رحيل الزعيم السياسي اللبناني محسن إبراهيم وحداد 3 أيام في فلسطين
آخر تحديث GMT19:59:02
 لبنان اليوم -

جعل من نفسه جزائريًا وفلسطينيًا ويمنيًا ولبنانيًا من غير حدود

رحيل الزعيم السياسي اللبناني محسن إبراهيم وحداد 3 أيام في فلسطين

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رحيل الزعيم السياسي اللبناني محسن إبراهيم وحداد 3 أيام في فلسطين

الزعيم السياسي اللبناني محسن ابراهيم
بيروت - لبنان اليوم

غيب الموت الاربعاء الزعيم السياسي اللبناني الماركسي القومي العربي، محسن ابراهيم، رفيق ياسر عرفات وكمال جنبلاط وجورج حاوي. أحد آخر رموز الحقبة الثورية التي دمجت بين التحرر القومي والنهج الاشتراكي. وأعلنت السلطة الفلسطينية الحداد ثلاثة ايام لرحيل إبراهيم.

إنه اليساري العريق، الذي كان انكفاؤه بياناً بليغاً في التعالي فوق انحطاط السياسة يميناً ويساراً، قومياً ووطنياً. المبدئي الذي جعل السياسة برنامجاً. والمحنك الذي أحال كل مبدأ إلى بداهة واقعية، إنه القومي العربي، الذي جعل من نفسه جزائرياً وفلسطينياً ويمنياً ولبنانياً من غير حدود ولا التباس. والشيوعي الذي تمرد منحازاً إلى قيمة الديموقراطية والاستقلال.وقد يكون ابراهيم، أشد المخلصين لذاك التاريخ القومي واليساري.. لكنه، بلا شك، أوضح ناقدي هذا التاريخ، وأفضل المعبّرين عن الخطأ والصواب. بل إن ابتعاده عن السياسة العامة وفضائها العلني منذ التسعينات، كان أشبه بخطاب نقد، لا للماضي وحسب.. إنما رفضاً لشروط الفضاء المسموم الذي فرضته “الوصاية” السورية على لبنان.بهذا المعنى، كان “أبو خالد” أحد القلائل الذين “احترموا” أنفسهم وماضيهم.. وعقول الناس، وقد نعت منظمة العمل الشيوعي “إلى الشعب اللبناني والشعوب العربية أمينها العام محسن ابراهيم، الذي وافته المنية بعد عمر مديد أمضاه من دون انقطاع في خدمة القضايا الوطنية والقومية”.

وجاء في النعي: “ولد الأمين العام محسن السيد علي ابراهيم في العام 1935، وأسهم منذ شبابه، بكل ما يملك من فكر وطاقة قيادية في تشكيل حركة القوميين العرب، وأسهم إسهاماً كبيراً في المعارك القومية الكبرى، بدءاً من مصر ومعاركها إلى الجزائر وحرب تحريرها إلى اليمن وكنس الاحتلال البريطاني عن أرضها، وظل لبنان وفلسطين حاضريْن في تفاصيل نضاله المثابر حتى الرمق الأخير.ومحسن ابراهيم لم يكن مجرد قائد عادي في مسيرات كبرى كالتي شهدتها المنطقة العربية في صراعها على امتداد أكثر من سبعين عاماً، كما لم يرَ في مساراتها ومنعرجاتها ما يستوجب التقديس والتنزيه عن النقد، هادفاً بذلك استخلاص الدروس التي تصَّوب الخلل الذي عانته وتعانيه في مجرى التجارب القاسية.

فمن المساهمة في تأسيس حركة القوميين وتولي مع رفاق له قيادة فروعها وخصوصاً فرع لبنان، إلى الاندماج مع ثورة 23 تموز/ يوليه 1952 بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر في مصر. ومن الدفاع عن حق المقاومة الفلسطينية في الانطلاق من كل أرض عربية نحو فلسطين المحتلة، إلى خوض غمار تجربة الحرب الأهلية في لبنان، والعمل تحت قيادة الزعيم الوطني الكبير كمال جنبلاط في تجربة تأسيس جبهة الأحزاب والشخصيات والقوى الوطنية التقدمية، تتويجاً بتشكيل الحركة الوطنية اللبنانية وصياغة برنامج التغيير السياسي، إلى تولي مهام الأمانة العامة التنفيذية للمجلس السياسي المركزي للحركة الوطنية، بعد اغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، تتويجاً بالإعلان مع أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني الشهيد جورج حاوي البيان الأول لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية رغم عمق الجراح التي خلفها الغزو والاجتياح الصهيوني وما تركته الحرب الأهلية من ندوب في جسد الوطن …

لقد راهن محسن ابراهيم على معركة مع العدو الصهيوني حدد شعاراتها بالتحرير والتوحيد والديموقراطية، معوّلاً على مسارات تتجاوز انقسامات الحرب وخنادقها التقسيمية بعد أن رأى في استمرار النزاع الأهلي حرباً عبثية، لن تقدم سوى مزيد من تفكيك وحدة الأرض والشعب وتدمير مقوماته.ومع توقيع اتفاق الطائف ومخارجه الطوائفية لأزمة الكيان اللبناني، عكف محسن ابراهيم على نقد تجربة الحركة الوطنية واليسار في الفكر والممارسة، وانكفأ نحو الداخل التنظيمي عاملاً بجهد فكري قل نظيره على تشريح تجربة اليسار اللبناني والعربي منذ الخمسينيات وحتى اليوم.

لقد كانت القضية الفلسطينية وظلت، حاضرة في مشاغله وهمومه اليومية قبل أن تصل بواكير طلائعها إلى لبنان. وساهم في معارك حمايتها عبر الجبهة العربية المشاركة التي قادها المناضل كمال جنبلاط. وظل على صلة بالقائد التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات تعبيراً عن الوفاء والالتزام بهذه القضية حتى استشهاده. كما نسج علاقة نضال مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن. ومع إيمان محسن ابراهيم الذي لم يتزعزع في أحلك الظروف بهذه القضية وعدالة ما تمثله، أكد دوماً على رفض التعامل معها ورقة للمساومة والمزايدة، كما رفض تعامل العديد من فصائلها مع لبنان بالقطعة، وتفريخ التشكيلات داخل المخيمات وخارجها، ما يهدد الأمن الوطني و السلم الأهلي ووحدة المجتمعين اللبناني والفلسطيني.

وبناءً على تاريخه النضالي المديد دعماً للثورة الفلسطينية وحقوق شعبها، منحه الرئيس محمود عباس بتاريخ 23/ 2 / 2017 وسام الاستحقاق والتميز “الذهبي”، تقديراً لدوره القومي الأصيل في الدفاع عن أمته وقضاياها العادلة، ولا سيما قضية شعبنا الفلسطيني، وتثمينا عالياً لفكره اللامع والخلاق وشجاعته، وإسهاماته على امتداد عقود في قيادة نضال الحركة الوطنية اللبنانية، حيث ظل وفيا لمبادئه منحازاً لوطنه، وأمته العربية ولفلسطين قضيتها المركزية”.والمناضل محسن إبراهيم أحد أهم القادة السياسيين في لبنان على امتداد مراحل طويلة، وكان من القادة اليساريين في السبعينيات والثمانينيات، وانضم إلى حركة القوميين العرب قبل أن يؤسس منظمة الاشتراكيين اللبنانيين التي اندمجت سنة 1970 مع لبنان الاشتراكي ليشكلا منظمة العمل الشيوعي في لبنان، وشغل بعد ذلك منصب الأمين العام للمنظمة حتى رحيله، ثم أمينا عاما للحركة الوطنية اللبنانية، كما نال وسام ثورة 14 أكتوبر من جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية.

قد يهمك ايضا 

السلطة الفلسطينية تخشى على حياة عباس من تكرار سيناريو ياسر عرفات 

عشر حقائق خفيّة عن مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل الزعيم السياسي اللبناني محسن إبراهيم وحداد 3 أيام في فلسطين رحيل الزعيم السياسي اللبناني محسن إبراهيم وحداد 3 أيام في فلسطين



إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 11:14 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات
 لبنان اليوم - هيفاء وهبي تعود لدراما رمضان 2025 بعد غياب 3 سنوات

GMT 06:48 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات برج الميزان لشهر أكتوبر / تشرين الأول 2024

GMT 10:20 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

معرض الجبل للفن برعاية حركة لبنان الشباب

GMT 21:10 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 06:05 2024 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي الإنكليزي يتصدًر قائمة أفضل 10 أندية فى العالم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

البرتغال وجهة سياحية جاذبة لعشاق الطبيعة على مدار العام

GMT 12:31 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

أفضل أنواع الماسكارا المقاومة للماء

GMT 17:22 2021 الجمعة ,23 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 09:43 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

نصائح للتعامل مع الزوج الذي لا يريد الإنجاب

GMT 22:38 2023 الإثنين ,06 آذار/ مارس

مجوهرات أساسية يجب أن تمتلكها كل امرأة

GMT 18:13 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

أسرة "آل هارون" تضم الفنانة مريم البحراوى للفيلم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon