إطلاق سراح رسامة كاريكاتير  إيرانية ترسم  الحكومة بهيئة حيوانات
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

أكدت أنها تفضل السجن عن الخضوع للنظام

إطلاق سراح رسامة كاريكاتير إيرانية ترسم الحكومة بهيئة حيوانات

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - إطلاق سراح رسامة كاريكاتير  إيرانية ترسم  الحكومة بهيئة حيوانات

الفنانة أتينا فراغادني
طهران - مهدي موسوي

"أفضل الذهاب للسجن عن الخضوع للنظام" بهذه الكلمات الجريئة عبرت رسامة الكاريكاتير الإيرانية الجريئة أتينا فراغادني "29 عامًا" والتي تعد الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة من المبدعين الشجعان الذين أثبتوا أن القهر الوحشي لا يمكن أن يقمع الاحتجاج السياسي من خلال الفن.
 وأطلق سراح أتينا من سجن إيفين الإيراني قبل حفنة من الأسابيع بعد نشر رسم كاريكاتيري على الفيسبوك، حيث جسد الرسم المسؤولين الحكوميين في صورة حيوانات المزرعة على مواقع التواصل الاجتماعي عام 2014 ما أدى إلى الحكم عليها بالسجن لمدة أكثر من 12 عامًا، وأثناء محنتها تعرضت للضرب والتفتيش حتى أضربت عن الطعام رغم صغر سنها وأصيبت بنوبة قلبية، وبقيت أتينا فنانة حتى تحت الضغط حيث استغلت الأكواب الورقية في السجن للرسم عليها، وعندما أدرك حراس السجن ما تفعله توقفوا عن تقديم الأكواب الورقية لها، وعندما وجدت بعض منهم في المرحاض قامت بتهريبهم إلى زنزانتها لمواصلة الرسم، إلا أنه تم العثور عليهم وتعرضت أتينا للضرب المبرح عندما رفضت التجرد من أجل تفتيش جسدي كامل وفقًا لمنظمة العفو الدولية.
وتعد أتينا فرغادني إمرأة غير عادية حيث عملت على تعزيز حقوق الإنسان والمرأة في مجتمع قمعي لديه سجل حافل من الانتهاكات، حيث يحكم النظام بالسجن على النشطاء والفنانين والصحافيين والمدونين سواءًا كانوا إيرانيين أو أجانب، وبعد إطلاق سراحها يبدو أن أتينا لا نية لديها لمغادرة إيران وأنها مُصرة على مواصلة أعمالها الفنية، ولم تكتفي أتينا بلفت أنظار النظام من خلال رسوماتها الرائعة لكنها جذبت أعين العالم بأسره وخصوصًا زملائها من رسامي الكاريكاتير في صحيفة واشنطن بوست مثل مايكل كافنا ممن تسلحوا بأقلامهم الرصاص للرسم من أجل أتينا باستخدام الهاشتاج  #Draw4Atena، فضلًا عن مئات الأعمال الفنية التي نشرت على الأنترنت مطالبة بإطلاق سراحها مع تسليط الضوء على محنة سجناء الرأى الأخرين.
ووصف الرسام غافين أونغ الذي دافع عن قضية أتينا من خلال سلسلة من الأعمال الفنية عن سبب حماسه لقضيتها موضحًا أن أتينا تشبهه، حيث أنها ترسم من منزلها وتنشر رسمها على الانترنت، والتفكير في أن شخصًا ما يُسجن من أجل عمل يفعله يوميًا أمر صادم، مضيفًا أنها رسامة هاوية ولم تعمل لدى صحيفة أو موقع إلكتروني معروفة أو مدونة ، لقد نشرت رسم كاريكاتيري واحد على الفيسبوك، وينشر الناس كل ثانية بعض الانتقادات اللاذعة على الفيسبوك دون أي نتيجة، إنه أمر مثير للسخرية في مدى قصور اتهامها، حقيقة أنها واجهت 12 عامًا من السجن وتعرضت للضرب وتعرضت لأزمة قلبية أثناء وجودها في السجن أمر بشع".
وكان أول عمل فني تسبب في سجن أتينا هو الاحتجاج على خطط الحكومة الإيرانية لتقييد وصول المرأة إلى وسائل منع الحمل وتحريم التظهير الطوعي، حيث جسد عملها الفني مسؤوليين إيرانيين كما الماعز والقردة، واعتقلت في أغسطس/ أب 2014 وقضت 3 أشهر في سجن إيفين في طهران ومنها أسبوعين في الحبس الانفرادي، وكتبت أتينا بعد إطلاق سراحها رسائل احتجاج إلى أية الله خامنئي المرشد الأعلى وحسن روحاني رئيس الجمهورية ورئيس مصلحة السجون زاعمة أنها تعرضت للضرب والتفتيش وسوء المعاملة لفظيًا، وعندما لم تتلق أي رد فعل نشرت أتينا على الأنترنت فيديو يصف تجربتها في سجن إيفين في تصرف شجاع لكنه قوبل بإعادة اعتقالها مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني 2015 والحكم عليها في يونيو/ حزيزان بواسطة القاضي المتشدد أبو القاسم سلفاتي بالتواطؤ ضد الأمن القومي ونشر دعاية ضد النظام وإهانة أفراد البرلمان من خلال أعمالها الفنية.
ولم يكن الحكم بالسجن لمدة 12 عامًا و9 أشهر كافية بالنسبة للفنانة الشابة حيث اتهمت بالفحشاء أيضًا بعد مصافحتها لمحاميها عندما زارها في السجن وواجهت عقوبة أطول بالسجن، إلا أن العريضة التي نظمتها منظمة العفو الدولية والتي جمعت 33 ألف توقيعًا والحملة المستمرة بواسطة رسامي الكاريكاتير في جميع أنحاء العالم والمنظمة من قبل الشبكة الدولية  لحقوق رسامي الكاريكاتير"CRNI " سلطت الضوء دوليًا على محنتها، وفي مايو/ أيار نجح استئناف من قبل محاميها محمد مغيمي في تقليل الحكم إلى 18 شهرًا وهي المدة التي قضتها بالفعل في السجن، وتم تبرئتها من تهمة مكافحة النشاط الثوري وتقويض الأمن القومي، وتم تعليق عقوبتها لإهانة المرشد الأعلي أية الله خامنئي لمدة 3 سنوات، وفي الأسبوع الماضي بعد إطلاق سراحها نشرت أتينا رسم كاريكاتيري لرئيسة جامعة الزهراء ،  وتم القبض عليها، ورئيسة الجامعة هي إنسيه خزعلي ابنه أية الله خزعلي السياسي المتشدد الذي توفى عام 2015، وجسد الرسم إنسيه وهي مكبلة بالسلاسل على مقعدها وتحمل وجه الراحل أية الله.
وأوضحت أتينا في حديثها ل" CRNI "أنها سعيدة لإطلاق سراحها وأعربت عن تقديرها لرسامي الكاريكاتيركافة  الذين سلطوا الضوء على محنتها وأنها ترغب في البقاء في إيران لمواصلة عملها كفنانة، وأضافت منظمة العفو الدولية "  أن إطلاق سراح أتينا خبر رائع ولكن ينبغي عدم سجنها من البداية لأنها لم ترتكب أية جريمة، لقد كانت سجينة رأي وسجنت بسبب التعبير عن رأيها سلميًا".
 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إطلاق سراح رسامة كاريكاتير  إيرانية ترسم  الحكومة بهيئة حيوانات إطلاق سراح رسامة كاريكاتير  إيرانية ترسم  الحكومة بهيئة حيوانات



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon