دور النشر السبعون في سورية تدخل مرحلة الأنهيار بعدما أكلتها نيران الحرب
آخر تحديث GMT06:29:04
 لبنان اليوم -

أنجب نزار قباني وخليل مردم بك والماغوط  وأفلس في صناعة الكتب

دور النشر السبعون في سورية تدخل مرحلة الأنهيار بعدما أكلتها نيران الحرب

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دور النشر السبعون في سورية تدخل مرحلة الأنهيار بعدما أكلتها نيران الحرب

دور النشر تدخل مرحلة الأنهيار
دمشق العرب اليوم

تشير الارقام الى واقع مأساوي تعيشه الثقافة في سورية ويكفي ان  70 دار نشر وطباعة خاصة في سورية نصفها في دمشق توقف 80% منها عن العمل  واحرقت مستودعاتها و دمرت آلات الطباعة الخاصة بها أو سرقت. فيما بقيت دور النشر الحكومية ( مؤسسة الوحدة للطباعة )  تطبع الكتب المدرسية  والجامعية و الدوريات المحلية والجرائد اليومية التي توقف معظم السوريين عن قرائتها ..وما تزال دور النشر الحكومية تحقق أرباحا تصل إلى 70 % كون الكتب المدرسية   التي تطبعها مباعة سلفا إما لوزارة التربية أو وزارة التعليم العالي حالها كحال  الجرائد اليومية المباعة لجميع وزارات الدولة .فيما تعمل مطابع وزارة الثقافة على طباعة و نشر منتوجات أدبية لكتاب و شعراء شباب و اعضاء إتحاد الكتاب العرب  في محاولة من الدولة لإنقاذ ما تبقى من الخامات الأدبية في البلاد ..وهي دار نشر خاسرة 

أما دور النشر الخاصة و عددها في دمشق 34 دارا أشهرها (دار الفكر - دار الفارابي -دار طلاس ) والتي كانت تطبع الكتب " السياسية و الثقافية و التراثية بالإضافة للقصص والرويات والمجموعات الشعرية " لكتاب سوريين وعرب و كان إنتاجها يصل لكل أنحاء العالم ويتصدر معارض الكتب في عدة عواصم عربية و عالمية ، توقف العمل فيها إما لتعرضها للتدمير بشكل مباشر نتيجة الأعمال الحربية أو السرقة والتخريب نتيجة الفلتان الأمني في المناطق الساخنة و خاصة في ريف دمشق .

وفي جولة ل "العرب اليوم" على المكتبات الدمشقية التي يتركز معظمها في منطقة  الحلبوني كان من الواضح الفتور الكبير في حركة البيع والشراء اضافة الى اغلاق عدد كبير من المكتبات كما اكد   عمر النوري صاحب مكتبة النوري  والذي اشار الى ان الكتب التي تباع قليلة جدا، وهي في معظمها روايات موضحا ان المكتبة تبيع عناوين مختلفة من كتب التاريخ والفلسفة والقانون وعلوم ولغات، وغيرها، لكن الطلب يكون عادة على الروايات والكتب التي يحتاجها الطلاب في المناهج الجامعية فقط والقوانين السورية التي تقوم دار النشر الملحقة بالمكتبة بنشرها، والتي تهم المواطنين السوريين والمحامين . 

كما اشار النوري  الى ان  مستودعات المكتبة في حرستا  دمرت ولا يعلمون عنها أي شيء منذ اندلاع الاحتجاجات والاشتباكات العسكرية، ولا يوجد أي قوانين تأمين تحمي أو تعوض أصحاب المكتبات أو دور النشر أو المطابع في سورية وكل ما دمر في الحرب يُعتبر أنه دمر بعمل إرهابي وأي شيء يدمر بعمل ارهابي أو تفجير هو غير محمي بالقوانين السورية ولا يطاله أي تعويض تأميني، وبسبب هذه الظروف قام العديد من أصحاب المكتبات بتحويل مكتباتهم إلى متاجر تبيع أموراً أخرى غير الكتب مثل الخضار والفاكهة والبطاطا وأي شيء غير الكتب.

وبالنسبة إلى المكتبات التي تبيع المواد الخاصة بالفنانين وبطلاب كليات الفنون من ألوان، وغيرهاكمكتبات (حكيم وألوان والاطلال) تراجعت  مبيعاتها وبنسبة كبيرة جدا تفوق 75% ويعزو أصحاب المكتبات والمتاجر ذلك إلى هجرة معظم الفنانين والشباب، وغيرهم، من البلاد. وإلى الصعوبة الكبيرة في استيراد المواد من خارج البلاد بسبب الحصار الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية الذي خفض القوة الشرائية لليرة فعكف الناس عن شراء أي شيء غير الأشياء الضرورية للحياة من طعام وحاجات ضرورية جدا تساعدهم على الاستمرار في العيش داخل البلاد، وكذلك كان الأمر بالنسبة لأصحاب المتاجر التي كانت تورد الأحبار ومستلزمات الطابعات لمؤسسات الدولة والأفراد والذين مع من سبقهم تعرضوا لخسائر فادحة بسبب دمار مستودعاتهم في الأرياف المحيطة بدمشق والمدن الرئيسية التي كانوا يحفظون فيها موادهم لأن أجور المستودعات هناك منخفضة أكثر من أجور المستودعات داخل المدينة ومعظم هذه المستودعات دمّر بالكامل ولا تعويضات قدمت لهم حتى الآن." .

وعن تأثير سنوات الحرب على النشر يقول الأستاذ سعيد البرغوتي صاحب دار كنعان "تركت الحرب  آثاراً بالغة بالنسبة لدار كنعان، فنحن كنا نصدر سنويا ما يقارب الأربعين عنواناً، لكن في السنوات اﻷربع الأخيرة أصدرت الدار أربعة عناوين فقط! وتلك آثار مدمرة، لأن العناوين الجديدة هي التي تتيح استمرار الدار وتطورها. الأمر الذي وضع الدار عمليا في مأزق شديد الصعوبة، يهدد استمرارها، وعند سؤالنا إن كانت الصعوبات هي في ارتفاع أسعار المواد الأولية للطباعة أم في التسويق للكتب؟ أجاب "الأمر أكثر تعقيدا بحصره بسبب أو سببين، هناك صعوبة باستدراج العناوين المناسبة، وهناك صعوبة بتكاليف الترجمة، إضافة لارتفاع أسعار كافة المواد، وشحن الكتب، وتكاليف السفر والمعيشة، وغير ذلك.

 وعن وضع دور النشر في هذه الظروف يقول الدكتور مصعب الجندي صاحب ومدير دار "الجندي":"دوماً وفي جميع الأزمات التي تمر فيها المجتمعات البشرية ، خاصة ً إذا بلغت الأزمة ذروة الصراع الدموي، أول النشاطات (الاجتماعية/الاقتصادية) تأثراً هو قطاع الطباعة والنشر خاصةً وما يرتبط منها بالثقافة عامة ً، حيث أن الناس تبدأ بالبحث عن ما يبقي استمرارية الحياة، وللأسف القراءة تصبح في آخر الأولويات .

في سورية وعلى الرغم من قسوة الحاضر و دمويته لا تزال بعض دور النشر والمطابع تصارع للبقاء وتعتمد في نشاطها على المعارض الخارجية .. طبعاً هناك أثر سلبي آخر هو انتشار الفوضى وفقدان الضوابط والحماية لدور النشر من خلال انتشار الكتب المزورة والمطبوعة طباعة تجارية رخيصة ومن دون حفظ حقوق الناشر أو المؤلف . بالنسبة لدار الجندي فقد كان الأثر كبيراً والخسائر تكاد تأتي على كل ما تملكه الدار، لأن مقرها الرئيسي في مدينة عربين التي أصبحت شبه مدمرة، ومستودعاتها في قرية الشيفونية في الغوطة الشرقية . وللأسف الشديد لا يوجد قوانين خاصة بحماية الدور في سوريا، وبالرغم من ذلك ننظر للأمر بأن مصابنا مصاب السوريين جميعهم . للأسف لم تقم الدار بنشر أي عنوان جديد منذ عام 2011 ، ولا نية لنا بطباعة أي إصدار قديم أو جديد. أكثر الكتب رواجاً في سوريا هي الكتب التراثية، تليها الروايات المترجمة، .. للأسف لا تزال المؤلفات لكتاب عرب وسوريين أقل رواجاً وغالباً ما يتم الترويج لها من خلال معارض الكتب وحفلات التوقيع . 

الاستاذ جامع بهلول صاحب دار "الحصاد" يقول  (من التأثيرات التي لحقت بقطاع الطباعة والنشر توقف كثير من المطابع ومراكز التجليد عن العمل، (إما بسبب وقوعها في المناطق الساخنة، ضواحي دمشق، إذ المعروف أن أكثر المطابع تتواجد في الضواحي)، فمنها ما تعرض للتدمير ومنها ما توقف لعدم قدرة أصحابها للوصول إليها،  تعرّض الكثير من مستودعات دور النشر للتلف أو الحرق،  الحظر الذي فُرض على الناشرين السوريين من قبل عدة دول عربية مما تسبب بإغلاق أسواق مهمة أمام الناشرين السوريين ، تعطُّل السوق المحلية لأسباب عدة ناجمة عن الحرب: (انخفاض القيمة الشرائية الحاد عند القراء وانهماكهم في تأمين مستلزمات الحياة الأخرى الضرورية، إغلاق كثير من المكتبات في أغلب المحافظات)، الحالة النفسية والقلق الذي يسيطر على القراء.

أما عن الصعوبات التي واجهت دار الحصاد فيقول الأستاذ جامع "أهمها إحراق المستودع الرئيسي للدار والذي كان يحتوي معظم الإصدارات الحديثة ولم يبق منها سوى ما كان قد أرسل للمعارض الخارجية، وفقدان القسم الأكبر من البلاكات المعدنية لقسم كبير من الإصدارات سواء ما كان منها في مستودع الدار الذي أُحرق أو في المطابع التي تعرضت للتخريب أو تلك التي لم يُعرف مصيرها حتى الآن، وفقدان البلاكات المعدنية تسبب في إعاقة كبيرة في إعادة طباعة الكتب التي أُحرقت، أيضا ًفقدان كميات من الورق ــ (لثلاث كتب، مع مجموعة كتب أطفال) ــ الذي كان قد وُضع في إحدى المطابع التي لم يُعرف عنها أي شيء منذ ما يزيد عن أربع أعوام، ويُضاف إلى ذلك التأثيرات العامة التي أصابت الغالبية من الناشرين .هذه العوامل خلقت لنا إرباكاً في متابعة المعارض الخارجية، وبالإجمال تزيد الخسائر التي تعرضت لها الدار عن 20 مليون ليرة بالتقييم الراهن لليرة".

وعن وضع توزيع الكتب يقول "تتراجع عملية توزيع الكتاب سواء بداخل البلاد (سورية) وخارجها لأسباب عديدة، منها حالة التوتر وعدم الاستقرار التي تعانيها المنطقة العربية، ومن الصعب تنشيطها في ظل ظروف كهذه إذ يصعب أي تقدم في هذا الاتجاه قبل أن يحدث الاستقرار بكل معانيه (السياسي والاجتماعي والمادي ) إذ لا أحد يُعير أذنا لأي اقتراح الآن بشأن تطوير وتحسين عملية التوزيع”.


 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور النشر السبعون في سورية تدخل مرحلة الأنهيار بعدما أكلتها نيران الحرب دور النشر السبعون في سورية تدخل مرحلة الأنهيار بعدما أكلتها نيران الحرب



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon