طقوس استقبال عيد الفطر في مراكش عادات وتقاليد لا تندثر يحييها المغربيون كل عام
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

تبدأ الأجواء بإعداد الأطباق المغربية وأداء الصلاة وتزيين الأيادي بالحناء

طقوس استقبال عيد الفطر في مراكش عادات وتقاليد لا تندثر يحييها المغربيون كل عام

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - طقوس استقبال عيد الفطر في مراكش عادات وتقاليد لا تندثر يحييها المغربيون كل عام

طقوس استقبال عيد الفطر في مراكش
مراكش - ثورية أيشرم

شهدت مدينة مراكش، منذ ما يزيد عن أسبوع حركة دائمة، فرغم ارتفاع درجة الحرارة في مراكش والتي تجاوزت 48 درجة مئوية فهذا لم يمنعهم من الخروج والتجول في مختلف أسواق المدينة من أجل الاستعداد لاستقبال عيد الفطر السعيد، إذ بدأوا في ممارسة شعبيتهم من جديد راغبين في إحياء التقاليد والعادات التي يتمسك بها المغربيين عامة والمراكشيين خاصة، إذ تجد المحلات الخاصة ببيع الملابس سواء العصرية أو التقليدية تعج وتكتظ  بالراغبين في اقتناء ملابس العيد لهم ولأولادهم وتشهد المحلات التجارية رواجًا كبيرًا، كما أن أسواق مراكش تحولت إلى مهرجان من المنتجات المعروضة أمام الزبائن لاختيار ما ينال إعجابهم من مأكولات ومشروبات وملابس وأحذية وغيرها من الأمور التي اعتاد المراكشيون على اقتنائها والقيام بمختلف الطقوس والعادات لاستقبال العيد في جو حميمي دافئ يملؤه الحب والتسامح والتآزر والتآخي فيما بينهم.

ولا تختلف أجواء الاستعداد لاستقبال عيد الفطر في مدينة مراكش عن باقي المدن المغربية، إلا أنها تتنوع، إذ تجد المراكشيين يشرعون في تنظيف فضاءات المنزل وغسل الثياب وتنظيف الأواني النحاسية والفضية بمواد خاصة لجعلها أنيقة تلمع في استقبال العيد الذي تكثر فيه الزيارات بين الأهل والأصدقاء والأحباب، إضافة إلى استغراق وقت في إعداد مختلف أطباق الحلويات التقليدية الخاصة بعيد الفطر بأيام قبل حلوله، إضافة إلى شراء مجموعة من المواد الغذائية الخاصة التي لا بد من توفرها طيلة أيام العيد في كل منزل مراكشي، إذ لا يمكن أن تدخل بيتًا دون أن يتم الترحيب بك بهذه الأطباق المعروفة والمشهورة التي يتقدمها طبق "هربل" وهو إعداد طبق من القمح المقشر بالحليب على نار الفحم الهادئة منذ ليلة العيد إلى صباح يوم العيد وهو طبق تتخصص في إعداده الجدات أكثر من الأمهات وهو مراكشي وتجاوز المدينة الحمراء ليصبح الآن طبقًا مغربيًا تجده في معظم البيوت والمدن المغربية، كما أن من بين الأطباق الرائعة التي أصبحت عادة لصيقة بمراكش منذ قرون وهي حلوى " الغراف " التي ذاع صيتها في كل أرجاء المملكة المغربية التي لا يمكن أن تجد طاولة العيد خالية منها، فضلًا عن حلوى " رزة القاضي" التي كانت منذ القديم طبقًا ملوكيًا مشهورًا يخصص للشخصيات وأعيان البلد والذي بقي المراكشيون محافظون عليه على مر الزمان والذي تجده كذلك على طاولة الإفطار في عيد الفطر وحتى في عيد الأضحى، بالإضافة إلى مجموعة من الأطباق التقليدية الممزوجة بالأكلات العصرية مثل " كعب الغزال " و المسمن " والبطبوط " و " البغرير " ومختلف أطباق الكيك العصري التي اجتاحت الساحة حاليًا والتي لا تكتمل مهما كانت متنوعة ولذيذة وشهية إلا بتواجد الأطباق التقليدية التي يقبل عليها الصغير قبل الكبير كلها مرفوقة بأباريق الشاي المغربي المنعنع الذي لا يمكن أن يخلو منه كل بيت مغربي.

وتبدأ أجواء العيد منذ أداء صلاة الفجر في مراكش حيث تستيقظ الأمهات والجدات للشروع في إعداد هذه الأطباق واستعدادًا كذلك للزيارات التي يبدأ فيها الأهل والأصدقاء بعد أداء صلاة العيد، حيث تتحول الشوارع إلى موكب كبير من الناس من مختلف الأعمار بلباسهم التقليدي الذي يجمع على حبه الكبار والصغار إذ ما زال المراكشيون يتمسكون به لأقصى الحدود، وتراهم  وهم يباركون العيد بعضهم لبعض حتى وإن لم تكن هناك معرفة تجمعهم فتجدهم يسلمون على بعضهم البعض وهم يرددون " مبارك عواشركم " ، كما أن معظم المراكشيين لاسيما سكان المدينة العتيقة تجدهم يتجهون صوب مسجد الكتبية رفقة الأبناء من أجل أداء صلاة العيد والقيام بعدها بجولة العيد المعروفة بين سكان المدينة الحمراء، ثم التوجه إلى ساحة جامع الفنا من أجل شرب أكواب العصير والقيام بجولة الصباح وتزيين أيادي الفتيات بنقش الحناء، قبل التوجه إلى منزل الأهل والأقارب من أجل مباركة العيد ثم العودة إلى المنزل لتناول وجبة الإفطار المتنوعة رفقة الأسرة أو العائلة الكبيرة .

ولا يمكن لطقوس العيد في مدينة مراكش أن تختفي أو تغيب لاسيما أن سكانها يتمتعون بالشعبية الكبيرة فهم من عشاق كل ما هو تقليدي وله علاقة بالتراث المغربي والطقوس المغربي التي تعتبر الزيارات من أهمها وصلة الرحم أفضلها والتي تبقى على مدى 3 أيام قبل أن تعود الحياة من جديد إلى طبيعتها ليبقى العيد مناسبة دينية مهمة في قلوب المغاربة والمسلمين عامة  حيث تجدهم أكثر بهجة وسرورًا في استقبال عيد الفطر الذي يعد أحد أهم عيدين في المغرب، تصاحبه مظاهر وأشكال وطقوس خاصة يفتخر بها كل مغربي، رغم أنها لا تختلف كثيرًا من مدينة إلى أخرى ، وحتى إن وجد الاختلاف فهذا لا يهم طالما العيد هو مناسبة تقرب البعيد وتجعل جسرًا للتواصل بين الأهل والأسر والأصدقاء وتزرع الحب والسعادة في نفس كل فرد من أفراد المجتمع . 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طقوس استقبال عيد الفطر في مراكش عادات وتقاليد لا تندثر يحييها المغربيون كل عام طقوس استقبال عيد الفطر في مراكش عادات وتقاليد لا تندثر يحييها المغربيون كل عام



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon