حضرات الراتب القرآني الرمضاني خصوصية انفردت بها منطقة تهامة اليمنية
آخر تحديث GMT08:28:17
 لبنان اليوم -

طقوس واحتفالات دينية وعادات مميّزة في استقبال الشهر

حضرات "الراتب القرآني الرمضاني" خصوصية انفردت بها منطقة تهامة اليمنية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - حضرات "الراتب القرآني الرمضاني" خصوصية انفردت بها منطقة تهامة اليمنية

حضرات "الراتب القرآني الرمضاني" في اليمن
عدن ـ عبدالغني يحيى

ينفرد شهر رمضان في منطقة تهامة على الساحل الغربي لليمن، بطعم خاص يتجلّى في استعداد الناس لاستقباله بما يليق من طقوس وعادات دينية وحفاوة وتكريم، فما إن يهل الشهر حتّى تتبدّل أحوال أهل المدينة، وتبدأ الاحتفالات بحلول شهر الصوم قبل يومين من إطلالته، ويتفّنن أئمة المساجد ومؤذنوها بترديد الأناشيد والأدعية من المآذن والأربطة الصوفية، مردّدين القصائد والأناشيد التّي ترحب بالمناسبة. ومن النصوص المعروفة في هذا المجال: "يا جزيل العطا مالنا غير بابك، قبل كشف الغطا نجّنا من عذابك، بتبارك وعمّ وماتلي في كتابك، جدلنا يا كريم يا الله بحسن الختام"، كما تنهمك النساء في تنظيف المنازل وتزيينها وغسل الفرش وتغييرها، خاصة في المدن وجوارها مثل زبيد التابعة لمحافظة الحديدة، وقد كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، وهي المعقل الأول للعلم والعلماء في اليمن عبر التاريخ الإسلامي، كما يقول عدد من الباحثين والمؤرخين. وتتعدّد فنون الاحتفال التهامي في رمضان الذّي يشمل الأكل والشرب والزيارات والإكثار من الصلاة والقيام والتهجد والاعتكافات، بالإضافة إلى عادة "الراتب القرآني الرمضاني" التّي يتشارك فيها الناس في حلقات جماعية خاصة لتلاوة القرآن، وهي أبرز العادات وأكثرها خصوصية وعراقة وتميّزًا.

ويذكر الباحث الأنتروبولوجي علوان الجيلاني عن خصائص الطقوس التّي تلازم شهر رمضان في مناطق تهامة اليمن، لـ"الحياة" قائلًا: "تشهد مئات بل آلاف المنازل والمبارز (أماكن يلتقي فيها الناس وهي غير البيوت) حضرات الراتب القرآني التّي تقام كل ليلة في مدن تهامة وقراها ويشارك فيها القرّاء والحفاظ ويحضرها العلماء والفقهاء والأدباء والوجهاء وعامة الناس، منازل ومبارز راتبها كل ليلة عشرة أجزاء وأخرى خمسة أجزاء، وغيرها ثلاثة أجزاء، وتتخلّل القراءات تأمّلات وتفسيرات، إلى جانب تهليل جماعي مهيب، وتنتهي كل ليلة بدعاء ختم مختصر، يعقبه خروج الناس إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح عند العاشرة ليلاً، فيما يتم تخصيص ليالي الوتر من العشر الأواخر لحفلات ختم القرآن حيث تذبح الذبائح ويقرأ دعاء أبي حربة وهو أشهر أدعية ختم القرآن، ومعه خطبة لابن الجوزي، وتُنشد قصائد للبرعي وجابر رزق، وتعمّ روائح البخور تعبق والتهليلات في كل مكان"، مشيرًا إلى أنّ "تاريخ الراتب القرآني الرمضاني في تهامة يعود إلى قرون بعيدة، فقد حفلت كتب التاريخ بذكر طقوسه، ويذكر المؤرخون بكثافة عناية سلاطين الدولة الرسولية (626 – 858 هـ/ 1229 – 1454 م) بالراتب القرآني، وكان الراتب الذي يُقرأ في الدار السلطاني غرب زبيد ثلاثًا وعشرين ختمة كل ليلة وكانوا يغدقون العطايا خلالها على العلماء والصلحاء والأدباء وعامة الناس"، لافتًا إلى دور أربطة العلم وزواياه في تكريس طقوس الراتب القرآني، مؤكّدًا بأنّ زاوية الجبرتي في القرن الثامن الهجري كانت تتحوّل إلى تلاوة لا تنقطع، حيث كانت مجالسه في "رمضان عظيمة يجتمع لها جموع كثيرة من الفقراء وغيرهم، عليها جلالة وهيبة ونور، وللقلوب فيها أنس وحضور، ويُقرأ في المجلس منها كل ليلة بنيّف وعشرين ختمة على الشموع الكبيرة المصفوفة على الدانات والناس حولها، ثم يقومون إلى صلاة العشاء والتراويح، ويحضر أحسن أهل البلد صوتًا وقراءة ويأخذ كلّ منهم حصة التشفيع، ثم بعد صلاة التراويح يقرأون سورة "يس"، ثم يقومون إلى صلاة الوتر، ثم يجتمعون بعد الوتر على قراءة "يس"، ويحصل في غالب الأمر سماع شيء من مدح النبي صلى الله عليه وسلم".

وتتميّز تهامة أيضًا بإحياء الليلة اليوسفية في رمضان، وهي الليلة التّي يبلغ فيها إمام التراويح "سورة يس"، وفي هذه الليلة يزور كل خاطب خطيبته ويقدّم لها زهور الفل والكادي مع حلوى الشراب و"المسمن" و"الزعافير" في جوّ احتفالي بهيج يشمل كل البيوت.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حضرات الراتب القرآني الرمضاني خصوصية انفردت بها منطقة تهامة اليمنية حضرات الراتب القرآني الرمضاني خصوصية انفردت بها منطقة تهامة اليمنية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon