الخرطوم ـ جمال إمام
اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع، بخرق الهدنة الإنسانية المعلنة. وذكر الجيش السوداني في بيان في وقت متأخر من اليوم (الأربعاء)، أن الموقف العملياتي مستقر في جميع أنحاء البلاد «عدا اشتباكات متقطعة مع الميليشيا المتمردة (الدعم السريع) في أجزاء من العاصمة نتيجة لخروقاتها المستمرة للهدنة المعلنة، وذلك بمواصلة القصف العشوائي لبعض المواقع بما فيها الأحياء السكنية واستمرار التحركات العسكرية، والارتكاز داخل بعض الأحياء وسرقة ممتلكات المواطنين تحت تهديد السلاح»، مشيراً إلى رصد حدوث اشتباك بين المتمردين في شرق النيل بالمنطقة الواقعة بين كبرى الكرياب ومرابيع الشريف بسبب شروع مجموعة منهم في الهروب.
وأضاف: «استمرت أعمال كسر ونهب البنوك .. كما قاموا بكسر ونهب العديد من المحلات التجارية في منطقة محيط استاد الهلال بأم درمان».
وأوضح الجيش السوداني: «في إطار اعتداءاتهم المتكررة على البعثات الدبلوماسية بالبلاد، أبلغ السفير الهندي أنه تم اقتحام السفارة ونهبها واستباحتها تماماً وسرقة بعض ممتلكاتها من قبل المتمردين».
وحلّق طيران تابع للجيش السوداني فوق العاصمة الخرطوم، اليوم الأربعاء، فيما تجددت الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي ومنطقة السوق العربية المجاورة، حيث تتمركز قوات الدعم السريع، على الرغم من الهدنة المعلنة .
كما أشار إلى تحليق طائرات الجيش في سماء العاصمة، مستهدفة مواقع للدعم السريع بمحيط القصر الرئاسي شمال الخرطوم. الذي رد بمضادات أرضية.
وكانت المعارك العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع تواصت، أمس الثلاثاء، رغم الهدنة المتتالية التي يتم تمديدها بانتظام من دون الالتزام بها. فيما حذر المجتمع الدولي من وضع إنساني وصحي "كارثي" في البلاد.
أما المدنيون فوصفوا الوضع بالجحيم.
في حين استمرت أعمال النهب والسطو على المحال التجارية والمخازن، على الرغم من تأكيد الشرطة أنها وضعت خطة إعادة الأمن إلى الأحياء، وضبط المتفلتين.
فمنذ اندلاع المعارك في 15 أبريل بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها نائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، سادت حالة من الفوضى العاصمة السودانية.
وما زاد الوضع تفاقماً هو أنّ أعمال العنف والنهب لم تستثنِ المستشفيات ولا المنظمات الإنسانية حتى، ما اضطر العديد منها إلى تعليق أعماله في البلاد.
يذكر أن الصراع في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور (غرباً)، أسفر عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
فيما أشارت نقابة أطباء السودان إلى أن أعداد الإصابات في تزايد، مؤكدة في أحدث بيان لها اليوم أن 12 ألف مريض معرضون للموت بسبب الأوضاع الصحية المتردية في البلاد، لاسيما مع توقف معظم المرافق الصحية بالخرطوم عن العمل، وتقطع سبل وصول الإمدادات الطبية من بورتسودان
وفي سياق متصل أكّد مفوّض الأمم المتّحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، اليوم الأربعاء، أنّه وصل إلى السودان، حيث تتواصل، منذ 3 أسابيع، المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
وكتب غريفيث، عبر حسابه على «تويتر»: «لقد وصلتُ للتوّ إلى بورتسودان؛ لتأكيد التزام الأمم المتحدة تجاه الشعب السوداني»، معرباً عن امتنانه من «تفاني المجتمع الإنساني والمتطوّعين المحليين الذين يبذلون قصارى جهدهم للمساعدة».
كانت وزارة خارجية جنوب السودان قد أعلنت، أمس، أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» الفريق محمد دقلو «حميدتي»، وافقا على هدنة لمدة 7 أيام، تبدأ الخميس.
وجاءت الموافقة، خلال اتصالين لرئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، مع الجنرالين المتحاربين، وطلب منهما تسمية ممثلين عنهما للمشاركة في محادثات تُعقد في مكان من اختيارهما.
في سياق متصل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ونظيره المصري سامح شكري، ناقشا تمديد وتوسيع وقف إطلاق النار في السودان، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، أمس.
وذكر المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية ماثيو ميلر أن «الوزيرين اتفقا على مواصلة المشاورات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر، فيما يتعلق بالجهود الجارية لتحقيق وقف دائم للأعمال القتالية في السودان».
وأكد وزير الخارجية المصري، خلال لقائه مع دفع الله الحاج علي، مبعوث الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، في القاهرة، أمس، «أهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خَرقها».
وأكد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء دفع الله الحاج علي، مبعوث الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، في القاهرة أمس، على «أهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها».
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك