اسطنبول - رياض أحمد
كشف أعضاء في "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" التقوا السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد، إن الاولويات الاميركية باتت مختلفة مقارنة بما كانت في اللقاء التحضيري الأخير، ونقلوا عنه تحذيره من أن الريس بشار الأسد سيبقى في منصبه على ما يبدو اذا لم تتجاوز كتائب المعارضة الخلافات بين الجماعات
المعتدلة المدعومة من الغرب والإسلاميين المتشددين الذين يعارضون محادثات جنيف.
ولفت هؤلاء الاعضاء الى أن اولويات واشنطن باتت اليوم كالآتي:
1 - العمل على انعاش "الجيش السوري الحر" وقيادة اركانه، من أجل أن يعود الى الميدان كقوة يعتمد عليها.
2 - استكمال الانفتاح على "الجبهة الاسلامية" بقيادة زهران علوش المدعوم والممول من السعودية، وحضها على الاتفاق مع الائتلاف السوري وتشكيل وفدٍ تشارك فيه الجبهة بشكل مباشر أو غير مباشر.
3 - التحرك الديبلوماسي على خط انعقاد جنيف 2.
وقال معارضون سوريون عقب اجتماع مع السفير فورد في اسطنبول في وقت سابق من الاسبوع الجاري، أنه أبلغهم ألا يتوقعوا نتائج سريعة للمحادثات المقرر أن تبدأ في سويسرا في 22 كانون الثاني وأن اطاحة الأسد ليست في يد واشنطن.
وفي وقت كرر فورد العبارة التي دأبت الولايات المتحدة على ترديدها وهي أنه لا مستقبل للأسد في سوريا، فقد حذر المعارضة من أن الأسد سيبقى في منصبه على ما يبدو اذا لم تتجاوز كتائب المعارضة الخلافات بين الجماعات المعتدلة المدعومة من الغرب والإسلاميين المتشددين الذين يعارضون محادثات جنيف.
وقالت مصادر في المحادثات إن فورد ذكر أن عملية جنيف ستستمر بضعة اشهر عدة على الأرجح. وأوضح عضو في الائتلاف السوري طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان "الرسالة التي وصلتنا هي أنه لا يمكن توفير ضمانات. الولايات المتحدة قالت إنها تريد رحيل الاسد لكن هذا في أيدي الشعب السوري".
واضاف: "هذا يزعج القيادة العليا كثيرا. إنهم يقومون جدياً ما اذا كان ينبغي لهم أن يذهبوا الى جنيف".
وأعرب الأمين العام للائتلاف بدر جاموس عن اعتقاد المعارضة أن الولايات المتحدة وروسيا لا تبذلان ما يكفي من الجهد لضمان نجاح محادثات جنيف. وقال إنهما لا تمارسان ضغطا كافيا على الأسد.
وأبلغ وفد الائتلاف السوري الموجود في جنيف والذي عقد سلسلة لقاءات مع الوفدين الاميركي والروسي والابرهيمي، أن احتمال تأجيل جنيف2 بات اليوم خياراً مطروحاً والسبب، بحسب أحد أعضاء الائتلاف عبد الواحد اسطيف أن الحملة العسكرية التي يشنها النظام السوري منذ أيام على مدينة حلب، "اذ من غير المعقول أن تدخل مفاوضات لحل الازمة السورية في ظل الجرائم التي ترتكب"، وقلل شأن خلافات المعارضة السورية على تشكيل وفدها الى جنيف2، لكنه اشار الى أن لقاءات واتصالات مكثفة تجري على مختلف الخطوط وخصوصا مع "الجبهة الاسلامية" تمهيدا لمرحلة التفاوض مع النظام.
وفي بروكسيل، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اثر قمة اوروبية ان مؤتمر جنيف 2 لا يمكن "ان يكون هدفا لذاته". وقال: "اذا كان جنيف 2 سيشكل تكريسا لـبشار الاسد او يؤدي الى انتقال سياسي من بشار الاسد الى بشار الاسد، سنكون ازاء فرص قليلة لاعتبار هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية".
وفي مدينة اربيل بكرستان العراق، أعلن رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا أن أكراد سوريا سيشاركون في جنيف 2 ضمن وفدين الأول مع المعارضة والثاني مع حكومة دمشق.
وتتواصل في أربيل اجتماعات كل من "المجلس الوطني الكردي" السوري المعارض، الذي يدعمه إقليم كردستان العراق و"مجلس الشعب لغربي كردستان" الذي يعتبر الجناح السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" والمعروف بعلاقته مع النظام السوري.
أرسل تعليقك