مقتل جميع الرهائن الأجانب السبع إثر هجوم نهائي للجيش الجزائري
الجزائر، تونس ـ حسين أبوصالح، أزهار الجربوعي
تمكنت القوات الخاصة (النخبة) التابعة للجيش الجزائري، السبت، من القضاء على 11 مسلحًا من كتيبة "الموقعون بالدماء" التي هاجمت منشأة الحياة النفطية في عين أمناس ولاية إليزي (أقصى الجنوب الشرقي للجزائر)، فيما قال مصدر أمني "إن عبد الرحمن النيجري ومسلحيه قتلوا 7 رهائن لم يتم تحديد جنسياتهم، فيما أفادت
مصادر إعلامية من عين المكان أن الرهائن المغتالين السبت هم من أمريكيين، 3 بلجيكيين، ياباني وبريطاني"، و من جانبها أكدت تونس في بيان رئاسي أن المواطن التونسي رشيد النائلي الذي كان من بين الرهائن الذين تم اختطافهم على إثر الهجوم على مدينة عين أمناس الجزائرية قد وقع تحريره على يد القوات الجزائرية، بينما لم تؤكد الأخبار إن كان قائد المجموعة عبد الرحمن النيجري المكنى أبو دجانة قد قتل رفقة الـ11 إرهابيًا أم لا؟، هذا و كانت قد قررت كتيبة "الموقعون بالدماء" السبت، وضع أحزمة ناسفة وتلغيم منشأة الحياة النفطية (جنوب شرق الجزائر)، التي يحتجزون رهائن أجانب ومحليين داخلها، ردا على فتح المجال الجوي الجزائري أمام الطيران الفرنسي في حربه على التيارات الإسلامية المسلحة في مالي، في حين أكدت تقارير حزائرية أن عناصر المجموعة المسلحة ينحدرون من خمس جنسيات عربية مختلفة من بينهم ليبيين ومصريين وجزائريين وتونسيين ويمنيين وموريتانيين، وهددوا بتفجير مصنع الغاز بالكامل إذا حاول الجيش الجزائري تحرير الرهائن الذين تحتجزهم الكتيبة داخل المصنع، باستعمال القوة، و من جانبه كان قد أكد قائد المجموعة عبد الرحمن النيجيري لوكالة الأخبار الموريتانية السبت، أن مصير الرهائن محدد بالطريقة التي ستختارها الجزائر في تعاملها مع الوضع.
وفي السياق ذاته أشاد آخر الرهائن الأجانب المحررين في عين أمناس، السبت بالدور الذي لعبته القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي في تحريرهم من قبضة الإرهابيين الذين احتجزوهم منذ، الأربعاء في موقع الغاز لتيقنتورين مؤكدين عزمهم على العودة للعمل بالجزائر من جديد.
وفي تصريح للتلفزيون الجزائري قال الرهينة البريطاني الذي يشغل منصب رئيس فرقة في شركة "بريتيتش بتروليوم" في عين أمناس إنه "متأسف لما حدث" مؤكدًا "عزمه على العودة إلى الجزائر للعمل بها من جديد" خاصة وأن ظروف عمله في الجزائر كانت "جيدة" مثلما قال.
كما أثنى الرهينة البريطاني على الشعب الجزائري واصفًا إياه بالشعب "المضياف والصديق".
من جانبه أشاد الرهينة الروماني جورج وشيم بالمجهودات المبذولة من قبل الجيش الوطني الشعبي الذي قام بكل ما في وسعه من أجل تحريره هو ورفقائه من قبضة الإرهابيين مشيرا في الوقت ذاته إلى الأوقات الصعبة التي عاشها أثناء عملية احتجازه من طرف الإرهابيين، كما أثنى المتحدث ذاته على "التكفل الجيد" الذي تلقاه من قبل السلطات الجزائرية بعد تحريره.
و في السياق ذاته أكد يبان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية ، مساء السبت، أن المواطن التونسي رشيد النائلي الذي كان من بين الرهائن الذين تم اختطافهم على إثر الهجوم على مدينة عين أمناس الجزائرية قد وقع تحريره على يد القوات الجزائرية.
وذكر البيان بأن المواطن التونسي وصل ليلة البارحة إلى مقر الشركة المشغلة له في الجزائر العاصمة وهو في صحة جيدة و لا يشكو من أية إصابات حسب ما بينته السلطات الجزائرية لرئاسة الجمهورية التونسية .
كما شددت الرئاسة التونسية على "مساندتها المطلقة للشقيقة الجزائر" في حماية ترابها الوطني وأمن مواطنيها، متوجهة بالشكر إلى سلطات الجزائرية لحرصها على سلامة الجالية التونسية.
وأشارت تونس إلى أنها سبق وأن حذرت إلى التداعيات المحتملة للصراع في مالي على دول المنطقة وبصفة خاصة على الدول المغاربية، داعية في هذا السياق دول الاتحاد المغاربي إلى تنسيق جهودها ومواقفها إزاء الوضع في مالي بما يحد من انعكاسات الصراع هناك على أمنها الإقليمي.
هذا و كانت قد كشفت تقارير إعلامية أن عبد الرحمن النيجري هو القائد الفعلي للمجموعة المسلحة التي نفذت اعتداء عين أمناس، وأن المجموعة تسللت من الأراضي النيجرية، فيما تحدثت عن القيادي أبو البراء الذي لقيَّ حتفه خلال العملية، وقالت ذات المصادر "إنه كان قائدًا للمجموعة التي احتجزت الرهائن في المجمع السكني".
وأضافت "إنَّ النيجري المكنى أبو دجانة هو ضمن مجموعة الخاطفين الذين يحتجزون رهائن في المصنع، وهو "الأمير على المجموعتين"، وأكدت أن الإرهابيين قاموا صباح الجمعة بتفجير جزء من المصنع، لإبعاد قوات الجيش الجزائري عن محيطه.
و من جانبه كان قد أشار القيادي المقرب من مختار بلمختار المعروف بعبد الرحمن النيجيري والمكنى "أبو دجانة" الذي يقود بقية العملية بعد القضاء على أبي البراء الذي قاد الهجوم، إلى أن المفاوضات متوقفة مع الطرف الجزائري بفعل التعنت الذي أظهروه، واستخفافهم بمطالب الكتيبة وحياة الرهائن، وأن مصير الرهائن سيتحدد فور محاولة الجيش الجزائري التحرك باتجاه الخاطفين أو استعمال القوة مرة أخرى.
وأضاف المتحدث ذاته ، أن مقاتلي الكتيبة – وذكر عددهم 20 فدائيًا - ومستعدون لتفجير المنطقة كاملة، مهددًا الجيش الجزائري بنسف المكان ومن فيه إذا تحرك باتجاه المكان، وقال عبد الرحمن النيجيري بأنَّ الأمور تراوح مكانها بفعل غياب أي مفاوضات جادة مع أي طرف مهما كان لوجود حل سياسي للأزمة الحالية.
وأوضح أبو دجانة أن الرهائن هم سبعة من أربع جنسيات أمريكا، بريطانيا، اليابان و النرويج، واضعًا الجزائر بين خيارين الدخول في مفاوضات مع الكتيبة أو التوقيع على إعدامهم بالشركة.
يذكر أن عبد الرحمن النيجري ينحدر من إحدى القبائل العربية في النيجر، التحق بالجماعة بالجماعات المسلحة خلال النصف الأول من عام 2005، وأصبح أحد أقرب المقربين من قائد كتيبة الملثمين آنذاك "مختار بلمختار"، قبل أن يصبح رجل المهام الصعبة بالنسبة إليه، حيث سبق أن كلفه بتنفيذ مهام في موريتانيا ومالي والنيجر، وشارك في مواجهات عديدة من أبرزها عملية الهجوم على ثكنة "لمغيطي" ضد الجيش الموريتاني التي قتل فيها 17 عسكريا موريتانيا في جويلية عام 2005.
وفي السياق ذاته، كانت قد أعلنت مصادر إعلامية من عين المكان أن القوات الخاصة الجزائرية، ليلة الجمعة إلى السبت، تمكنت من تحرير 7 رهائن محتجزين في مصنع الغاز بتيقنتورين في عين أمناس بولاية إيليزي، كلهم على قيد الحياة، بينهم رهائن من جنسيات يابانية، إيرلندية وهندية، فيما عثرت القوات الجزائرية على 15 جثة متفحمة لرهائن وإرهابيين، وأضافت ذات المصادر أن عناصر من كتيبة "الموقعون بالدماء لا تزال داخل مصنع الغاز، وتواصل القوات الخاصة عملياتها العسكرية لتحرير باقي الرهائن، والقضاء على باقي المجموعة المسلحة.
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الأميركية، مقتل مواطن أميركي ضمن الرهائن الأجانب المخطوفين، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في بيان مقتضب "يمكننا تأكيد مقتل المواطن الأميركي فريديريك بوتاشيو خلال عملية خطف الرهائن في الجزائر"، مقدمة "خالص تعازي" الولايات المتحدة "لعائلته وأصدقائه"، ومن جهتها قالت الوزيرة هيلاري كلينتون أنه "لا أحد يعرف أفضل من الجزائر شراسة الإرهابيين"، فيما أدان مجلس الأمن الدولي عملية الاعتداء على منشأة الحياة النفطية في عين أمناس.
وانطلقت نولاند، من مبدأ "احترام الحياة الخاصة للعائلة"، لتحذر بأن وزارتها لن تعطي "مزيدًا من التعليقات"، وفي وقت سابق مساء الجمعة، كشفت قناة NBC أن أميركيًا قتل واثنين آخرين نجحا في الهرب، في حين لا يزال مصير اثنين آخرين مجهولا، وفي السياق ذاته، أكد أميركي هرب من المجمع، هو مارك كوب، في رسالة نصية لقناة CNN الإخبارية، أنه "في أمان" بعدما نجح في الفرار مع زملاء جزائريين.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة إن "لا احد يعرف أفضل من الجزائر شراسة الإرهابيين"، مؤكدة على ضرورة تعزيز التعاون مع الجزائر ودول أخرى في المنطقة في حربها ضد الإرهاب.
وأضافت كلينتون "إن الولايات المتحدة "مستعدة لتعزيز مساندتها للجزائر في إطار الكفاح الدولي ضد التطرف العنيف والإرهاب في كافة العالم "، مشيرة إلى أن" الأمر لا يتعلق فحسب بالتعاون مع الجزائر بل التعاون الدولي ضد التهديد المشترك "، واصفة وضع المحتجزين في المنشأة النفطية بـأنَّ "جد صعب وخطير"، وأشادت كلينتون بتجربة الجزائر في حربها على الإرهاب قائلة "إن الجزائر قادت حربًا قوية ضد الإرهابيين خلال عدة سنوات وبخسائر كبيرة في الأرواح".
وفي ذات السياق، أدان مجلس الأمن الدولي، الهجوم على مجمع عين أمناس النفطي في الجزائر واحتجاز مئات الرهائن الجزائريين والأجانب هناك من قبل عناصر كتيبة "الموفعون بالدماء" التي يقودها القيادي الخطير مختار بلمختار، داعيا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "التعاون الفعال" مع الحكومة الجزائرية من أجل إحالة المسؤولين عن هذا الاعتداء إلى العدالة.
أرسل تعليقك