أحد المتهمين في قضية "مذبحة استاد بورسعيد"
القاهرة ـ أكرم علي/ خالد حسانين
قررت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة في أكاديمية الشرطة المصرية، السبت، إحالة ملفات 21 متهمًا في قضية "مذبحة استاد بورسعيد"، والبالغ عدد المتهمين فيها 73 شخصًا، إلى مفتي الجمهورية، لإدانتهم بقتل 74 من ألتراس الأهلي عقب مباراة الدوري بين الأهلي والمصري، في أول شباط/فبراير من العام الماضي، وتأجيل القضية إلى
جلسة 9 أذار/مارس المقبل للنطق بالحكم لجميع المتهمين، فيما وصل 9 من المتهمين فقط في القضية إلى أكاديمية الشرطة لبدء المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، تزامنًا مع محاولة أهالي المحكوم عليهم بالإعدام اقتحام سجن بورسعيد.
وجاء نص الحكم كالتالي: بعد الاطلاع علي الأوراق قررت المحكمة إحالة أوراق كلاً من (السيد محمد رفعت الدنف، محمد رشاد قوطة، محمد السيد مصطفى، السيد محمود، خلف أبوزيد، محمد عادل شحاته، أحمد فتحي مزروع، هشام البدري، محمود محمد البغدادي، فؤاد أحمد التابعي، محمد شعبان محمد، طارق عصران، ناصر سمير، محمد حسين عطية، أحمد رضا، أحمد عبدالرحيم، عبدالعظيم غريب، محسن محمد حسين، وائل يوسف عبدالقادر، محمد دسوقي، محمود علي عبدالرحيم ) إلى فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية، لأخذ الرأي الشرعي، وحددت يوم 9 آذار/مارس للنطق بالحكم لجميع المتهمين، فيما شهدت الجلسة هتافات "الله أكبر ويحيا العدل" من جانب أهالي الشهداء، الذين كانوا داخل قاعة المحكمة، تعبيرًا عن سعادتهم بالحكم والقصاص لأبنائهم، بهذا الحكم الذي اعتبروه عادلاً ومنصفًا، وأُجهشوا بالبكاء وسجد بعضهم شكرًا لله .
صدر الحكم برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، وعضوية المستشارين طارق جاد المولى ومحمد عبد الكريم، بحضور المحامي العام بالمكتب الفني للنائب العام المستشار محمود الحفناوي، وأمانة سر هيثم عمران ومحمد عبد الهادي أحمد عبد اللطيف، فيما سادت حالة من الفرحة بين أهالي الشهداء في أكاديمية الشرطة، وتعالت الهتافات باسم قاضي المذبحة، "صبحي.. صبحي"، وقال والد الشهيد محمد علي لـ "العرب اليوم"، "أستطيع اليوم أنام وأنا مرتاح بعد القصاص لابني، وأعتبر هذا الجكم أول حكم يجلب الفرحة لأهالي الشهداء"، موجهًا الشكر لمجموعة "الألتراس" التي استطاعت الضغط على هيئة المحكمة لإصدار حكم يؤكد القصاص للشهداء.
واستقبل الآلاف من أعضاء "ألتراس أهلاوي"، الأحكام الصادرة بشأن المتهمين في قضية "مذبحة بورسعيد" بإطلاق الألعاب النارية والشماريخ، وسط حالة من الفرحة العارمة, ويرى أعضاء الألتراس أن "القصاص قد تحقق اليوم، لشهداء النادي الأهلي"، وقال أحد مشجعي "الألتراس" لـ "العرب اليوم" ويدعى محمد حمام، إننا "حققنا القصاص لشهداء بورسعيد، وكنا نتمنى أن يصدر الحكم من دون أي تهديدات بعد حصول كل رجال النظام السابق على البراءة في قضايا قتل المتظاهرين"، مضيفًا أنهم سيحتفلون بالحكم ويواصلون الضغط والتصعيد حتى الجلسة المقبلة من المحاكمة في 9 أذار/مارس المقبل.
وفور النطق بالحكم، توجه بعض من أهالي المحكوم عليهم بالإعدام لاقتحام سجن بورسعيد في محاولة لتهريب المتهمين، حيث أحاط الأهالي بسجن بورسعيد العمومي وحاولوا تهريب ذويهم إلا أن قوات الأمن تصدت لهم، حسبما أفاد التلفزيون المصري.
وأكد مصدر أمني لـ"العرب اليوم"، أن "جميع المتهمين لم يحضروا إلى قاعة المحكمة، وحضرت القيادات الأمنية فقط، حسبما طلب قاضي المحكمة صبحي عبد المجيد"، في حين سمحت قوات الأمن المتواجدة أمام بوابة رقم 5 بأكاديمية الشرطة في التجمع الخامس (غرب القاهرة)، بدخول أهالي الشهداء والمحامين والصحافيين، الذين يمتلكون تصريح دخول إلى المحكمة، بعد أن تجمهر أهالي الشهداء أمام البوابة، وظلوا يطرقون على أبواب الأكاديمية، في حين يتواجد أمام بوابة الأكاديمية نحو 10 سيارات إسعاف، ووصلت مجموعات من الأولتراس في انتظار باقي المسيرات الآتية من ميدان التحرير قبل بدء جلسة المحكمة.
وقد تجمع شباب "الألتراس أهلاوي"، صباح السبت، أمام النادي الأهلي، استعدادًا للتوجه نحو أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس، لانتظار الحكم فى قضية مجزرة استاد بورسعيد، وذلك بعد أن تجمع العشرات أمام مسجد السيدة زينب وتحركوا إلى ميدان التحرير ثم إلى النادي الأهلي مرتدين الزى الخاص بالرابطة، في حين حمل البعض الآخر منهم الدفوف.
ويواجه المتهمون الـ 73 في القضية، من بينهم 9 من القيادات الأمنية في مديرية أمن بورسعيد، و3 من مسؤولي النادي، وفق ما ورد بأمر الإحالة، تهم ارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل بعض جمهور فريق النادي الأهلي "الألتراس" انتقامًا منهم لخلافات سابقة، واستعراضًا للقوة أمامهم، وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة (شماريخ وباراشوتات وصواريخ نارية) وقطعًا من الحجارة وأدوات أخرى مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في استاد بورسعيد الذي أيقنوا سلفًا قدومهم إليه.
أرسل تعليقك