كشف الرئيس الأميركي جو بايدن الليلة الماضية أن مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل في القاهرة تسير على ما يرام.
وجاءت تصريحاته أثناء مغادرته كنيسة سانتا إينيس القديمة بولاية كاليفورنيا، السبت، عندما سأله الصحفيون عن وضع المحادثات، فأشار بإصبعه الإبهام إلى الأعلى، دلالة على الإيجابية، دون الخوض في التفاصيل.
وكان المفاوضون قد ناقشوا مقترحات تسوية جديدة في القاهرة يوم السبت، سعياً لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس، دون أن تظهر أي مؤشرات على إحراز تقدم، بعد ساعات من المحادثات، وذلك عشية مفاوضات موسعة ستنطلق اليوم الأحد.
وقال مسؤول فلسطيني من حركة حماس مطلع على جهود الوساطة أنه لم تحرز حتى الان أي تقدم بسبب إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بثمانية مواقع على طول ممر فيلادلفيا".
وأضاف المسؤول الفلسطيني أن وفد حماس الذي عاد إلى الدوحة بعد انتهاء الإحاطة بشأن جولة المحادثات السابقة وقبل عودة الوفد إلى القاهرة الليلة الماضية، للاطلاع على مخرجات اللقاءات التي جرت في العاصمة المصرية خلال اليومين الماضيين بخصوص صفقة لتبادل الرهائن والسجناء ووقف إطلاق النار في غزة.
وأكد مصدران قياديان في حركة حماس أن هذا الوفد " لن يكون طرفاً في المحادثات الجارية، وإنما سيستمع فقط للمخرجات من الوسطاء".
وتشير مصادر مصرية إلى أن المفاوضات تجري بشكل جدي وهناك حلحلة للمواقف المتصلبة للأطراف المختلفة.
وقال مسؤول أميركي إن مفاوضين من الولايات المتحدة التقوا بمسؤولين من مصر وقطر يوم أمس .
وقال دبلوماسيون أجانب في القاهرة إن جولة مفاوضات "موسعة"، ستنطلق الأحد بمشاركة مسؤولين مصريين وقطريين، واصفاً جولة الأحد بأنها "مفصلية لبلورة اتفاق سيُعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على نتانياهو".
وأوضح هؤلاء أنه جرت مناقشات موسعة في القاهرة يومي الجمعة والسبت للإعداد لجولة مفاوضات موسعة تنطلق الأحد"، مؤكداً أن واشنطن "تناقش مع الوسطاء مقترحات إضافية لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس وآليات التنفيذ".
وفشلت أشهر من المحادثات المتقطعة في إنهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة أو تحرير الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت المصادر المصرية إن المقترحات الجديدة تتضمن تسويات بشأن نقاط عالقة مثل كيفية تأمين المناطق الرئيسية وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة.
وتتهم حماس إسرائيل بالتراجع عن نقاط كانت قد وافقت عليها من قبل في المحادثات وهو ما تنفيه إسرائيل، التي دخل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في خلاف مع المفاوضين الإسرائيليين حول بقاء القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر، وفقاً لما ذكره مصدر مطلع على المحادثات لرويترز.
وغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة الجمعة بعد تسليمه الجانب المصري ما قيل إنها خرائط المواقع المقترحة لتموضع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا بين مصر والقطاع، خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، في حال التوصل إلى ذلك الاتفاق، على أن يسلم الوسيط المصري تلك الخرائط لممثلي حركة حماس لإبداء الرأي فيها.
وأعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، في وقت سابق اليوم، أن زيارة وفد الحركة إلى القاهرة برئاسة نائب رئيسها خليل الحية، تأتي استجابة لدعوة مصرية قطرية، للاستماع لنتائج المفاوضات التي جرت في القاهرة.
وأوضح الرشق في تصريح نقلته المنصات الإعلامية للحركة، أن حماس " تؤكد التزامها بما وافقت عليه في الثاني يوليو/تموز والمبني على إعلان بايدن وقرار مجلس الأمن".
وأضاف الرشق: "إذ تؤكد حماس جاهزيتها لتنفيذ ما اتفق عليه، فإنها تطالب بالضغط على الاحتلال وإلزامه بتنفيذ ذلك، ووقف تعطيل التوصل لاتفاق" على حد وصفه.
وطرح الرئيس الأميركي جو بايدن، نهاية مايو/أيار الماضي، مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة، يقوم على ثلاث مراحل تتفاوض فيها إسرائيل وحماس على تبادل الرهائن، والوقف الدائم للأعمال العدائية في نهاية المطاف، وإعادة إعمار القطاع.
وذكر موقع أكسيوس، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سحب القوات الإسرائيلية من حدود غزة مع مصر في إطار مرحلة أولية من اتفاق وقف إطلاق النار، حتى يمكن مواصلة المحادثات.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لموقع أكسيوس الأمريكي إن نتنياهو قبل جزئيا بطلب بايدن الذي ذكره في مكالمتهما يوم الأربعاء، ووافق على التخلي عن موقع تسيطر عليه القوات الإسرائيلية عند الحدود بين مصر وغزة.
وأكدت واشنطن الجمعة، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي ايه" وليام بيرنز وصل الى القاهرة للمشاركة في المباحثات، مشيرة إلى "تحقيق تقدم" في النقاشات التمهيدية التي تسبق المباحثات الموسعة.
من جهته، أعلن قيادي في حركة حماس لفرانس برس أن "قيادة حماس بما فيها رئيس الحركة، قررت أن المرجعية التي يتم الاستناد اليها هي خطة 2 يوليو/تموز والتي وافقت عليها حماس"، مؤكدا في السياق أن "موقف حماس وفصائل المقاومة مع تنفيذ الخطة وليس التفاوض بشأنها".
ورأى القيادي في حماس حسام بدران أن "إصرار نتانياهو على إبقاء قوات الاحتلال في محوري طريق الشهداء (نتساريم) وصلاح الدين والشريط الحدودي مع مصر (فيلادلفيا) يعكس نوايا الاحتلال في مواصلة العدوان وحرب الابادة وعدم التوصل لاتفاق نهائي"، على حد تعبيره.
وأضاف بدران، لفرانس برس الجمعة: "لن نقبل بأقل من انسحاب قوات الاحتلال بما في ذلك من محور فيلادلفيا ونتساريم"، محملاً واشنطن "مسؤولية الضغط على نتانياهو لتحقيق وقف إطلاق النار".
وتطالب إسرائيل بأن يضمن أي اتفاق ستوقعه، حرية استئناف العمليات العسكرية في غزة إذا رأت ضرورة لذلك، بالإضافة إلى الاحتفاظ بوجود عسكري في القطاع، ونشر قواتها على طول "محور نتساريم"، وعلى طول الحدود بين مصر وغزة.
فيما تُطالب حركة حماس بوقف كامل للأعمال العدائية، والسماح لسكان غزة بالتنقل بحرية إلى الشمال، وانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من الحدود مع مصر.
مع استمرار الغارات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، إثر التصعيد الذي شهدته الحدود بين البلدين صباحاً، توجه الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة من أجل استئناف المحادثات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويرأس الوفد الإسرائيلي مدير جهاز المخابرات الخارجية (الموساد) ديفيد برني.
بينما رأس خليل الحية وفد حركة حماس الذي وصل، أمس السبت، إلى العاصمة المصرية، للاطلاع على نتائج المفاوضات الأخيرة.
تجزئة الانسحاب من فيلادلفي
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة للعربية/الحدث، اليوم الأحد، أن الوسيط المصري ضغط في الساعات الماضية لتجزئة الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفي كحل قد يرضي حماس.
كما مرر "رسالة طمأنة" مصرية إلى حماس، في المرحلة الأولى من الاتفاق، لدفعها إلى الموافقة على "تجزئة" هذا الانسحاب الإسرائيلي.
علما أن المقترح الأميركي كان تحدث عن انسحاب في المرحلة الثانية من فيلادلفي، وتخفيض النقاط الإسرائيلية فيه فقط خلال المرحلة الأولى.
إلى ذلك، أكد الوسيط المصري لوفد حماس رفض القاهرة أي وجود دائم للجيش الإسرائيلي في فيلادلفي (محور صلاح الدين)، مشددا على أن الوجود الإسرائيلي سيكون "مؤقتا" إلى حين انتهاء العمليات العسكرية في غزة.
هذا وتمسك الجانب المصري بإخلاء معبر رفح بالكامل مع أول أيام تنفيذ صفقة التبادل بين الطرفين، من أجل تجهيزه لإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.
5 من أصل 8 نقاط
من جهته، أبلغت إسرائيل المسؤولين المصريين بإمكانية انسحاب الجيش الإسرائيلي من خمس نقاط عسكرية في محور فيلادلفي من أصل ثمان موجودة حالياً، وفق ما كشفت المصادر.
كما أوضحت أن الجيش الإسرائيلي سيبقي على نقطتين غرب معبر رفح البري وأخرى شرقه.
وأضافت أن وفد حماس تسلم من الجانب المصري، مساء أمس، بعض التفاصيل الفنية الخاصة بالمقترح، وهي عبارة عن خرائط الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفي، وآلية تحركه بين غرب معبر رفح وشرقه وصولاً إلى كرم أبو سالم في النقب بعد الانسحاب المفترض من النقاط الخمس التي يحتلها في فيلادلفي، إذا جرى تنفيذ الاتفاق.
هذا وكشفت أيضا أنه إذا أتى رد حماس إيجابياً، فستقدم إسرائيل تنازلاً جديداً، يتمثل في قبول المقترحات حول آلية عبور الفلسطينيين عبر محور نتساريم من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والتي تنص على عدم وجود الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم لعدم إعاقة عودتهم.
وكانت جولة مناقشات موسعة جرت في القاهرة يومي الجمعة والسبت للإعداد لجولة اليوم.
بينما توقعت مصادر مصرية أن تكون جولة اليوم الأحد "مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، .علماً أن الأخير كان أعلن سابقاً أن قواته لن تنسحب من معبر رفح ومحور صلاح الدين، فضلا عن ممر نتساريم الذي يقسم شمال وجنوب غزة، ما أثار انتقادات ضده في الداخل الإسرائيلي واتهامه بعرقلة صفقة إطلاق عشرات الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر.
وتضغط واشنطن فضلا عن الدوحة والقاهرة، التي تلعب دور الوسطاء في تلك المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق بين الجانبين، ما يؤدي إلى احتواء الصراع وتفادي حرب أشمل في المنطقة لاسيما بين إسرائيل من جهة وإيران وفصائلها المسلحة من جهة ثانية.
قد يُهمك ايضـــــًا :
أرسل تعليقك