حرب الشيطان احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق
آخر تحديث GMT16:32:43
 لبنان اليوم -

أشبه بـ "رمي الجمرات" في الحج وتصاحبه موسيقي "الوازا" و"الدلوكة"

"حرب الشيطان" احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "حرب الشيطان" احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق

احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية
الخرطوم – محمد إبراهيم

تدشّن بعض القبائل المحلّية في السودان، احتفالًا سنويًا، قبيل الشروع في حصاد المحاصيل الزراعية في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، يعرف باسم "جدع النار لمحاربة الشيطان وحرقه بالنار"، ويستمر العيد 3 أيام تجتمع فيها كل قبائل "الإنقسنا" والقبائل الأخرى في المنطقة كل بموروثاته وعاداته وتقاليده وموسيقاه المحلية التي تعبر عنه في الحفل الذي يشبه تمامًا رمي الجمرات في موسم الحج في بعض تفاصيله ولكن المفارقة أن العيد يبدأ بموسيقى محلية بحته بأنغام "الوازا" و"الدلوكة" إيذاناً ببداية الموسم و"رجم شيطان الجوع".

وتتوافد القبائل في اليوم الأول إلى  الساحة العريضة التي تعرف بـ "الدارة" ومن ثم تتقاطر الحشود العفوية إلى ساحة "أعياد الحصاد"، ورغم شمس نوفمبر/تشرين الثاني الحارقة، إلا أن المحتفلين اختاروا وقت الظهيرة لبداية مهرجان الحصاد باعتباره تمرين مناسب جداً فالاحتفال يعني ضربة البداية للموسم وهي الفترة التي يتعرضون فيها لأطول مده تحت الشمس.

وأوضح الباحث في تراث منطقة النيل الأزرق موسى نورين، أن "المغزى للاحتفال في شمس الظهيرة ليس احتفالا فقط وإنما استعدادًا إلى عمل مضني لحصاد وفير وسدل لستار الموسم بعد مجهود استمر لشهور ليست باليسيرة بدأت منذ تباشير الخريف "الرشاش" حيث ضربة البداية لتهيئة وفلاحة الأرض البكر لاستقبال رمي البذور ومن ثم مرحلة النظافة "الكديب" إلى أن تعانق سنابل الذرة والدخن والسمسم أيادي الزراع وقبل حصادها يحتفلون لثلاثة أيام بأعياد الحصاد المعروفة وسط القبائل المحلية بـ "جدع النار" ومن ثم يكتبون وثيقة توقع عليها كل القبائل بواسطة المشايخ والسلاطين والعمد ورجالات الإدارة الأهلية يتم تسليمها إلى حاكم الولاية في موروث قديم درج عليه أهل المنطقة منذ الأجداد".

ويبدأ الكرنفال بطابور عرض للفرق المشاركة والتي تمثل كل القبائل، فتتعالى أصوات موسيقي "الوازا" المحلية تتقدم الجموع في طواف يسود ساحة الاحتفال تصاحبه الأغاني باللهجات المحلية من الفرق الشعبية التي تقدم رقصات تراثية من المنطقة ومن ثم تسلم معاهدة القبائل إلى حاكم الولاية.

وأوضح نورين أن "عيد "جدع النار" يرجع إلى اعتقاد راسخ لأهل المنطقة من زمن بعيد  سبق دخول المسيحية والإسلام في الخرطوم، يدل على تدين أهلنا بطريقتهم البسيطة لعبادة الله خالق الكون لأن في اعتقادهم أن الشيطان الملعون يجلب الشر ويرتبط بالأشياء السيئة والتي من ضمنها الفقر والجوع، وفي اعتقادهم أيضاً أن الشيطان يخاف من النار، فعاليات "رمي الجمرات" تتم في المساء  حيث يتم رسم دائرة كبيرة جداً على الأرض ومن ثم تٌشعل على مقربة منها نار ضخمة  تجمع حولها كمية كبيرة من الحطب فيأتي  الشخص المحتفل ليحمل أحد "الأعواد" ويشعله في النار ومن ثم يرميه وسط الدائرة الكبيرة التي رسمت على الأرض ومن ثم يتبارى الجميع في رمي الأعواد المُشتعلة حتى أخر الليل لحرق الشيطان حتى يهرب من المكان.

وكشف نورين أن احتفال "حرب الشياطين" خصص له أهالي المنطقة وقت معين وفي تصورهم ان الإنسان لا يقاتل وهو جائع ولذلك ينتظروا وقت الحصاد  ليحرقوا الشياطين بنيرانهم حتى يهرب من منطقتهم وتخلو من المشاكل التي يُسببها، مشيرًا إلى أن الحرب مع الشيطان تقليد درج أهل المنطقة في عيد "جدع النار" وأن البعض قد ينظر إلى أهل المنطقة في هذا التقليد بغرابه، وداعيًا الجميع إلى احترام ثقافات الغير واعتقاداتهم وتقاليدهم مادامت لا تضر بالآخرين.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب الشيطان احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق حرب الشيطان احتفال مميّز لقبائل السودان المحلّية في ولاية النيل الأزرق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon