تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

 ظهر في بلاد ما بين النهرين منذ 4500 سنة قبل الميلاد

تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف
بغداد – نجلاء الطائي

أكّد الخزّاف العراقي تمار فهمي، أنّ فن الخزف في العراق واحد من الفنون التشكيلية الجميلة والمهمة، خاصة أنه يجمع بين مختلف الفنون التشكيلية، ويعد الخزف أصعب أنواعها.

وأوضح أن فن الخزف ظهر في بلاد ما بين النهرين في العصور ما قبل التاريخ، إذ زينت جدران المعابد بأوتاد صغيرة من الفخار المزجج الذي استخدم في تغليف جدران المقابر أيضًا والقصور في مدينة الوركاء الواقعة جنوب العراق في محافظة الناصرية، وهي من المدن التاريخية العريقة لما لها من إرث عظيم.

وكانت هذه المدينة، من أوائل المدن في العالم استخدمت هذا الفن منذ 4500 ق.م أي قبل التاريخ ومرورًا بعصر فجر السلالات كالعصر الأكدي والسومري والبابلي القديم والحديث. كما اكتشف في هذه المدينة، الكتابة قبل 3500 سنة ق.م .

تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

وكانت بصمات الفنان يحيى الواسطي والزخارف المعمارية التي تزين القباب والمنائر والأطواق والدواوين من أبرز العناصر التي أبدعتها بغداد, فقد كان لقسم السيراميك أهمية كبيرة ليعبر عن جمالية الحضارة والفن العراقي القديم والحديث من خلال المزج ما بين الماضي والحاضر.

وكشف الفنان الموهوب تيمار فهمي، عن طريقة عمله وكيف جاءت موهبته هذه قائلًا " إن فن الخزف يمثل الفن العراقي الأصيل القديم مع إضفاء الطابع الحديث، وبالتالي خلق قطع خزفية فنية وبجمالية متناهية, أعمالنا تقدم على شكل هدايا للسفراء والبعثات الدبلوماسية والضيوف الوافدين من العرب والأجانب لنعكس الحضارة العراقية السومرية والأكدية والبابلية والأشورية.

وأضاف فهمي، أن "أغلب أعمالهم ترتكز على التاريخ وبشكل فني متقن، مبينًا أن الخط العربي يحمل جمالية خاصة فنبذل ما بوسعنا في رسم هذا الخط وتوظيفه وإبرازه على البازات وبقية الأشكال الخزفية، وهذا الأسلوب كان موجودًا عن طريق الطبع فقط, أنا وشقيقتي تمارة وهي معي في هذا القسم وبإرشادات والدي الفنان التشكيلي المعروف (فهمي عمر) فأسلوبنا هو الحفر والنقش لهذه الحروف والكتابات المسمارية على القطع ولهذا ترينها بهذا الجمال ونحافظ على خصوصيتنا في هذا العمل.

وأجاب بشأن استخدام البورك بدل الطين في اعماله، قائلًا إن "مادة الطين أقرب إلى عملنا، لكن البورك يستخدم القوالب وبالأخص الأشكال الكروية وأيضا كقالب لكثير من البصمات التي تعبر عن تراث بلدنا المأخوذ من الآثار والحضارة السومرية والبابلية بأشكالها الصورية أيام بدء الخليقة.

تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث

وأشار تيمار فهمي، إلى مراحل عمل الخزف باستعمال الطين " الذي يمر بعدة مراحل بدءًا تتم تنقيته من الشوائب وتضاف إليه مواد خاصة تجعله أكثر ليونة وتماسكًا بحيث يتحمل درجة حرارة الفرن (960) ° م أثناء الفخار. وتأتي بعدها عملية عجن الطين وعادة ما نستخدمه باليد، وذلك لعدم توفر أجهزة خاصة لهذا الغرض وهي تسهل لنا العملية برمتها واختصارًا للزمن، ولكن ماذا عسانا أن نفعل فهذه الإمكانيات المتوفرة لدينا، لافتًا إلى أن هذه العملية هي من الطرق اليدوية ويأتي بعدها النموذج المراد وبعدها يأخذ الشكل المطلوب.

وتابع فهمي، طريقة عمل الخزف لنصل إلى مرحلة  كتابة الرموز والحروف أو الحفر، ويترك حتى يجف من الماء الزائد ويتم إدخال الأعمال إلى الفرن ولمدة من (7-9) ساعات وما بين درجة حرارة ( 700-1000) ° م، وبهذا يكون الشكل المطلوب صلبًا وجاهزًا، وتسمى هذه المرحلة " البسكت "، وبعدها يطلى بأساس عن طريق الرش بجهاز " الكومبريس"، ثم يُضاف إليها أوكسيد وهي عبارة عن معادن زنك الحديد, ويتم تحضيرها كيميائيًا لاستخراج اللون النهائي وبعد الانتهاء من عملية التلوين يتم إدخالها إلى الفرن مرة ثانية لغرض "التزجيج" وبنفس الدرجة .

وأبرز الخزاف فهمي، المعوقات التي تصادف أعمالهم، منها عدم امتلاك أي وسيلة من الإنتاج من أفران وورشة إنتاج لتصفية الطين، وهذا من أساسيات عمل الخزف وافتقارنا إلى لوازم الإنتاج لاختصار الوقت, ولكن نأمل أن القادم أفضل.

ولفتت شقيقته تمارة التي لديها نفس الموهبة بطموحها، إلى اطلاع العالم العربي والعالمي على مواهبنا وإبراز نتاجاتنا الفنية المعبرة والمستوحاة من إرث تاريخنا العريق لما يحمله من أصالة وعراقة، ولا بد من التوسع في عملنا من خلال رفد الخبرات العلمية والأكاديمية من أساتذة وخبراء لمواكبة التطور.

وطالبت تمارة، الحكومة بإقامة دورات حسب الاختصاصات الشبابية التي تشمل التطريز والخياطة و النحت والخزف والإكسسوار وفن الماكير, مبينًا أن هذه الدورات يجب أن تطبق داخل وخارج العراق، بغية الإطلاع على آخر التقنيات الموجودة لديهم ونتهيأ لإقامة معرض شخصي أنا وأخي تيمار ويضم عددًا من الأعمال الخزفية واللوحات التشكيلية, وهذا المعرض ليس تجاريًا بقدر ما هو فني ومعنوي لإبراز إمكانيتنا وقدراتنا الحقيقية وأيضًا هو امتداد لمسيرة والدي العزيز الفنان (فهمي عمر) الذي لا ننسى جهوده معنا ولونه الخاص في فن التشكيل.

وشددت بالقول، "في العراق تطبق مقولة "الحاجة أم الاختراع"، وفي العراق لا ينبض الفكر والحاجة إلا لإرواء الروح بالفن في شتى تخصصاته، ولهذا يظل الفن يبحث عن البدائل المنتجة المحققة للنوعية في المنتج الفني العراقي.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث تمار فهمي يكشف عن جماليات فن الخزف العراقي القديم والحديث



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon