بيروت ـ لبنان اليوم
اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن "البرنامج الحقيقي لحزب "القوات اللبنانية" هو الحرب الأهلية في لبنان، وأن هذا الحزب يجعل أهلنا في عين الرمانة وفرن الشباك يعتقدون أن أهل الضاحية أعداء لهم، متوجهًا للبنانيين عمومًا وللمسيحيين خصوصًا بأن أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان وأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية".
وأشار نصرالله إلى أن الأحداث الأخيرة مفصلية وخطيرة وتحتاج إلى تحديد موقف، لافتًا إلى أن هناك حزب يريد أن يجعل أهلنا في عين الرمانة وفرن الشباك يعتقدون أن أهل الضاحية أعداء لهم، وأن بعض مسؤولي القوات أطلقوا اسم "المقاومة" على من حملوا السلاح في وجه المتظاهرين.
ولفت إلى أن رئيس هذا الحزب يحاول صناعة عدو وهمي لجيراننا وإبقاء المسيحيين قلقين على وجودهم، وأن الهدف من إثارة هذه المخاوف هو تقديم هذا الحزب نفسه على أنه المدافع الرئيسي عن المسيحيين، معتبرًا أن "الأهداف تتعلق بالزعامة وبما يعرضه من أدوار في لبنان على دول خارجية لها مصالح في بلدنا".
وتابع "هذا الحزب هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه، وهو لم نسمّه من قبل ولم نرد أي توتر مع أحد"، مضيفًا "على طول الوقت من رئيس هذا الحزب الى كل مسؤوليه ومواقعه لا يخلو يوم من سباب واتهامات وتهويل وتخويف ولم نكن نعلق على ذلك"، معتبرًا أن "ما حصل هو مفصلي في مرحلة جديدة بالنسبة إلينا حول التعاطي مع الشأن الداخلي".
السيد نصر الله أشار إلى أن هذا الحزب لطالما حاول اختراع عدو له من أجل تمرير مشروعه واختار حزب الله المستهدف خارجياً، وقال إنه "رغم أن شهداء الخميس هم من حزب الله وحركة أمل فقد ركز رئيس حزب القوات على حزب الله"، وأكد أن "ما ظهر من تسليح وتدريب وهيكليات يؤكد أنّ هناك ميليشيا مقاتلة".
الأمين العام لحزب الله اعتبر أن "هذا الحزب لا يهمه حصول صدام عسكري وحرب أهلية لأن ذلك يخدمه خارجياً"، وتوجّه "لأهلنا للمسيحيين بأن البرنامج الحقيقي لحزب القوات هو الحرب الأهلية التي ستؤدي إلى تغيير ديمغرافي"، وأن "المسيحيين في لبنان هم المادة التي يتم العمل عليها لزعامة شخص وهيمنة حزب وخدمة مشاريع خارجية".
السيد نصر الله أشار إلى أن "حزب القوات عرض عام 2017 خدماته على الوزير السعودي السابق السبهان للدخول في حرب أهلية"، وذكّر بأن "رئيس حزب القوات غدر بحليفه سعد الحريري أثناء توقيف الأخير في السعودية"، وأنه "حرّض بعض الحلفاء القدامى قبل أشهر على المواجهة مع حزب الله".
وأضاف "حزب القوات لا يترك لغة الحرب القديمة ولغة التقسيم وهو ما حضّر مسرح الجريمة الأخيرة"، مشيرًا إلى أنه "أخذنا تطمينات من الجيش اللبناني الذي طلبنا منه الانتشار بكثافة في المنطقة".
ولفت السيد نصر الله إلى أن "حديث جعجع عن "ميني 7 أيار مسيحي" يدان فيه رئيس حزب القوات نفسه"، وأن "كل ما صدر عن حزب القوات ورئيسه الخميس الماضي هو تبنّ كامل للمعركة والمجزرة"، مضيفًا "سلمنا رقابنا ودماءنا يوم الخميس الماضي للجيش وللدولة اللبنانية.. ولم نتخذ إجراءات أمنية ووقائية يوم الخميس الماضي بسبب حساسية المنطقة".
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن "هذا اللغم الذي تمكنا من استيعابه يوم الخميس بحاجة إلى حل ومعالجة"، وتوجّه للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بأن "تقديم حزب الله كعدو هو وهم وتجنّ، وتقديم حزب الله كعدو هو كذب وافتراء".
نصر الله أكد أن حزب القوات اللبنانية هو من أمّن الغطاء لجبهة النصرة والتكفيريين في لبنان وسوريا، وتوجّه للمسيحيين بالقول "يمكنكم سؤال المناطق المسيحية في سوريا عن كيفية تصرّف حزب الله لحماية المسيحيين"، كما توجّه للمسيحيين بالسؤال "من كان مع أهل قرى جرود عرسال ومن كان مع "الثوار" الذين كان يساندهم حزب القوات؟"، مضيفًا "حزب الله هو من دافع آنذاك عن المسيحيين قبل أن يُسمح للجيش اللبناني بالتدخل"، وتابع "من دفع الخطر عن المسيحيين هناك وقد قدمنا خيرة وأجمل شبابنا في هذه المعارك.. نحن، ما عم نربّح حدا جميل، لكن يجب أن ننقل الواقع والحقائق".
كما ذكّر "بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب منعنا دخول أي مسلح من أمل وحزب الله إلى مناطق المسيحيين"، مضيفًا "في كل منطقة دخل إليها حزب القوات كانت تحصل معركة وحرب"، مؤكدًا "ما فعلناه عام 2000 نعتبره مساراً صحيحاً ولم نتعرض حتى للعملاء الذين عذبونا وقتلونا".
وتابع متوجهًا للمسيحيين "كل من أوقفناهم سلمناهم إلى الجيش اللبناني ولم نحاكم حتى الذين قتلونا"، مشيرًا "كانت لدينا فرص تاريخية لتطبيق الاتهامات بحقنا لكن ذلك ليس من شيمنا وديننا"، وأضاف "حتى أنصار حزب القوات اللبنانية يعيشون في مناطقنا ولم نتعرض لهم"، مؤكدًا أن "كل الاتهامات بحقنا هي ظلم واعتداء ولغم كبير في البلد".
واعتبر أن "أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان وأمن المجتمع المسيحي هو حزب القوات اللبنانية، ومشروع حزب القوات اللبنانية بإقامة كانتونات ما زال قائماً"، لافتًا إلى أن "حزب القوات يمثل تهديداً لأنه تحالف مع داعش والنصرة اللذين سماهما المعارضة"، وتساءل "لو انتصر داعش والنصرة ما كان بقي أي مسيحي في سوريا قبل أن ينتقل إلى لبنان"، مشيرًا إلى أن تحالف رئيس حزب القوات مع داعش والنصرة كان تهديداً عظيماً جداً لسوريا ولبنان".
الأمين العام لحزب الله أشار إلى "أننا قد تجاوبنا مع كل طرح حوار في البلد وأنجزنا التفاهم مع التيار الوطني الحر عام 2005"، معتبرًا أن "همنا الأساسي كان منع الفتنة السنية الشيعية التي كان يسعى إليها حزب القوات اللبنانية".
ولفت إلى أن "أول من وقف في وجه التفاهم مع التيار الوطني الحر كان حزب القوات ورئيسه"، وأن "حزب القوات اللبنانية يرفض أي تواصل أو أي نسيان لخطوط التماس من الوجدان قبل الأرض"، لافتًا إلى أن "حزب القوات اللبنانية لم يدع أي مسعى لإلغاء التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني إلا وفعله"، وذكّر بأن حوب الله رحّب "بالتفاهم الذي توصل إليه التيار مع حزب القوات في معراب لأننا نؤيد التواصل".
السيد نصر الله أكد أن الدولة هي ضمانة كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، مضيفًا "نحن الشيعة لم نتناول المثالثة أبداً بل طرحها الفرنسيون في زمن رئاسة الرئيس الفرنسي جاك شيراك"، كما أكد "أننا رفضنا المثالثة ورغم ذلك تم الهجوم علينا.. ورغم أن قانون الستين الانتخابي ليس من مصلحتنا لكننا قبلنا به من أجل مصلحة المسيحيين".
وذكّر بأن "من نسف القانون الأرثوذكسي الانتخابي هو حزب القوات اللبنانية وليس نحن"، وأضاف "نحن قمنا بواجبنا لكننا نعرض الوقائع ونحن عامل إيجابي مهم جداً ولا نمثل أي تهديد، ونحن لم نضع أي شرط على رئيس الجمهورية في الانتخابات".
كما لفت إلى أن الوزير سليمان فرنجية وقف معنا في الانتخابات وكان وفياً وصاحب موقف أخلاقي كبير جداً.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
سمير جعجع يعلن "نواصل اتصالاتنا لتشكيل جبهة معارضة لكننا نواجه عقبات كبيرة"
جعجع يؤكد لا خلاص للبنانيين من النكبة سوى بانتخابات نيابية مبكرة
أرسل تعليقك