أعمدة الدخان تتصاعد نتيجة قصف القوات على إدلب
دمشق ـ وكالات
تعرضت بلدة داريا في ريف دمشق، السبت، إلى قصف عنيف من القوات الحكومية بقذائف الهاون والمدفعية، مع استمرار حصار البلدة من مداخلها كافة تمهيدًا لاقتحامها، في وقت أفادت فيه مصادر للمعارضة عن مقتل 108 أشخاص في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة، فيما كثف الثوار في سورية هجماتهم على
مطاري منغ والنيرب العسكريين في حلب، غداة سيطرتهم على مطار تفتناز في ريف إدلب، وبينما انشق عشرات الجنود بكامل عتادهم في مدينة حلب صعدت قوات الحكومة قصفها لأحياء في المدينة وفي العاصمة دمشق وريفها وحماة وحمص (وسط) ودرعا جنوب البلاد.
وفيما أعلن مسؤول في الاستخبارات السورية انشقاقه عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في شريط فيديو بثه على الإنترنت، السبت، ناشطون معارضون، أشار اتحاد تنسيقات الثورة السورية إلى أن الجيش الحر أسقط مروحية لقوات الحكومة قرب مطار المزة العسكري في العاصمة دمشق، في الوقت الذي أعلن مسؤول سوري حكومي أن القوات الحكومية سيطرت على معظم ضاحية داريا الإستراتيجية، وذلك في الوقت الذي دارت فيه معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في ريف دمشق.
وأسفرت أعمال القصف والقتال المتواصل عن سقوط 108 شخص وفق لجان التنسيق المحلية معظمهم في دمشق وريفها.
كما تتعرض بلدة بيت سحم في ريف دمشق إلى الحصار أيضًا وسط ما وصفه ناشطون معارضون بـ "حالة إنسانية صعبة جدًا" نتيجة انقطاع التيار الكهربائي والماء والاتصالات، وفقدان كامل لمادة الوقود.
كما تجدد القصف العنيف من الطيران الحربي "ميغ" على مناطق عدة في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
في هذه الأثناء، قال ناشطون معارضون إن طائرات الجيش السوري قصفت ضواحي في دمشق، السبت.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، أن "طائرات نفاثة ومروحية أطلقت صواريخ، وألقت قنابل على ضاحية داريا وعدد من البلدات الواقعة شرق العاصمة دمشق".
وأضاف المرصد "أن طفلين ورجلين قتلا عندما تعرضت بلدة المليحة الواقعة جنوب شرقي العاصمة ومناطق زراعية إلى القصف، وأن مسلحين من المعارضة لقيا أيضًا مصرعهما في ذلك القصف".
وقال المرصد "إن القوات السورية استخدمت الطائرات الحربية في قصف المنطقة الواقعة بين بلدتي المليحة وجرمانا، السبت، بعد يوم من مهاجمة المتمردين مبنى تابعًا للمخابرات الجوية في المنطقة".
وفي حمص شن طيران القوات الحكومية على مدينة الرستن، ما تسبب في وقوع عدد من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من المنازل.
واستمرت الاشتباكات بين الجيشين السوري والحر في محيط مطار منغ العسكري، في ريف حلب الشمالي.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية "إن اشتباكات عنيفة تجري في محيط مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي"، مشيرة إلى أن كتائب من الجيش الحر تتصدى للطيران الحربي، الذي قدم لمؤازرة قوات جيش الحكومة المحاصرة في المطار.
وقال نشطاء "إن كتائب من الثوار اشتبكوا مع قوات الحكومة في كتيبة العلقمية القريبة من مطار منغ".
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن قيادي في الجيش الحر يدعى أبو عمر الحلبي قوله إن قتالاً شديدًا يدور الآن بين قوات الثوار وقوات حكومية تحرس مطار منغ العسكري "ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف القوات الحكومية".
وأشار أيضًا إلى أن الثوار يستهدفون أيضًا مطار النيرب العسكري المحاذي لمطار حلب الدولي.
وقد دارت اشتباكات بين الثوار وقوات من الحكومة معززة بدبابات حاولت اقتحام مشفى ابن خلدون للأمراض العقلية ومحيطه، في منطقة الدويرينة القريبة من مطار النيرب في حلب، وذلك بعد تعرضه إلى قصف مدفعي.
ويسعى الثوار في اتجاه السيطرة على مزيد من المطارات التي تستخدمها قوات الحكومة قاعدة لانطلاق طائراتها لقصف المدن والبلدات السورية.
وكثف الثوار هجماتهم عقب تمكنهم، الجمعة، من السيطرة على مطار تفتناز العسكري في إدلب، الذي يعد أكبر مطار عسكري للمروحيات في شمال سورية.
وتزامن تصعيد الثوار مع انشقاق ما يقرب من 30 عسكريًا بعتادهم الكامل عن جيش الحكومة قرب قلعة حلب الأثرية في حلب القديمة وسط المدينة، وفق الهيئة العامة للثورة، التي أشارت إلى انشقاق مدير منطقة الطبقة في محافظة الرقة المجاورة العقيد أسامة عثمان، وهي المرة الثانية أن ينشق صاحب هذا المنصب، بعد انشقاق مدير المنطقة السابق العميد الشلاف.
في غضون ذلك، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الحكومة في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلبن وفق شبكة شام.
وفي حلب أيضًا أشارت شبكة شام إلى أن قوات الحكومة قصفت بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي حي صلاح الدين ومحيط مدرسة المدفعية في منطقة الراموسة، كما تدور اشتباكات عنيفة عند أوتوستراد الدائري الشمالي في حي الميدان.
وفي حيّ الحيدرية في حلب قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وسط جرحى، في قصف من قوات الحكومة على كراج انطلاق حافلات عمومي عند دوار الحيدرية، وفق الهيئة العامة للثورة.
وقالت شبكة شام والهيئة العامة للثورة إن القصف تركز على حيي الحجر الأسود والعسالي وبلدة السبينة.
ومن جهة أخرى، ظهر في شريط الفيديو رجل باللباس المدني وهو يقول "أنا جمعة فراج جاسم، رئيس القسم 30 في إدارة المخابرات العامة-الفرع الخارجي أعلن انشقاقي عن هذا الحكومة المجرمة، والتحاقي بصفوف الثورة المباركة".
وأضاف "أدعو جميع العاملين للانشقاق عن هذا الحكومة، والالتحاق بصفوف الثورة المباركة، وهذه هويتي"، لتظهر على الشاشة هويته العسكرية.
وأشارت وكالة "فرانس برس" إلى أنه يتعذر عليها التحقق من صحة هذه الأشرطة.
ومنذ اندلعت الانتفاضة الشعبية ضد حكم الأسد في آذار/ مارس 2011 قبل تحولها نزاعًا مسلحًا دمر البلاد، توالت الانشقاقات المدنية والعسكرية عن الحكومة، وبلغت أعلى المراتب، كرئيس الوزراء رياض حجاب، والعميد مصطفى طلاس، الذي كان صديق الطفولة لبشار الأسد.
ومن ناحيتها، نقلت وكالة "أسوشيتدبرس" للأنباء عن المسؤول السوري قوله إن "منطقة داريا ستكون آمنة في غضون أيام قليلة".
وأضاف المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه/ أن "الجيش السوري يقاتل بعض الجيوب القليلة من المتمردين في المنطقة الواقعة جنوب العاصمة دمشق".
أرسل تعليقك