المركز الثّقافي المغربيّ في العاصمة الموريتانيَّة معلمة دينية مميَّزة
آخر تحديث GMT13:31:01
 لبنان اليوم -

شاهد على عمق التعاون الدينيّ والفكريّ بين البلدين

المركز الثّقافي المغربيّ في العاصمة الموريتانيَّة معلمة دينية مميَّزة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - المركز الثّقافي المغربيّ في العاصمة الموريتانيَّة معلمة دينية مميَّزة

المركز الثقافي المغربي في نواكشوط
العيون ـ هشام المدراوي

تستوقف الزائر للعاصمة الموريتانيَّة نواكشوط معلمة دينية مميَّزة، يحضر فيها جانب المعمار المغربيّ الأصيل بقوَّة، انطلقت الأشغال فيها سنة 1975، واستغرقت مدة ليست بالهينة قبل أن يتم تدشينها سنة 1987 على يد محمد بن عيسى الذي كان يشغل حينها منصب وزير للثَّقافة المغربيَّة.

وتتباين التسميات التي يطلقها الموريتانيون على هذا المسجد الضخم، فهناك من يطلق عليه اسم "مسجد المغرب" وهناك من يسميه "مسجد المغاربة" والفئة الثالثة تعطيه اسم "مسجد الدار البيضاء" في إشارة إلى مسجد الحسن الثاني في مدينة الدار البيضاء.

ومهما اختلفت الأسماء والألقاب التي يمنحها الموريتانيون لهذه المعلمة، إلا أن قناعة راسخة لديهم بأن هذا المركب الديني الضخم الذي يضم بالإضافة إلى المسجد مركزًا ثقافيًّا مغربيًّا ودارًا للشباب له دور ديني وثقافي إشعاعي طلائعي في البلاد، لاسيما أنه يقوم على مدار السنة بإنجاز برنامج جدّ مكثف.

ويتكون المركز من قاعة للمكتبة التي تستعمل في إقامة المحاضرات والندوات والعروض السينمائية المختلفة بالإضافة إلى البهو الذي تنظم فيه معارض الفن التشكيلي، والصالون المغربي الأصيل الذي تبرز من خلاله قوة المعمار المغربي من خشب، وزليج، وزخرفة، والمركز مكون من مكتبين أساسيين المدير ومساعده، بالإضافة إلى ملحق المركز.

ولم تأت التسميات التي يطلقها الموريتانيون على المسجد المغربي في نواكشوط، بشكل اعتباطي، بل كانت لها مرجعية تاريخية وحضارية، حيث يشهد التاريخ للشعبين المغربي والموريتاني بغنى العلاقات بينهما.

ويستوقفك بمجرد دخولك إلى المركز الثقافي المغربي في نواكشوط منظر الزخارف التي زينت بها جدران هذا المركز الضخم، ويتضح بجلاء براعة الصانع المغربي الذي أبى إلا أن يصنع لنفسه مكانة متميزة وقوية ضمن منظومة الصناع العرب، وأبدعت يده من خلال جدران المركز الثقافي المغربي في نواكشوط الذي يضم كثيرًا من اللوحات الفنية الرائعة التي قلَّ نظيرها، والتي ستكون سببًا في اهتمام أعيان موريتانيا وكبار رجال الدولة بالحرفيين المغاربة والتنافس في جلب عدد منهم من مختلف المدن المغربية كفاس ومراكش ومكناس وغيرها من أجل الاستعانة بخدماتهم عند تشييد المنازل والفيلات الخاصة بهم.

وتوجد أمام المدخل الرئيسي ساحة كبيرة يتم من خلالها عرض مختلف الندوات والتظاهرات الثقافية والفنية التي يتم برمجتها بشكل دقيق لتغطية مختلف فترات السنة بتنسيق تام مع مختلف المؤسسات والوزارات سواء بداخل المغرب أو بدولة موريتانيا في إطار الشراكة الفعالة بين الجانبيين، حيث يعي كل من البلدين بأهمية التبادل الثقافي بينهما، ما دام يعود بالإيجاب على كلا البلدين، سواء من ناحية تكوين الشباب أو مساعدتهم على التعرف على مختلف التيارات والمشارب الفكرية الخاصة بكل بلد على حدة.

وفي الجانب الأيسر من الساحة توجد المكتبة التابعة للمركز، والتي تعتبر كنزًا قوميًّا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهي تضم عددًا مهمًّا من المراجع والمصادر والمخطوطات النادرة والمهمة التي يصعب العثور عليها في أماكن أخرى متفرقة سواء داخل البلاد أو خارجها حسب كثير من الأساتذة الجامعيين والفاعلين في الحقل الثقافي الموريتاني الذين وصفوا مكتبة المركز الثقافي المغربي في نواكشوط بكونها ثروة فكرية وثقافية تعد المزود الرئيسي لكل الموريتانيين، وأشادوا كثيرًا بالدور الإيجابي لهذه المعلمة التي لم يبخل قط أطرها على القاصدين إليها بكل ما يحتاجون إليه من معلومات أو استفسارات.

 أما ما يخص الأنشطة الثقافية التي يقوم بها المركز الثقافي المغربي في نواكشوط فإن الشطر الأول من الموسم يبدأ من بداية يناير إلى نهاية يونيو تماشيًا مع موعد الموسم الدراسي الذي سطرته وزارة التهذيب الموريتانية (وزارة التربية الوطنية)، حيث تتوقف الأنشطة الثقافية في المركز خلال العطلة الدراسية وتستأنف عند مطلع الموسم الدراسي، وبخصوص محاور الأنشطة الثقافية التي ينظمها المركز، فقد ساهمت مكتبة المركز بشكل كبير في تكوين أجيال من الموريتانيين، فهي تتوفر على رصيد مهم من الكتب في مختلف المجالات والتخصصات.

ويوجد في نواكشوط مركزان أخريان واحد فرنسي والثاني مصري، إلا أن مكتبة المركز الثقافي المغربي تنفرد عنهما برصيد ممتاز ومتنوع من مختلف المصادر والمراجع والمخطوطات النادرة التي لن تجدها في مكان آخر في البلاد أو خارجه، بالإضافة إلى ميزة أخرى يمتاز بها المغرب كون أن البرامج الدراسية للدولتين فيهما العديد من مظاهر التشابه، الشيء الذي يرفع من وتيرة الإقبال على المكتبة، هذه الأخيرة التي تعتبر بمثابة العمود الفقري لجلب الأساتذة والطلبة والباحثين من كل أرجاء موريتانيا.

وفي إطار تحديث عمل المكتبة وتطوير أدائها عمل مدير المركز الثقافي المغربي على فتح قنوات جديدة للتواصل مع رواد المكتبة من خلال اخراج استمارة تقنية وزعت على جميع رواد المكتبة خلال فترة معينة والتي تلقى بموجبها المركز مجموعة من الاقتراحات من بينها تزويد المكتبة بكتب مهمة خاصة في بعض التخصصات التي يرى رواد المكتبة أنها قليلة ولا تستجيب لتطلعاتهم، كما تم في هذا الصدد إنشاء فضاء للصحافة، حيث تم الاشتراك لدى مكتبة موريتانية تتواجد في قلب العاصمة الموريتناية نواكشوط لتزويد المركز بمختلف الجرائد الوطنية الموريتانية سواء كانت يومية أم أسبوعية، ناطقة بالعربية أو الفرنسية، كما تم في مرحلة لاحقة توفير الصحف المغربية عن طريق الوكالة المغربية للتعاون الدولي التي عملت كل ما في وسعها لجلب مختلف الجرائد والمجلات المغربية رغم أن هذا الأمر لا يتم بشكل منتظم نظرًا لمجموعة من الصعوبات التقنية إلا أن ذلك خلفًا إشادة كبيرة من طرف الموريتانيين الذين تفاعلوا كثيرًا مع تلك الجرائد والمجلات المغربية.

وبالإضافة إلى ذلك، يتكون المركز الثقافي المغربي من قاعة للمكتبة غالبًا ما يستخدم فضاؤها في إقامة المحاضرات والندوات والعروض السينمائية المختلفة، كما أن بهو المركز يتم فيه تنظيم معارض خاص بالفن التشكيلي، بالإضافة إلى أن المركز يتوفر على الصالون المغربي التي تبرز من خلاله قوة المعمار المغربي من خشب وزليج وزخرفة، والمركز مكون من مكتبين أساسيين مكتب المدير ومساعده بالإضافة إلى ملحق المركز.

وبالنسبة للمعارض التي تقام على مدار الموسم الثقافي، فهناك معرض الفن التشكيلي ومعرض الصناعة التقليدية المغربية ومعرض الكتاب الذي يتم من خلاله تداول مجموعة من الإصدارات المختلفة ومن بين تلك الأنشطة نجد المعرض المغاربي للكتاب في نواكشوط والذي شاركت في فعالياته عدة دور نشر مغربية، وقد حجز المركز جناحًا رسميًّا تم من خلاله تمثيل المغرب خلال هذا الملتقى المغاربي المتميز.

كما أن من بين الأنشطة الكثيفة التي يقوم به المركز العروض السينمائية عبر تقديم مجموعة من الأفلام السينمائية المغربية، وفي هذا الصدد سبق وأن تم تنظيم شهر الفيلم المغربي بتعاون مع المركز السينمائي المغربي والذي عرف نجاحًا كبيرًا بعد تفاعل الجمهور الموريتاني معه، وفي إطار الانفتاح على الشعب الموريتاني سبق أن تم تنظيم شهر الفيلم الموريتاني وذلك بتنسيق وتعاون مع الهيئة المشرفة على قطاع السينما في موريتانيا، ومن جملة ما يقوم به المركز أيضًا القيام بين الفينة والأخرى بتخصيص دروس في الفن التشكيلي بطريقة مجانية موجهة للكبار أو الصغار على حد سواء.

وترتكز محاور المحاضرات التي يتم تنظيمها داخل أسوار المركز على محور التواصل والانفتاح المغاربي وتعرف إقبالًا كبيرًا من طرف الأساتذة والباحثين في مختلف المعاهد والمؤسسات التعليمية الموريتانية خصوصًا أنه تعد بالنسبة لهم فرصة ذهبية للالتقاء وتبادل مجموعة من وجهات النظر التي تهم كثيرًا من قضايا الساعة والتي تشهد تجاوبًا كبيرًا.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المركز الثّقافي المغربيّ في العاصمة الموريتانيَّة معلمة دينية مميَّزة المركز الثّقافي المغربيّ في العاصمة الموريتانيَّة معلمة دينية مميَّزة



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon