الانشقاق السُّنِّي الشِّيعي هُوَّة إسلامية تاريخية تُقسِّم العالم بين حلفاء ومعارضين
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

بعد تحذير السُّعودية من تَحَوُّل علاقتها بأميركا بسبب سورية والقضية الفلسطينية

الانشقاق السُّنِّي الشِّيعي هُوَّة إسلامية تاريخية تُقسِّم العالم بين حلفاء ومعارضين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الانشقاق السُّنِّي الشِّيعي هُوَّة إسلامية تاريخية تُقسِّم العالم بين حلفاء ومعارضين

العالم الإسلامي مأساوية بين السُّنَّة والشِّيعة
واشنطن ـ يوسف مكي

الهوة التاريخية في العالم الإسلامي مأساوية بين السُّنَّة والشِّيعة، ولها تداعياتها في جميع أنحاء العالم، فالحرب الأهلية في سورية، وتحالف أميركا الجبان مع الأنظمة الاستبدادية في منطقة الخليج السُّنيَّة، والشكوك السُّنيَّة بالإضافة إلى الإسرائيلية لشيعة إيران تُؤثر جميعها حتى في أعمال الأمم المتحدة . ورفض المملكة العربية السعودية العدواني، الأسبوع الماضي، لمكانها بين الدول غير الأعضاء في التصويت في مجلس الأمن، في خطوة لم يسبق لها مثيل من قِبل أي عضو في الأمم المتحدة، يستهدف التعبير عن استياء النظام الملكي الديكتاتوري لرفض واشنطن تفجير سورية بعد استخدام الأسلحة الكيميائية في دمشق، كما يُمثل أيضًا مخاوف السعودية من احتمالية استجابة باراك أوباما للمبادرات الإيرانية لتحسين العلاقات مع الغرب.
والآن، يُلِّوح رئيس الاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، بتحذير أميركا من  أن المملكة العربية السعودية ستقوم بتحول كبير في علاقاتها مع الولايات المتحدة، وليس فقط بسبب فشلها في مهاجمة سورية، ولكن لعدم قدرتها على التوصل لتسوية سلام عادلة بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن ما هذا التحول الكبير، الذي قد يكون سرًّا لدرجة أن يحتفظ الأمير به لنفسه .
إسرائيل، بطبيعة الحال، لم تترك فرصة للإعلان -بدقة شديدة- عن كيفية تزامن الكثير من سياساتها الحالية في الشرق الأوسط مع سياسات الحُكَّام الأثرياء في دول الخليج العربي .
وكراهية النظام السوري الشيعي/العلوي، والشكوك بشأن حقيقة الخطط النووية لإيران الشيعية، والخوف العام من التوسع الشيعي، هي السبب في  تحول الأنظمة الملكية غير المنتخبة من العرب السُّنَّة إلى حلفاء بالوكالة لدولة إسرائيل، الذين أقسموا في كثير من الأحيان بتدميرها، وبالكاد، فلا يمكن أن يتصور أحد هذا النوع من الآراء التي يريد الأمير بندر الإعلان عنها.
وعلاوة على ذلك، مساهمة أميركا الأخيرة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط يمكن أن يكون من خلال بيع الصواريخ والأسلحة إلى المملكة العربية السعودية السُّنيِّة والإمارات العربية المتحدة  السُّنيَّة أيضًا في مقابل  10.8 مليار دولار، بما في ذلك قنابل GBU -39  والتي يمكنهم استخدامها ضد إيران الشيعية، أما إسرائيل، بطبيعة الحال، تمتلك الأسلحة ذاتها .
وسواء كان كيري، الذي تعهد بهجوم صغير بشكل لا يصدق على سورية مما جعل  منه أضحوكة في الشرق الأوسط، يفهم إلى أي درجة وضع بلاده إلى الجانب السُّني في أقدم صراع إسلامي، وهو يعد موضوع لكثير من الجدال والنقاش في العالم العربي، وكان رده على رفض السعودية لتأخذ مكانها في مجلس الأمن الدولي غريبًا .
وبعد الغداء يوم الاثنين في منزل وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل في باريس، قال كيري - عن طريق مسؤوليه المجهولين عادة- إنه "يُقدِّر قيادة الحُكم المطلق في المنطقة، وشارك رغبة الرياض في القضاء على المشروع النووي لإيران ووضع نهاية للحرب السورية، ولكن إصرار كيري على ضرورة تخلي الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه عن السلطة، يعني أن الحكومة السُّنيَّة ستتولى زمام الحكم في البلاد، ورغبته في نزع سلاح إيران الشيعيَّة، ومن شأنه ضمان هيمنة القوة العسكرية السُّنيَّة على الشرق الأوسط من الحدود الأفغانية إلى البحر الأبيض المتوسط، وهناك القليلون الذين يدركون أن اليمن تُشكِّل أرض معركة أخرى في المنطقة بين السعودية وإيران.
ويُعد الحماس السعودي للجماعات السلفية في اليمن -بما في ذلك حزب "التجمع اليمني" للإصلاح، وهناك مزاعم بأن تمويله يأتي من قطر، على الرغم من أنه ينفي تلقي أي دعم خارجي - هو أحد الأسباب التي تجعل النظام في مرحلة ما بعد صالح في صنعاء تُدعِّم الشيعة الزيدية الحوثيين "المتمردين"، والذين يعيشون في محافظاتهم صعدة، والجوف، وحجة، على الحدود السعودية، والحوثيون هم -وفقا للسعوديين السُّنَّة– يحصلون علي الدعم من إيران .
أما النظام الملكي في البحرين، والتي تهيمن عليه الأقلية السُّنيَّة –يحصل على دعم السعودية، وبالطبع  الحكومات المتوافقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا إلخ– هو أشبه باتهام إيران الشيعية بالتواطؤ مع الأغلبية الشيعة في الجزيرة، والغريب، أن الأمير بندر، ادَّعي في تصريحات له، أن باراك أوباما قد فشل في دعم السياسة السعودية في البحرين -والتي شملت إرسال قوات تابعة لها في الجزيرة للمساعدة في قمع المتظاهرين الشيعة في العام 2011– حينما كان هناك صمت أميركي في الواقع على العنف شبه العسكري للنظام أقرب لإمكانية ذهاب واشنطن إلى تقديم دعمها للأقلية السُّنيَّة وصاحب السمو الملكي ملك البحرين .
وهناك علاقة حب غربية قوية مع الإسلام السُّنِّي -الحب الذي  لا يمكن التحدث باسمه بكل تأكيد في الخليج العربي والذي  فيه "الديمقراطية"، و"الاعتدال" ، و"الشراكة" و"الديكتاتورية الصريحة" القابلة للتبادل- والتي لا واشنطن، ولا لندن، ولا باريس، ولا  موسكو، أو بكين ستعترف بها، ولكن، وغني عن القول، هناك قدر قليل من الغضب -والتناقض- والتموجات في هذه العاطفة المتبادلة .
وعلى سبيل المثال، السعودية التي تلقي باللوم على أوباما الذي تخلي عن الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، وتمت الإطاحة به، يلومون الأميركان لدعمهم محمد مرسي، التابع لجماعة "الإخوان المسلمين" كرئيسٍ منتخب، والانتخابات لن تحظى بشعبية رهيبة في الخليج -والسعوديين يدفقون حاليًا المساعدات المالية للنظام العسكري الجديد في مصر، في الوقت الذي أعرب الأسد في دمشق أيضًا عن تهانيه للجيش المصري، -والذي يختلف عن الأسد- حيث يحاول منع المتطرفين الدينيين من الاستيلاء على السلطة.
ومن العدل والإنصاف بما فيه الكفاية -علينا أن نتذكر أن السعوديين حقًّا يُقدِّمون الدعم للسلفيين المصريين الذين منحوا بسخرية ولائهم للجيش المصري، والسلفيون الذين  تُمولهم السعودية هم أشرس معارضي الأسد .
ومن حسن حظ كيري وزملائه الأوروبيين، عدم وجود أي ذاكرة مؤسسية في وزارة الخارجية ما يعني أنه لا يوجد أحد بحاجة إلى تذكر أن 15 من  بين 19 قتلوا في أحداث 11 أيلول/سبتمبر كانوا أيضًا من السلفيين، وكانوا جميعهم مواطنين سُنَّة من المملكة العربية السعودية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانشقاق السُّنِّي الشِّيعي هُوَّة إسلامية تاريخية تُقسِّم العالم بين حلفاء ومعارضين الانشقاق السُّنِّي الشِّيعي هُوَّة إسلامية تاريخية تُقسِّم العالم بين حلفاء ومعارضين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon