قالت السلطات المحلية إن هجومًا روسيًا ليليًا باستخدام طائرات مسيرة أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 12 خرين في خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وحطمت طائرات مسيرة مبنيين سكنيين في المدينة القريبة من الحدود الروسية والتي تم استهدافها بشكل متكرر خلال أكثر من عامين من الحرب.
وكثفت القوات الروسية في الأشهر الأخيرة هجماتها الجوية على أوكرانيا، فضربت المناطق الحضرية وشبكة الكهرباء.
وقالت السلطات المحلية إن 3 من المستجيبين الأوائل في خاركيف قتلوا عندما قصفت روسيا مبنى متعدد الطوابق مرتين في تتابع سريع، مضيفة أن 6 أشخاص أصيبوا في ذلك الموقع.
وأصيب مبنى آخر مكون من 14 طابقا بطائرة مسيرة، ما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 69 عاما، وفقا للأسوشيتد برس.
وسبق أن اتهم المسؤولون الأوكرانيون روسيا باستهداف عمال الإنقاذ من خلال ضرب المباني السكنية بصاروخين متتاليين، الأول لجذب الطواقم إلى مكان الحادث والثاني لإصابتهم أو قتلهم، ويُطلق على هذا التكتيك اسم "النقر المزدوج" في المصطلحات العسكرية. استخدم الروس نفس الأسلوب في الحرب الأهلية في سوريا.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الجنود الأوكرانيين أسقطوا 11 من أصل 20 طائرة بدون طيار أطلقتها روسيا ضد أوكرانيا خلال الليل.
وفي سياق متصل قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الناتو جعل روسيا هدفا لسياسته العدوانية، أما أوكرانيا فيستخدمها هذا الحلف كأداة معادية لروسيا.
وتصادف يوم 4 أبريل، الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي. وأعلن الأمين العام لهذا الحلف ينس ستولتنبرغ عشية هذا التاريخ، أن توريد السلاح والمعدات العسكرية من دول الناتو إلى أوكرانيا يجب أن يجري على أساس إلزامي وليس على أساس طوعي.
وأضافت زاخاروفا لوكالة تاس: "هذا التصريح يؤكد جوهر الحلف المعادي لروسيا. وثانيا، يؤكد أنهم يستخدمون أوكرانيا كأداة. هذه التصريحات [لستولتنبرغ] هي دليل وإثبات لصحة الأطروحات التي تحدثنا عنها لفترة طويلة والتي ينكرها أعضاء الناتو في كثير من الأحيان. الناتو هو تكتل عدواني موجه ضد بلدنا. طبعا هذا الحلف لديه اتجاهات أخرى ودول أخرى، ولكنه موجه قبل كل شيء، ضد بلادنا هي التي اختاروها كهدف".
وذكرت زاخاروفا بتشكيل مجلس الناتو-أوكرانيا، الذي عقد جلسته خلال اجتماع مجلس شمال الأطلسي على مستوى وزراء الخارجية، في يومي 3 و4 أبريل في بروكسل.
وقالت زاخاروفا: "هذا المنتدى، إذا جاز قول ذلك، هو في الواقع الشيء الوحيد الذي تمكن نظام كييف من الحصول عليه من رعاته الغربيين مقابل تدمير أوكرانيا في حالة جنون مناهضة لروسيا. لقد أراد التحالف إلحاق ضرر استراتيجي بروسيا لكنه دمر أوكرانيا في الواقع".
وفي السياق، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قوله إن الوضع في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي يتدهور "بشكل متوقع ومتعمد".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إن واشنطن وبروكسل أوصلتا جميع قنوات الحوار بين موسكو والحلف لمستوى "حرج عند الصفر". وأضاف أن روسيا ليس لديها أي نية لبدء صراع عسكري مع الحلف أو أعضائه.
كما أكد غروشكو أن ظهور قواعد حلف الناتو على أراضي أوكرانيا، يعني أنها تصبح هدفاً مشروعاً لروسيا وستحترق كما احترقت ساحة تدريب "يافوروفسكي" غربي أوكرانيا.
ورداً على سؤال لشبكة "روسيا اليوم" حول رد فعل روسيا حال قبول الناتو طلب أوكرانيا العودة لتدريب القوات الأوكرانية قال غروشكو: "هذه القواعد سوف تحترق.. كان هناك (على أراضي أوكرانيا)، بالفعل ميدان تدريب يافوروفسكي، حيث قامت قوات الناتو بتدريب القوات (الأوكرانية) والآن انتهى كل شيء، هذه أهداف مشروعة تماماً".
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قد أفاد في مارس 2022، بالقضاء على نحو 180 مرتزقاً أجنبياً وتدمير مجموعة كبيرة من الأسلحة الأجنبية عقب استهداف القوات الروسية مراكز تدريب في قاعدة ساحة التدريب العسكري يافوروفسكي في مقاطعة لفوف غربي أوكرانيا.
وكان وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) ناقشوا، الأربعاء، إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو لدعم أوكرانيا، فيما حثهم الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ على ضمان إمدادات الأسلحة على المدى الطويل لقوات كييف.
واقترح ستولتنبرغ صندوق الدعم لكييف ومدته خمس سنوات وخطة لتعميق مشاركة الناتو في تسليم الأسلحة في محاولة لضمان تواصل الدعم في مواجهة عودة محتملة لدونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إن الحلفاء "اتفقوا على المضي قدما في التخطيط لدور أكبر للحلف في تنسيق المساعدة الأمنية والتدريب" بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول قمة تعقد في واشنطن في تموز/يوليو المقبل.
وأضاف بعد أن أجرى وزراء الخارجية محادثات في بروكسل "التفاصيل ستتبلور في الأسابيع المقبلة. لكن لا يخطئن أحد، يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعم حلف شمال الأطلسي الآن وعلى المدى الطويل".
ورغم الترحيب بالصندوق المقترح من أقرب حلفاء أوكرانيا مثل بولندا ودول البلطيق، يبدو أن هناك شكوكا كبيرة بين حلفاء آخرين.
وأيدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنشاء "آليات طويلة الأمد" لدعم كييف، لكنها حذرت من تحديد أرقام من دون توضيح مصدرها.
وشددت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب على أن الاقتراح الذي ينص على مساهمة أعضاء الناتو وفقا لحجم اقتصادهم ليس "صدقة"، مضيفة "لكن من الخطير تقديم وعود لا يمكننا الوفاء بها".
أما البند الثاني من خطة ستولتنبرغ، والذي يبدو أنه حظي بقبول أوسع، فيتمثل في أن تتولى مهمّة تتبع حلف شمال الأطلسي المزيد من السيطرة على تنسيق إمدادات الأسلحة من المجموعة التي تقودها الولايات المتحدة وتشرف حاليا على الدعم.
تمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في دور الحلف العسكري الغربي الذي يرفض حتى الآن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا خشية أن يؤدي ذلك إلى جره لنزاع مباشر مع روسيا.
لكن المجر، وهي الدولة الأكثر تقاربا مع روسيا في حلف شمال الأطلسي، قالت إنها لن تدعم أي اقتراح قد "يقرب الحلف من الحرب".
وقال ستولتنبرغ إنه حاول التوصل إلى حل وسط مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، لكن دبلوماسيين أفادوا بأن الشعبوي اليميني رفض مقترح بند يتيح لبلده عدم المشاركة.
وجاءت مقترحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي فيما تواجه القوات الأوكرانية صعوبات في التصدي للجيش الروسي مع تضاؤل الإمدادات من داعمي كييف الغربيين.
وقال ينس ستولتنبرغ "شجاعة الأوكرانيين لم تنفد، بل نفدت ذخيرتهم".
وصل وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى بروكسل وهو يركز أكثر على الحاجة خلال المدى القصير لوسائل الدفاع الجوي في مواجهة تصاعد القصف الصاروخي الروسي.
وقال الأربعاء عبر منصة إكس "أوكرانيا هي حاليا الدولة الوحيدة في العالم التي تدافع عن نفسها ضد الصواريخ البالستية كل يوم تقريبا".
وأضاف كوليبا "يعني ذلك أن جميع بطاريات باتريوت المتوفرة حول العالم والتي يمكن توفيرها لأوكرانيا يجب أن يتم تسليمها إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن. لا يوجد مكان أكثر احتياجا لها".
يأتي الاجتماع في بروكسل فيما يستعد الناتو للاحتفال، الخميس، بمرور 75 عاما على تأسيسه في أعقاب الحرب العالمية الثانية لمواجهة تهديد الاتحاد السوفياتي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك