشكيل الحكومة المدخل لحل الازمة".
قد يهمك ايضا:
التفاؤل بعد لقاء ميشال عون وسعد الحريري ينعش "الليرة"
لم يكن لدى الحريري اي خيار في المهلة التي أعطيت للاثنين
أرسل تعليقك