واشنطن ـ عادل سلامة
يُثير الحادث الكثير من الأسئلة، ويُمثل لحظة محفوفة بالمخاطر. ويقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن هناك عمليات اعتراض أخرى حدثت "خلال الأسابيع الماضية"، لكن الحادث الأخير كان مختلفا. "بناء على ما حدث من الطائرات الروسية، من الواضح أن الطائرات كانت غير محمية وغير مهنية" هكذا علّق المتحدث باسم البنتاغون، العميد في سلاح الجو بات رايدر على الحادث، مضيفاً "أعتقد أن الأفعال تتحدث عن نفسها".
وبحسب البنتاغون، فإن الفترة الزمنية للحادث استمرت ما بين 30-40 دقيقة.
خلال ذلك الوقت، قال الجنرال رايدر إنه لم يكن هناك اتصال مباشر بين الجيش الروسي ونظيره الأميركي.
ويقول المسؤولون الأميركيون إنهم يعتقدون أن الطائرات الروسية من طراز Su-27 تعرضت "على الأرجح" لبعض الأضرار، ما يشير إلى أن الاصطدام قد لا يكون مُتعمدًا.
ويُضيف الجنرال رايدر "أعرف أن وزارة الخارجية تثير مخاوفنا بشأن الحادث، وبشكل مباشر بشأن الحكومة الروسية".
لكن ماذا يعني الحادث بالنسبة لمستقبل عمليات الطائرات الأميركية المسيّرة فوق البحر الأسود، وعمليات المراقبة التي توفرها الولايات المتحدة لأوكرانيا؟
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي لإذاعة صوت أمريكا: "إذا كانت رسالة روسيا هي منعنا من الطيران أو العمل في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود، فإن هذه الرسالة ستفشل، لأن ذلك لن يحدث".
ومن جانبه قال السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف، إنه رفض بشكل قاطع كل تلميحات الجانب الأميركي بشأن إسقاط الطائرة الأميركية المسيرة.
وأضاف السفير الروسي في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أنه شرح الموقف الروسي عندما تمت دعوته إلى الخارجية الأميركية، مشددا على أن الطائرة بدون طيار الأميركية التي كانت تتحرك، عمدا وبشكل استفزازي نحو الأراضي الروسية مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بها.
وأوضح أنتونوف أن الطائرة "انتهكت حدود نظام المجال الجوي المؤقت الذي تم إنشاؤه للعملية العسكرية الخاصة، والذي تم إبلاغه لجميع المعنيين من مستخدمي المجال الجوي الدولي وفقا للمعايير الدولية".
وليس غريباّ أن تقوم روسيا بعرقلة مهامّ حلفاء أوكرانيا الذين يساعدونها، قدر الإمكان، ولذلك تُركز واشنطن على ما حدث للطائرة المسيرة.
بعد الاصطدام، سقطت الطائرة المسيّرة الأميركية في البحر الأسود، ولم يذكر الجنرال رايدر مكان سقوطها أو إذا حاولت البحرية الروسية انتشالها.
ويبدو أن التسجيلات الصوتية المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى عملية استعادةٍ للطائرة، تحضر لها روسيا، لكن لم يتمّ التأكد من ذلك.
من الواضح أن واشنطن لن تكون سعيدة إذا سقطت تكنولوجيا المراقبة الحساسة للطائرة المسيّرة في أيدي روسيا.
وبالنسبة لجو بايدن، الذي يُصرّ على دعم أوكرانيا "للفترة التي تحتاجها"، فهذه لحظة حساسة.
ليست الأسلحلة الغربية فقط التي تساعد أوكرانيا على الصمود في وجه الغزو الروسي، بل هناك أيضًا معلومات استخبارية هائلة يتم تقديمها لأوكرانيا عن العمليات العسكرية الروسية، بما في ذلك حركة السفن في البحر الأسود وعمليات إطلاق الصواريخ نحو أهداف في جميع أنحاء أوكرانيا.
وتعتمد كييف بشكل كبير على المعلومات التي تصلها بشكل مستمر لاستخدامها في الدفاع عن البنية التحتية الحيوية، والتخطيط لعملياتها الهجومية.
ولأسباب متعددة، لن ينجذب المسؤولون الأمريكيون إلى تدابير إضافية، في عمليات المراقبة في الوقت الحالي، هذا إن وُجدت تدابير بالأساس.
وتريد واشنطن الاستمرار في عملياتها لمساعدة أوكرانيا، لكنها حريصة على تجنب استخدام القوة، وفي ذات الوقت تخاطر بالوقوع في مواجهة مباشرة مع موسكو.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك