منشأة عين أميناس في الجزائر
الجزائر ـ حسين بوصالح
تمكنت القوات الخاصة "النخبة" التابعة للجيش الجزائري من تحرير 705 رهينة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قاعدة الحياة النفطية بعين أمناس أقصى الجنوب الشرقي للجزائر، فيما تمّ القضاء في العملية نفسها على 18 مسلحا من كتيبة "الموقعون بالدماء" بينهم المسؤول عبد الله ولد احميدة المعروف باسم
"الزرقاوي الموريتاني" ، في الوقت الذي توعدت فيه تنظيمات موالية للقاعدة بمزيد من العمليات الشبيهة باعتداء قاعدة الحياة.
وأفادت المصادر نفسها ، الجمعة، إلى ان الحصيلة ألاولية تحرير 573 جزائريا و" أكثر من نصف عدد الرهائن الأجانب الـ 132" تم تحريرهم في حين لازالت عملية إخراج مجموعة تحصنت بالمحطة الغازية مستمرة، وفي هذا الصدد أشار المصدر نفسه إلى أن القوات الخاصة للجيش لازالت تحاول التوصل إلى " حل سلمي" قبل القضاء على المجموعة الإرهابية التي تحصنت بمصنع التكرير و تحرير مجموعة من الرهائن لازالت محتجزة.
ولم يتم بعد تحديد الحصيلة النهائية فيما يختبئ بعض العمال الأجانب بالموقع الغازي بمختلف نقاط الموقع حسب المصدر الامني الذي أشار إلى أنه تم وقف تشغيل المحطة الغازية لتفادي خطر الانفجاريات، و يذكر أن المجموعة الإرهابية التي شنت الأربعاء الماضي اعتداء على الموقع الغازي لتقنتورين (عين أمناس اليزي) تتكون من قرابة ثلاثين إرهابيا من مختلف الجنسيات.
واضاف ان المجموعة " كانت مدججة بالأسلحة لاسيما بالصواريخ و أسلحة حربية أخرى وأنها كانت "مصممة" على فعلتها الإجرامية مضيفا أن المجموعة الإرهابية " كانت تعتزم حجز العمال الأجانب على مستوى الموقع الغازي كرهائن و تحويلهم إلى مالي من أجل ممارسة ضغوطات قاسية" على البلدان المشاركة في عملية محاربة الإرهابيين في مالي و على المجتمع الدولي.
واوضح المصدر ان " هذه المجموعة عندما فشلت في ذلك عزمت القضاء على الرهائن الأجانب من أجل تضخيم تأثيرها على المجتمع الدولي"، و قد حاولت القوات الخاصة الجزائرية التي حاصرت فورا الأماكن طيلة الخميس التوصل إلى حل سلمي غير أن الإرهابيين استنادا إلى معلومات تلقوها قرروا القضاء على كل الرهائن و ارتكاب مجزرة حقيقية بالموقع الغازي.
وفي سياق ذات صلة، أفادت وكالة نواكشوط الموريتانية للأنباء ، نقلا عن متحدث باسم جماعة "الموقعون بالدماء" التي يقودها مختار بلمختار ان الجماعة اعلنت مسؤوليتها عن احتجاز عشرات الرهائن في مجمع للغاز بالجزائر، وتوعدت بالقيام بمزيد من العمليات، مضيفة أن جماعة الملثمين تحذر الجزائريين من الاقتراب من منشآت الشركات الأجنبية وستضرب في أماكن غير متوقعة.
موازاة مع تطورات عملية الاعتداء على قاعدة الحياة النفطية بعين أمناس، استقبل وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، الجمعة بالجزائر العاصمة، سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا واليابان والنمسا والنرويج وكندا والاتحاد الأوروبي.
وأوضح الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، في تصريح له، أن مدلسي قدم خلال اللقاء "تفاصيل جديدة بشأن المعلومات التي قدمت فيما قبل لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعنية ولمسؤوليهم في اتصالات هاتفية أجراها الوزير الأول عبد المالك سلال ومدلسي مع نظرائهم بخصوص وضع رعاياهم العاملين بالموقع".
وقد انطلقت اللقاءات مع رؤساء بعض البعثات الدبلوماسية منذ بدء العملية الإرهابية التي استهدفت المركز الغازي لتيقنتورين بعين أمناس في إطار متابعة العملية إعلاميا.
وأضاف بلاني أنه تم الاتفاق عقب اللقاء على "الإبقاء على الاتصالات لتقاسم و توضيح كل المعلومات الضرورية". وأكد أن السفراء أعربوا عن"تضامنهم و دعم دولهم للجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية"
في ردود الفعل، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة إن أقل من 30 بريطانياً معرضون للخطر في الجزائر بعد عملية احتجاز الرهائن .
وأوضح كاميرون، في تصريح أمام مجلس العموم البريطاني، أن الهجوم المسلح في عين أميناس "يبدو كبيراً وتم التنسيق له جيداً ويتوفر له كم كبير من الأسلحة"، مشيراً إلى أن الأزمة لاتزال "مستمرة".
وقال كاميرون إن لندن لم تعلم بالعملية الجزائرية قبل وقوعها، وأبدى استعداد بلاده للمشاركة في حل الأزمة، أن قوات بريطانية في طريقها إلى الجزائر الآن.
في باريس، فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً في عملية احتجاز الرهائن في الجزائر وفقاً لما ذكره مصدر قضائي، بينما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي أن عملية إنقاذ الرهائن في الجزائر مستمرة، مؤكداً في هذا الصدد تصريحات كاميرون.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيروليت الجمعة أن الحكومة الجزائرية أبلغته أن عملية إنقاذ الرهائن في منشأة للغاز في الجزائر كانت مستمرة حتى منتصف النهار.
في طوكيو استدعت الخارجية اليابانية الجمعة السفير الجزائري في طوكيو سيد علي كترانجي في قضية الرهائن اليابانيين في الجزائر، من أجل تقديم مزيد من الإيضاحات بشأن العملية التي نفذها الجيش الجزائري، وللاستيضاح عن مصير الرهائن اليابانيين المفقودين.
وسط هذه الاجواء ، أعلنت شركة بريتش بتروليوم "بي بي" أنها بدأت عملية إجلاء مئات الأشخاص من الجزائر في ثلاث رحلات جوية، مشيرة إلى أن رحلة رابعة ستنقل المزيد منهم خارج الجزائر.
وقالت الشركة إن 3 طائرات غادرت الجزائر وعلى متنها مئات الموظفين، وأنها سننظم "المزيد من الرحلات الجوية إذا اقتضت الحاجة
أرسل تعليقك