أمانة بغداد تنظّم احتفالًا بمناسبة مرور 100 عامًا على إنشاء شارع الرشيد الأثري
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

وسط حضور كثيف من الفنانين في ساحة معروف الرصافي في العاصمة العراقية

أمانة بغداد تنظّم احتفالًا بمناسبة مرور 100 عامًا على إنشاء شارع الرشيد الأثري

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أمانة بغداد تنظّم احتفالًا بمناسبة مرور 100 عامًا على إنشاء شارع الرشيد الأثري

شارع الرشيد الأثري
بغداد ـ نجلاء الطائي

نظمت أمانة بغداد، الجمعة، احتفالا ضخمًا بمناسبة مرور 100 عامًا على إنشاء شارع الرشيد، أحد أعرق وأقدم شوارع العاصمة، الذي يمتد من ساحة الميدان في منطقة الباب المعظّم وصولًا إلى شارع أبي نؤاس من أسفل جسر الجمهوري في فعالية وصفت بنقطة انطلاق لإعادة الحياة إلى المنطقة، في حضور عدد من الفنانين والمسؤولين في ساحة معروف الرصافي.

ويرى بغداديون أن الشارع الذي يعدّ أحد صروح العاصمة قد تداعى بسبب الإهمال وغياب التأهيل والصيانة إضافة إلى غياب الرقابة الحقيقية على أرض الواقع التي نتج عنها تغيير ملامح ومعالم الشارع الفولكلورية وتحوله إلى شارع تجاري يعجّ بالفوضى بعد أن جرّد من مقاهيه وصالاته وسينماته والمؤسسات والصالونات والمجالس الأدبية والفنية التي كان يشتهر بها، محملين أمانة بغداد مسؤولية إهماله وعدم تنفيذ أي من الخطط العمرانية التي أعلن عنها بعد 2003، مشيرين إلى أن "الإهمال واضح للعيان وليس بحاجة إلى فراسة لاكتشاف ذلك اذ بمجرد المرور بالشارع يمكن ملاحظة تغير ملامحه وغلق جميع السينمات والمقاهي والمكتبات والصالونات الأدبية والثقافية فيه إضافة إلى غلق الأسواق المركزية وتحول المحال في الشارع إلى محال تجارية تسوق زيوت المحركات ومكائن المحركات الثقيلة وأدوات السلامة العامة والمطافئ والإشارات المرورية وصولا إلى التجهيزات الرياضية، أما الجانب الآخر من الإهمال يتمثل بالشارع نفسه من حيث الكساء وكثرة الحفر والمطبات وقدم التبليط فيه فضلا عن عدم طلاء الكتل الخرسانية التي تستند اليها مبان الشارع تلك الكتل الدائرية التي تشكل علامة من علاماته حيث فقدت بريقها ولونها ، وكذلك حال رصيف جانبي الشارع المهملين، مبان الشارع الفولكلورية المشيدة على الطراز القديم التي يفترض الاعتزاز بها بكونها إرثًا حضارياً يمثل تاريخ حقبة زمنية معينة قد تهالكت وأصبحت آيلة للسقوط كما هجر رواد الشارع ملاذاهم بعد أن تغيرت ملامحها ولم يعد هناك سوى بضع مقاه يحاول القائمون عليها الصمود أطول مدة ممكنة لكن يبدو أن التحديات وقلة الرواد وبالتالي صعوبة تدبير تكاليف الإيجار والمعيشة ستضطرهم إلى الاستسلام ما لم تبادر الجهات المعنية بمساعدتهم لإعادة ما يمكن إعادته من هوية الشارع التي استبدلها الزمن".

واكد مجلس محافظة بغداد تراجع الواقع التخطيطي العمراني للعاصمة وتفاقم التجاوزات من دون رقابة، وأوضح عضو المجلس محمد الربيعي ان "العاصمة تشهد تراجعا مستمرا في جميع مقومات التطور ولاسيما في التخطيط العمراني فضلا عن تفاقم التجاوزات في البناء والإنشاء في ظل غياب الرقابة، شارع الرشيد كان قد حظي بلجنة تسمى لجنة الذوق العام لكن هذه اللجنة لم تكمل مشوارها وتم إيقاف العمل بها لأمور متعلقة بالأموال فضلا عن عدم وجود استراتيجية لتشييد المباني الحديثة"، مبيّنًا أنه "على الأمانة أن تعمل على جلب مستثمرين ومختصين في الهندسة الحديثة للعمل على تشييد وتطوير الشارع وغيره من المعالم التاريخية للعاصمة".

ويعود تاريخ افتتاح الشارع  إلى 23  تموز 1916  وهو يوم إعلان الدستور وكان على مرحلتين الأولى من الباب المعظم حتى منطقة سيد سلطان على وسمي جادة خليل باشا ثم المرحلة الثانية التكميلية وتصل إلى أبو نواس وكان عباره عن سوق مسقف لغاية جامع سيد سلطان علي ومرصوف بالطابوق وقد بلطه الإنكليز بالأسفلت وسيروا فيه السيارات لأول مرة واطلقوا عليه اسم الشارع الجديد وفي عام 1921 وبعد تنصيب فيصل الأول ملكا على العراق بدلت تسمية الشارع إلى الرشيد نسبة إلى خليفة بني العباس هارون الرشيد.

وتذكر التقارير أن "الشارع هو أول شارع تم تعبيده في العراق وبدأ كمركز تجاري وثقافي وترفيهي وكانت أمانة العاصمة قبل اكثر من نصف قرن تغسله بخراطيم المياه والمنظفات مساء كل يوم بعد أن يخلو من السيارات والسابلة"، ويمتاز الشارع برواق مخصص للمشاة يحميهم من المطر وأشعة الشمس هذا الرواق الذي تحول إلى بسطات وباعة متجولين واصبح مباحا لتجاوزات أصحاب المحال جراء تراكم الفساد وسوء المتابعة والتدبير والإهمال الحكومي، وتضيف التقارير أنه "في أربعينيات القرن الماضي وما بعده ظهرت تصاميم جديدة لمعماريين عراقيين من الرواد أعطوا ملامح حداثة معاصرة لهذا الشارع منهم جعفر علاوي ورفعت الجادرجي ومحمد مكية وأخرين".

إنَّ أساس تصميم الشارع ذي طابقين معمد برواق الذي صار قانوناً له، وكل مبنى جديد يصمم باستمرارية الشارع. أما المباني المختلفة فتشيد بالرجوع إلى الخلف وهذا ما نراه في مبنى "مصرف الرافدين والبنك المركزي" حيث اتسمت هذه الأبنية المتعددة الطوابق بملامح وارتفاعات جديدة ثم أعقبتها تجارب أخرى في الاتجاه الآخر للشارع مثل تجربة رفعت الجادرجي في مبنى مركز اتصالات الرشيد الذي يعدّ من الأبنية المتميزة التي أعيد أعمارها بعد 2003.

وذكر المتحدث باسم أمانة بغداد حكيم عبد الزهرة، أن "شارع الرشيد من أبرز معالم بغداد وقد ظلم كثيرا بسبب الأحداث الأمنية التي عصفت بالعاصمة، تستعد الأمانة للتعاقد مع شركة عمرانية لغرض وضع بعض اللمسات الجالية للشارع وتأهيل بعض الأبنية فيه"، مضيفًا  أن "الأمانة وفي وقتٍ سابق تعاقدت مع شركات إنشائية وعمرانية وتمكنت من إنجاز 35  بالمئة من تأهيل المنطقة المحاذية لنهر دجلة ومنها شارع الرشيد"، ومشيرًا إلى أن "المشروع تعرض لضغوط كثيرة وفشل الاستمرار بالعمل، بعض البنايات في الشارع هي مملوكة لأشخاص عراقيين, وسيتم العمل على إجراء إداري للتعاون بيننا وبين المالكين".

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمانة بغداد تنظّم احتفالًا بمناسبة مرور 100 عامًا على إنشاء شارع الرشيد الأثري أمانة بغداد تنظّم احتفالًا بمناسبة مرور 100 عامًا على إنشاء شارع الرشيد الأثري



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon