بيروت - لبنان اليوم
أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، أن "الحديث عن استقالة الحكومة لا أساس له ويندرج في إطار الشائعات"، وقال: "لم نناقش أي شيء من هذا على الإطلاق".
واعتبر نصرالله أنّ "مصلحة لبنان استمرار الحكومة وبذل ما أمكن من الجهود لأن الوضع الحالي لا يتحمل أي تغييرات على هذا المستوى"، كما رأى أن "أي خطوات للتقارب والتهدئة بين القوى السياسية المختلفة يجب تشجيعها كالتي حصلت بالأمس في عين التينة وأي خطوات مشابهة على أي صعيد أمر مهم جداً".
كلام نصرالله جاء خلال كلمة متلفزة له حول آخر المستجدات السياسية وأبرز التطورات، إذ أكّد أنّ "تحميل حراك 17 تشرين شعارات نزع سلاح المقاومة هو ظلم لهذا الحراك"، لافتاً إلى أن "المطالبة بالحقوق والقضايا المحقة هو أمر مقبول ومحق لكن تحميل الحراك مطلب 1559 هو أمر سلبي وخطأ"، وأضاف: "يجب الفصل بين المطالب المحقة وشعارات نزع سلاح المقاومة".
وأوضح أنّ "الأحزاب التي تقف خلف التظاهرة ضد سلاح المقاومة في 6 حزيران معروفة للجميع"، معتبراً أن "الطريقة التي تتبعها بعض القوى السياسية بهدف نزع سلاح المقاومة لن تجدي نفعاً بل عليها أن تقدم البديل". وقال: "سلاح المقاومة بالنسبة لبيئة المقاومة هو جزء من ثقافة وعقيدة استراتيجية وأعمق بكثير مما يطرحه البعض".
وتحدث نصرالله عن الأحداث الأخيرة التي حصلت في الشارع، فأكد أن "الموقف حاسم لناحية عدم الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة وعدم التعرض للجيش والقوى الأمنية وتجنّب الشتم وعدم قطع الطرقات وخدمة المطالب الحياتية الاجتماعية والضغط على الحكومة لا يكون بهذه الطريقة"، معتبراً أن "هذه الوسائل تبعد الناس عن المتظاهرين وتوجد العداء بينهم".
وشدّد على أنه "يجب عدم السماح بذهاب بلدنا الى الفوضى والفتنة خصوصاً اذا كان لها أي طابع مذهبي أو سياسي"، وسأل: "هل يجوز ان نضع البلد بين يدي عملاء وجواسيس أم يجب أن نتصرف بمسؤولية عبر التعاطي مع كل حدث بحدوده الطبيعية؟".
وقال: " يجب أن نعترف أن هناك حالة تفلّت وانحطاط أخلاقي وصعوبة في الضبط الكامل في هذا المجال وعلينا أن نتصرف بمسؤولية والإبتعاد عن فتح ملفات التاريخ وترميم خسائر شعبية ونضع البلد على حافة فتنة مذهبية".
وأوضح أنّ "من الأمور التي حذرنا منها خلال الاحتجاجات التصادم مع الجيش والشتم وقطع الطرقات الذي يبعد المواطنين عن الثوار أو المنتفضين".
ورأى الأمين العام لـ"حزب الله" أن "في لبنان هناك حالة تفلت وانحطاط أخلاقي على مواقع التواصل الاجتماعي وهناك صعوبة في الضبط الكامل والشامل، مؤكدا أن مسؤولية كل القوى السياسية والدينية عدم السماح بذهاب بلدنا إلى الفوضى والفتنة المذهبية أو السياسية". وقال: "طالما هناك انحطاط أخلاقي واسفاف وتسيب إعلامي واختراقات يجب التعاطي بمسؤولية".
واعتبر نصرالله أنّ "البناء على حادثة فردية لشتم الرموز الدينية لاستهداف الآخرين جريمة بحق أنفسنا قبل غيرنا، ومن الواجب رفع الصوت في هذا الإطار"، مؤكداً أن الذي "يرقى إلى مستوى الخيانة الأخلاقية هو تورط قيادات سياسية ودينية في التحريض المذهبي".
ولفت نصرالله إلى أن "التحريض هو أخطر بكثير من قضية الاعتداء على الأملاك العامة لأنه يستحضر فتنة"، مؤكدا أن "تحميل الشيعة والضاحية الجنوبية مسوؤلية اعمال العنف الاخيرة غير مقبول". وقال: "من أجل منع الفتنة والصدام وعودة خطوط التماس سنفعل أي شي، وإذا اقتضت الحاجة سننزل للشارع لمنع أي صدام أو فوضى، ومن أجل منع الفتنة والصدام وعودة خطوط التماس سنفعل أي شيء بما فيه نزول شبابنا إلى الشارع".
ووصف نصرالله تحميل حزب الله وحركة أمل مسؤولية الأفعال الفردية للبعض في بيئتهما بـ"التجني"، معتبراً أن "توجيه الاتهامات إلى حزب الله وحركة أمل بلغ مستوى من العبث والانحطاط والدناءة".
ودعا نصرالله إلى "الهدوء وإزالة الاحتقان وضبط الإعلام، ومسؤولية القيادات الدينية والسياسية والقضاء وكل النخب والأفراد في مجتمعنا هي في تحمل هذه المسؤولية".
أميركا تمنع ارسال الدولار إلى لبنان
وانتقل نصرالله للحديث عن الملف الإقتصادي، فأكّد أن "ارتفاع الاسعار تحد لا يمكن التعايش معه"، موضحاً أن "الطلب على الدولار سببه كثرة الطلب وقلة العرض".
ورأى نصرالله أنّ "الأمريكيين يمنعون إرسال الدولار إلى لبنان، كما انهم يمارسون ضغوطاً على مصرف لبنان لعدم ضخ الدولار في السوق". وأضاف: "الإدارة الأميركية أي وزارة الخزانة ووزارة الخارجية والسفارة الأميركية في لبنان تمنع وصول الدولار إلى البلد بزعم أن حزب الله يجمع هذه العملة ويرسلها إلى سوريا".
وطالب نصرالله "الأجهزة الأمنية بالتحقيق مع الجهات التي جمعت الدولار وأخرجته من البلاد"، كاشفاً أن "أحد المصارف قام بشراء عشرات الملايين من الدولارات وإخراجها وهو محمي من قوى سياسية"، وقال: "هناك تقارير تحدثت عن إخراج البنوك لمبلغ 20 مليار دولار عام 2019 من لبنان إلى الخارج وهي موجودة وفق بيانات ومحاضر رسمية ويجب سؤال حاكم مصرف لبنان عنها، وهذه الاموال لم يخرجها حزب الله ولم تذهب إلى سوريا أو إلى إيران".
واعتبر أن "هناك من يدير هذه العملية من أجل أن ينخفض سعر العملة وترتفع الأسعار ويذهب البلد إلى الانهيار، وهذا يدفعنا لضرورة أن نعرف من يقوم بهذه الأعمال لاذلال اللبنانيين لمعرفة كيف سنتعاطى معه"، وقال: "نحن من يأتي بالدولار إلى لبنان ولسنا من نجمعه". وتوجّه إلى اللبنانيين قائلاً: "لا تذهبوا مع الشائعات ومن يعمل على بثها يجب أن يحاسب".
واعتبر نصرالله أنّ "موضوع الدولار والأسعار والغلاء لم يعد موضوع النظام الاقتصادي الرأسمالي الحر بل بات موضوع أمن قومي"، مشيراً إلى أنه "يمكن أن يكون هناك حل لهذه المشكلة من دون الحاجة إلى الدولار، وأن تكون إيران أو دول صديقة أخرى مقصداً لتأمين الاحتياجات الأساسية من دون الدفع بالدولار".
وطرح نصرالله فكرة "التبادليّة"، قائلاً أن "يكون مقابل البنزين منتوجات غذائية"، مشيراً إلى أنه "في حال تم فتح هذا الباب فإن ذلك سيرفع من قيمة العملة اللبنانية ولا نبقى مرهونين للأميركيين وننتظر رحمتهم في سماحهم للبنك المركزي بضخ العملية الصعبة في لبنان".
وأكد نصرالله أن "هذا الكلام موجها للشعب اللبناني لكي لا يشعر باليأس، وكذلك لكي يضغط على المسؤولين من أجل أن لا يبقوا خائفين من الأميركيين وانتظار رحمته".
مشاريع في لبنان عبر شركات صينية
وأعلن نصرالله أنّ "الشركات الصينية جاهزة للقيام بمشاريع استثمارية كبيرة في لبنان وعلى قاعدة الـ BOT، أي دون ان تدفع الدولة اللبنانية أي أموال حالياً"، متحدثا عن "مشروع قطار سريع من طرابلس إلى الناقورة، وعن نفق بين بيروت والبقاع"، كما كشف أنّ "الشركات الصينية جاهزة لإنشاء معامل كهرباء وهذا سيخلق فرص عمل للبنانيين"، محتدثاً عن "الايجابيات التي ستضفيها هذه المشاريع في حال نفذت".
ورأى الأمين العام لـ"حزب الله" أنّ "الأميركيين يستخدمون لبنان واقتصاده لتحقيق مصالحهم فيه أي أمن إسرائيل والحدود البحرية والبرية معها"، مؤكد أنّ "أمن اسرائيل ومستقبلها هو المهم بالنسبة للأميركيين"، وقال: "انتظار الولايات المتحدة يعني الذل والجوع والخنوع، ومن ينتظر تأليب بيئة المقاومة عليها سيفشل وعليه أن ييأس. ولمن يراهن على أن نجوع أو أن نترك البلد يجوع فإن ذلك لن يحصل".
وأضاف: "لدينا معادلة مهمة وخطيرة ولن أتحدث عنها، في حال استمر الأميركيون في محاولتهم لتجويع اللبنانيين، ومن سيضعنا بين خيار القتل بالسلاح أو الجوع، سيبقى سلاحنا في أيدينا، ونحن سنقتله".
قانون قيصر هدفه "تجويع" لبنان وسوريا
وعن قانون "قيصر"، رأى نصرالله أنه "يستهدف لبنان كما سوريا ويهدف الى تجويع الشعبين اللبناني والسوري"، معتبراً أن "سوريا انتصرت في الحرب عسكرياً وامنياً ونفسياً، ولجوء أميركا إلى قانون قيصر هو دليل على انتصار سوريا في الحرب العسكرية والميدانية، وما هو إلا آخر أسلحتها".
وأكد أن "حلفاء سوريا الذين وقفوا معها سياسياً وعسكرياً، لن يتخلوا عنها في مواجهة الحرب الاقتصادية ولن يسمحوا لها أن تسقط". وتابع: "من قدّم الدم والشهداء لتبقى سوريا موحدة ولا تخضع لأمريكا وإسرائيل، لن يسمح لقانون قيصر أن يلحق الهزيمة بسوريا"، داعياً لـ"عدم الخضوع لقانون قيصر، ولا يجب أن يكون الرأي الرسمي والشعبي الخضوع لهذا القانون".
واعتبر أنّ "المستهدف من قانون قيصر هو الشعب السوري وإعادة الفوضى وعودة الحرب الأهلية"، وقال: "على اللبنانيين ألا يفرحوا بقانون قيصر لأنه يؤذيهم كثيراً وربما بما هو أكثر من سوريا".
ورأى أنّ "ما نواجهه في الموضوع الاقتصادي حالياً هو حرب كما كانت الامور في مسألة فيرس كورونا"، وأضاف: " علينا أن نتحلى بإرادة الحرب ولن نخضع للأميركيين، ولدينا القدرة للإستغناء عنهم".
وختم: "أتفهم عدم قدرة الحكومة على مواجهة الولايات المتحدة لكن ما أطالب به عدم الخضوع لقانون قيصر". وقال: "كل الفرص المتاحة أمام اللبنانيين يقفلها الأميركيون ليسلموا رقابهم للإسرائيلي لكن ذلك لن يحصل".
قد يهمك أيضًا
"حزب الله" يضع نفسه في الواجهة ويدعو إلى محاربة الفساد في لبنان
حسن نصر الله يؤكد أن ترتيب العلاقات مع سورية سيفتح بابا للمعالجة الاقتصادية في لبنان
أرسل تعليقك