الآلاف يشيعون الشيخ عبد السلام ياسين المناهض الأول للملكية في المغرب
آخر تحديث GMT06:29:20
 لبنان اليوم -

وسط تساؤلات بشأن مستقبل حركة "العدل و الإحسان" بعد وفاة زعيمها

الآلاف يشيعون الشيخ عبد السلام ياسين المناهض الأول للملكية في المغرب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الآلاف يشيعون الشيخ عبد السلام ياسين المناهض الأول للملكية في المغرب

تشييع جنازة الشيخ عبد السلام ياسين زعيم حركة العدل والإحسان المعارضة في المغرب

الرباط ـ أحمد بنخديجة احتشد عشرات الآلاف من المغاربة في العاصمة المغربية الرباط للمشاركة في تشييع جنازة الشيخ عبد السلام ياسين ، 84 سنة، زعيم أكبر حركة معارضة إسلامية في المغرب (العدل والإحسان ) وهي جماعة ترفض العنف وتلتزم نهجًا سليما بهدف الإطاحة بالنظام الملكي في المغرب، و على الرغم من وجود تناقض بين الحركة الإسلامية والحركة الصوفية إلا أن الحركة الإسلامية التي تستلهم النزعة الصوفية ظلت تمثل حركة المعارضة القوية للنظام الملكي في المغرب منذ فترة الثمانينات، وجاءت وفاة الشيخ ياسين الزعيم الروحي لهذه الحركة الإسلامية، يوم الخميس الماضي، لتطرح العديد من التساؤلات بشأن النهج الذي سوف تتخذه هذه الحركة المعارضة غير الرسمية في المغرب، وفي ضوء عمر الشيخ ياسين وحالته الصحية المتدهورة تكهن البعض بأنه ربما توفى منذ وقت طويل وأن أتباعه ومريديه اخفوا نبأ وفاته.
 ويقول المتخصص في شؤون المغرب والبحر المتوسط في جامعة أوكسفورد مايكل ويليس، إن وفاة الشيخ ياسين تعد بمثابة لحظة محورية فارقة في تطور حركة العدل والإحسان لاسيما وأن الحركة شهدت نشأتها وتطورها على يده وأن أعضائها كافة تأثروا بكتاباته، حيث كان الشيخ عبد السلام ياسين بمثابة المحور التي يدور بشأنه نشاط الحركة، ومع ذلك فقد أعضاء الحركة يتهيأون للحظة وفاته منذ ما يقرب من عشر سنوات".
لقد كان الشيخ ياسين صاحب فكر "أيديولوجي" كما كان بمثابة مرشد روحي استطاع أن يجمع ما بين الزعامة الدينية والزعامة السياسية، ويقول المراقبون "إن شخصية بمثل هذه المواصفات يصعب تعويضها، ولم يعرف بعد ما إذا كان خليفته سوف يستمد شرعيته على أسس ومؤهلات دينية أم سياسية وما إذا كان بإمكان تلك المؤهلات أن تؤثر على طبيعة الحركة وشعبيتها، و لقد شهدت السنوات الأخيرة بروز نجم ابنته نادية عضو شديد الإخلاص للحركة على المستوى الإعلامي وككاتبة تلقت تعليمًا فرنسيًا، كما كانت مثل والدها تتحدى علنًا النظام الملكي في المغرب والمثال على ذلك البيان الذي سبق وأن أصدرته عام 2005 وقالت فيه أن المغرب سيكون حالها أفضل لو تحول النظام فيها إلى النظام الجمهوري، الأمر الذي عرضها مثل والدها للملاحقة القضائية ووضعها تحت المراقبة الأمنية. وعلى الرغم من الشعبية التي تحظى بها وشخصيتها البارزة إلا أنه من غير المرجح أن تتولى هي زعامة الحركة في بلد يسود فيه النهج المحافظ الذي لا يستطيع قبول الزعامة النسائية. ولقد تم تعيين محمد عبادي كخليفة مؤقت له والذي يتولى رئاسة مجلس الإرشاد بالحركة وهو الرجل الثاني في الحركة.
والسؤال الملح في أذهان المراقبين هو ما إذا كانت الحركة بصدد إعادة النظر في الركن الأساسي لفكر الشيخ ياسين المتمثل في رفض الشرعية الدينية والسياسية للنظام الملكي المغربي. والواقع أن أعضاء الحركة من الشباب يفضلون هذا التوجه ويعتقدون أن مثل هذه الخطوة سوف تفتح المجال أمام الحركة لدخول المعترك السياسي ، إلا أن هذه الخطوة أيضا يمكن أن تقوض أركان نهج الحركة المعارض.
وما من شك في أن العائلة المالكة في المغرب تلقت نبأ وفاة الشيخ ياسين ذلك الخصم العنيد بفرحة مكتومة. فقد كان الشيخ ياسين على مدى عقود يمثل الوجه الشعبي المنشق الذي يرفض الاعتراف بشرعية النظام الملكي ويبعث برسائل غاية في الجرأة إلى ملوك المغرب يتهمهم فيها بتبديد ثروة الشعب المغربي ويدعوهم إلى تقوى الله وإلى الصراط المستقيم وبسبب واحد من تلك الخطابات تم اعتقال الشيخ ياسين ووضعه في مستشفى للأمراض العقلية لأنه زعم فيه بأن الملك الحسن الثاني الراحل.
لم يتخيل بوجود إنسان عاقل يمكن أن يتحدى سلطانه بهذه الجرأة. وفي حفل تنصيب الملك محمد السادس على العرش عام 1999 بعث الشيخ ياسين برسالة إلى الملك ينصحه فيها باستخدام ثروته التي تقدر بما يقرب من 2.5 مليار دولار أميركي في تسديد ديون المغرب. ويقول المراقبون أن الأوضاع في المغرب كانت تدعم دعوة الشيخ ياسين إلى العدالة الاجتماعية في البلاد ، ففي بلد تبلغ فيه نسبة الأمية 40 بالمائة وهناك ما يقرب من خمس السكان يعيشون في فقر مدقع، تنفق الدولة يوميًا مبلغ مليون دولار لإدارة شؤون قصور الملك الأثني عشر المنتشرة في أنحاء البلاد.  
وفي عام 2011 انضمت حركة الشيخ ياسين مؤقتا إلى حركة عشرين شباط/ فبراير الديمقراطية لحشد الجماهير لزيادة الضغط على الملك من أجل إجراء إصلاحات سياسية في وقت أطاحت فيه الثورات العربية بزعامات ظلت في الحكم طويلا. وقد أسفرت تلك المظاهرات عن تشريعات بإصلاحات دستورية وانتخابات برلمانية نافس فيها الحزب الإسلامي المعروف باسم العدل والتنمية والذي حظي بأغلبية المقاعد في البرلمان. ويقول المراقبون أن تنازل النظام للحركة الإسلامية كانت بمثابة الكارت الأخير للحفاظ على العرش والسلطة.
والواقع أن رسالة الشيخ ياسين التي تجمع ما بين التقوى الصوفية والتمرد السياسي قد جسدت شكل مغربي حقيقي من أشكال الاحتجاج السياسي في بلد من أكثر البلدان الديكتاتورية حيث الإصلاحات السياسية فيه ظاهرية. وما من شك في أن وفاة الشيخ ياسين تعد بمثابة ضربة لزعامة الحركة الدينية. ويقول مايكل ويليس أن كل من حركة العدل والإحسان وحركة 20 شباط/ فبراير ينتظرون من سقوط حزب العدالة والتنمية وعندئذ فإن القصر سوف يتحول إلى أي من الحركتين وربما في تلك اللحظة يمكن أن تشهد حركة الشيخ ياسين يومها الموعود.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآلاف يشيعون الشيخ عبد السلام ياسين المناهض الأول للملكية في المغرب الآلاف يشيعون الشيخ عبد السلام ياسين المناهض الأول للملكية في المغرب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 لبنان اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر
 لبنان اليوم - اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 لبنان اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon