لندن - سليم كرم
ظل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي تأسس عام 1878، أسيرًا لملعبي "نورث رود" و"بانك ستريت"، المتواضعين، في مدينة كلايتون، حتى أقرض رئيسه، المليونير جون هنري ديفيز، النادي 60 ألف جنية إسترليني، عام 1909، لبناء ملعب جديد، بإشراف المهندس الاسكتلندي الشهير أرشيبالد ليتش.
وفي 19 فبراير / شباط 1910، دشن "المانيو" مقره الوليد، بلقاء مع غريمه ليفربول، ومنذ هذا التاريخ ظل "أولد ترافورد" الملعب الرسمي للعملاق الإنجليزي، باستثناء الفترة من عام 1940 وحتى 1949، عندما تعرض الملعب للقصف من القوات الألمانية، في الحرب العالمية الثانية. ولعب "المانيو" مبارياته على ملعب "ماين رود"، المملوك لجاره مانشستر سيتي.
واستضاف الملعب الواقع في منطقة استراتيجية، في الجهة الشمالية لقناة بريدج، وبالقرب من محطة القطارات والمترو، العديد من المناسبات الكبرى، كان أولها نهائي كأس إنجلترا عام 1911، بين برادفورد ونيوكاسيل، ثم نهائي نسخة 1915 من نفس البطولة، بين شيفيلد يونايتد وتشيلسي، كما كان حاضرًا خلال استضافة إنجلترا نهائيات كأس العالم، عام 1966، عندما شهد ثلاث مواجهات في المجموعة الثالثة، في الدور الأول.
وشهد ثاني أكبر الملاعب في المملكة المتحدة، والتاسع في أوروبا، على مدار تاريخه، العديد من عمليات التطوير والتحديث، كان أهمها عام 1990، على خلفية حادثة "هيلزبره"، حيث تقلصت سعته من 80 ألف إلى 44 ألف فقط، قبل أن تزيد مجددًا إلى 55 ألف مقعد، عام 1995، عندما أضيفت إلى مساحته 20 فدانًا من حديقة "ترافورد"، ليشهد في العام التالي ثلاث مواجهات في الدور الأول لكأس الأمم الأوربية، بالإضافة للقاء في دور الثمانية بين ألمانيا وكرواتيا، وآخر في المربع الذهبي، بين جمهورية التشيك وفرنسا.
كما استضاف "مسرح الأحلام"، كما وصفه النجم التاريخي لمانشستر يونايتد، بوبي تشارلتون، في 28 مايو / أيار عام 2003، نهائي إيطالي خالص لدوري أبطال أوربا، بين ميلان ويوفنتوس، كما لعب عليه منتخب إنجلترا العديد من المواجهات الدولية، أثناء فترة تطوير ملعب "ويمبلي"، بين عامي 2002 و2007، وكان حاضرًا أيضًا في نهائيات أولمبياد لندن عام 2012، عندما استضاف سبع مواجهات في مسابقة كرة القدم للرجال والسيدات.
وعرف الملعب الشهير عرف الأضواء الكاشفة عام 1959، بتكلفة 40 ألف جنيه إسترليني، كما كان أول ملاعب إنجلترا التي تخصص فيها غرف خاصة للاعبين، عام 1965, وأنشأت إدارته متحفًا للنادي، عام 1986، ثم أعادت تطويره بعدها، وكان أسطورة الكرة البرازيلية بيليه حاضرًا في حفل افتتاحه، في 11 إبريل / نيسان عام 1998.
ولأن شعبية "المانيو" في ازدياد مستمر في السنوات الأخيرة، بسبب النجاحات الكبيرة له مع مدربه التاريخي السابق، السير أليكس فيرغسون، تابعت إدارة النادي تطوير الملعب أكثر من مرة، خلال الألفية الجديدة، حيث زادت سعة المدرجات إلى أكثر من 75 ألفًا، عام 2009، وهناك تفكير في إضافة مزيد من المقاعد إلى المدرجات الجنوبية، ليصل عدد مقاعده إلى 90 ألفًا.
واهتمت "القلعة الحمراء"، طوال تاريخها، بتكريم أبنائها، الذين أعطوا لها بحب وتفانٍ، فخلدتهم بتمثالين، الأول لمات بازبي، والثاني للثلاثي الفذ بوبي تشارلتون وجورج بيست ودينيس لو، ثم ظهر تمثال ثالث للسير "فيرغسون"، في معقل النادي، في 23 نوفمبر / تشرين الثاني 2012.
أرسل تعليقك