قتلى ومعتقلون بقمع احتجاجات أزمة المياه في إيران وأميركا تُعرب عن قلق عميق
آخر تحديث GMT21:31:53
 لبنان اليوم -

قتلى ومعتقلون بقمع احتجاجات "أزمة المياه" في إيران وأميركا تُعرب عن "قلق عميق"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - قتلى ومعتقلون بقمع احتجاجات "أزمة المياه" في إيران وأميركا تُعرب عن "قلق عميق"

الاحتجاجات في ايران
طهران ـ مهدي موسوي

كشفت منظمة حقوقية إيرانية عن مقتل 3 محتجين في محافظة أصفهان، وسط إيران، واعتقال العشرات خلال ما يعرف بـ"احتجاجات المياه" التي تشهدها مناطق واسعة جنوب غرب ووسط البلاد، فيما أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" حيال حملة السلطات الإيرانية الأمنية في أصفهان حيث تم توقيف عشرات الأشخاص خلال تظاهرات على خلفية جفاف نهر يعد أساسيا للمنطقة، وفق ما ذكرت الخارجية الأميركية السبت.
وأفاد الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس على "تويتر" عن "قلق عميق حيال الحملة الأمنية العنيفة ضد المتظاهرين السلميين.. يحق للشعب الإيراني التعبير عن شعوره بالإحباط ومحاسبة حكومته".
وقالت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، السبت، إن 3 متظاهرين نقلوا إلى الطب الشرعي بمحافظة أصفهان، مشيرة إلى توقيف نحو 120 شخصًا، فيما قالت جامعة أصفهان الحكومية إن مصابين اثنين حالتهم خطرة.
وتشهد عدة مدن جنوب غرب ووسط إيران احتجاجات واسعة ضد نقص المياه، وسط اتهامات للمسؤولين بسرقتها ونقلها إلى مدن أخرى من أجل رفد مشاريع يعود بعضها للحرس الثوري.
واعتبر محللون أن القمع المتزايد لمظاهرات إيران سيجعلها نواة لأحداث شبيهة للاحتجاجات الواسعة التي شهدتها البلاد في ديسمبر 2017 ويناير 2018 جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية التي أوقعت عشرات القتلى ومئات المعتقلين خاصة أنها بدأت أيضا باحتجاجات ضد نقص المياه.
وفي محافظة "جهارمحال وبختياري"، تتواصل الاحتجاجات اعتراضا على أزمة المياه التي تتفاقم مع قيام السلطات بنقل المياه إلى المحافظات الأخرى.
كما شهدت أصفهان، ثالث أكبر مدينة في إيران، احتجاجات على نقص المياه في نهر " زاينده رود"، أكبر نهر في المنطقة والذي يواجه جفافا يهدد السكان المحليين.
وتعاني إيران من مشكلة الجفاف منذ حوالي 30 عاما، لكنه تفاقم خلال العقد الماضي، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة. وتقول منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية إن ما يقدر بنحو 97% من البلاد تواجه الآن مستوى معينا من الجفاف.
وبحسب وكالة أنباء "إيسنا" الحكومية، تجمع المئات أمام مكتب حاكم المدنية؛ احتجاجا على عدم وفاء المسؤولين بوعودهم، بما في ذلك عدم اكتمال مشروع نقل المياه في بن بروجين المصمم، لتزويد نصف سكان المحافظة بالمياه، احتجاجات من أهالي المحافظة.
وهتف المتظاهرون ضد سياسات النظام ومشاريعه المائية، قائلين "الموت لمافيا المياه"، و "هنا جهارمحال، وأخذ المياه محال!"، في إشارة إلى مشاريع الحرس الثوري.
فيما وصف وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي المحتجين في جهار محال وبختياري بـ "فرق معادية"، وقال إن "أعداء إيران لا يمكنهم استغلال قضية المياه".
وفي أصفهان، خرج الآلاف من المزارعين في تجمع حاشد، وسط البلاد، محتجين على نقص المياه في المنطقة التي تضربها موجة جفاف.
وردد المتظاهرون هتافات بينها "دعوا أصفهان تتنفس مرة أخرى" و"أعيدوا الحياة لزاينده رود"، كما تجمعت حشود في قاع النهر الذي تيبس بفعل الجفاف حيث أقام المتظاهرون مدينة من الخيام، حاملين لافتات مكتوبا عليها "أطفالنا يريدون الماء".
وحمل المزارعون في أصفهان الحكومة مسؤولية الجفاف حيث عملت على تحويل المياه من نهر " زاينده رود" لتزويد مناطق أخرى، مما أدى إلى معاناة مزارعهم من الجفاف وتهديد سبل عيشهم.
والخميس، أضرمت قوات الوحدة الخاصة التابعة للشرطة الإيرانية، النار في خيام المزارعين المحتجين وسط دوي عدة انفجارات يبدو أنها قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع، فيما أفادت وسائل إعلام باعتقال 50 شخصاً من المحتجين وصفتهم السلطات بـ"المشاغبين".
والجمعة، اشتبك المتظاهرون مع الشرطة في مدينة أصفهان فيما أطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وبحسب وكالة أنباء فارس، شبه الرسمية، فإن "المتظاهرين رشقوا الشرطة بالحجارة وأشعلوا النار في دراجة بخارية للشرطة وسيارة إسعاف".
الكاتب الأحوازي، أحمد رحمة العباسي، قال إن الأسباب تعود إلى عدم إدارة الموارد المائية بشكل جيد وتوزيعها على المحافظات بشكل عادل نتيجة الفساد.
وأضاف العباسي أنه بالأمس كان مقررا أن تكون هناك مظاهرة في مدينة الأحواز حول شح المياه لكن تم منع إقامتها "النظام لا يعرف غير القمع، عندما يشعر بأي خطر ما يسرع نحو قمعه بأي طريقة للحفاظ على سلطته".
وأوضح أن سياسة تأسيس وبناء المصانع الكبرى التي تتطلب استهلاكا كثيفا من المياه في مناطق جافة بالأساس مثل مصانع الصلب والبتروكيماويات ومحطات الطاقة البخارية (الدورة المركبة) وصناعات السيراميك والطوب هي سياسات خاطئة وليس لها ما يبررها اقتصاديا، لأن أسعار ما تستهلكه هذه المصانع من المياه لا يساوي ما تدره من أرباح وبالتالي فإن إنشاء مثل هذه المصانع هو عمل فوضوي وغير مدروس.
وأشار إلى أن غالبية المشاريع تابعة للحكومة ولكن إدارتها لضباط بالحرس الثوري الذين يستولون على إيراداتها ويبقى الشعب فقيرا.
رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، محمد محسن أبو النور، قال إن الاحتجاجات ليست وليدة اليوم وإنما هي مشاكل هيدروليكية تعاني منها إيران منذ سنوات طويلة.
وأضاف أبو النور، في تصريحات له: "ذات الأزمة كانت سببا للمظاهرات الواسعة التي شهدتها البلاد في ديسمبر 2017 ويناير 2018 جراء جفاف بحيرة أرومية وما تبعه من انعكاسات اقتصادية على المزارعين وبعض المستثمرين في البنوك الزراعية".
وأوضح "اليوم نشهد نفس المشكلة في أصفهان ولكنها هذه المرة تحمل بعدا تراثيا، فنهر زاينده رود الذي يعد مصدرا للتفاؤل يمثل رمزا ثقافيا وتاريخيا كبيرا جدا لدى أهالي أصفهان التي كانت العاصمة في السابق قبيل اختيار طهران.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية تؤثر على النظام الإيراني وهو ما جعله يواجهها بالقمع، كما استحدث ظاهرة جديدة عبر استقدام عصابات ومأجورين لتفريق المحتجين.
واعتبر أن النظام قادر على قمع المحتجين حاليا لكن ما يحدث قد يكون نواة لحركة احتجاجية كبرى تهدد مصير النظام برمته في ظل العقوبات والأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

وقد يهمك أيضًا:

قائد الجيش اللبناني يعرض تحديات المؤسسة العسكرية مع مسئولين في الخارجية الأميركية

الخارجية الأميركية تعبر عن قلقها إزاء التقارير عن اجتماع بين الرئيس السوري ووزير خارجية الإمارات

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قتلى ومعتقلون بقمع احتجاجات أزمة المياه في إيران وأميركا تُعرب عن قلق عميق قتلى ومعتقلون بقمع احتجاجات أزمة المياه في إيران وأميركا تُعرب عن قلق عميق



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:40 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 لبنان اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
 لبنان اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:34 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 لبنان اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 12:03 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 15:04 2023 الأحد ,07 أيار / مايو

الأطفال في لبنان بقبضة العنف والانحراف

GMT 21:17 2023 الإثنين ,20 آذار/ مارس

إطلالات عملية تناسب أوقات العمل

GMT 14:59 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

ملابس عليك أن تحذرها بعد الوصول للثلاثين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon