لوحات تسكنها البهجة في معرض الإسكندرية وعيد الحب في مصر
آخر تحديث GMT20:37:48
 لبنان اليوم -

لوحات تسكنها البهجة في معرض "الإسكندرية وعيد الحب" في مصر

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - لوحات تسكنها البهجة في معرض "الإسكندرية وعيد الحب" في مصر

لوحات عيد الحب
القاهرة ـ لبنان اليوم

للرومانسية سحر خاص يتجذر في عوالم الفكر والأدب والفن. وفي معرضه «إسكندرية وعيد الحب» المقام بقاعة «الزمالك للفن» بالقاهرة حتى 3 مارس (آذار) المقبل، يقدم التشكيلي المصري عادل مصطفى تجربة فنية جديدة تضم نحو 32 لوحة، تتسع لرؤية متشعبة وثرية تجاه الرومانسية، تنطوي على لحظات استثنائية من الحب الممتزج بالشجن والمرح والدهشة في آن واحد.

في أعماله يحلق الفنان في سماء مدينته الساحلية الأثيرة ويتنقل بين ربوعها فيقدم لنا مشاهد مغلفة بأجواء شاعرية تستمد خصوصيتها من «الإسكندرية... مدينة الحكمة والبهجة والخلود» فنلتقي بمبانيها وتماثيلها ومعالمها العريقة والبحر بألوانه الزرقاء النقية والسماء بامتدادها ونقائها، والعاشقين والباعة والمراكب والشماسي، لنكتشف أنّه يقدم في معرضه الذي يأتي تزامناً مع «عيد الحب» مفهوماً فضفاضاً للرومانسية يمتد ليحتضن مشاعر الحميمية والألفة والحنين، يقول عادل مصطفى لـ«الشرق الأوسط»: «حين انتهيت من رسم اللوحات وجدت أنّنا على مشارف عيد الحب، فقررت الإشارة إليه في عنوان المعرض بشكل مباشر، ليس لسبب دعائي، إنّما لطغيان المشاعر المتدفقة على الأعمال».

تحمل اللوحات أحلاماً وردية تشكيلية، ممزوجة ببعض رموز الأمل المستوحاة من الإرث الإنساني، فتأخذ المتلقي بعيداً عن شواطئ الخوف والقلق إلى بحور ملؤها الحب والفرحة والتفاؤل: «للفنان دور في التخفيف من معاناة الإنسان في مثل هذه الأيام العصيبة التي نعيشها جميعاً بسبب الجائحة، فإذا لم يأت الفن الآن حاملاً مشاعر الأمل في الحياة فمتى يفعل ذلك؟».

إلى هذا تتسع اللغة التشكيلية للفنان ليبدع بها مساحات إنسانية رحبة تتكئ على مشاعر أبطال حكاياه وأحلامهم، فاحتفاؤه الشديد بالمكان يأتي مقروناً بالشخوص، انطلاقاً من أنّ الأمكنة لا تستمد حميميتها وخصوصيتها إلا من خلال شخص أو شخوص يمنحونها هذا الإحساس، حتى يكاد يصبح المكان مرادفاً للشخص نفسه في بعض الأحيان، يقول: «بالطبع ارتبطت الرومانسية بوجود الناس، وعندما يُذكر اسم الإسكندرية أمام المصريين باختلاف فئاتهم تقفز إلى ذهنهم ذكرياتهم مع الأهل والأصدقاء، ولا يقل شغفاً عن ذلك حكايا حب المراهقين العابر أثناء المصايف، وقصص العشق والأمل والألم في ليالي الشتاء على شواطئها وفي أزقتها ومقاهيها الشهيرة المطلة على البحر، وهو ما حاولت تجسيده في لوحاتي، فمعايشة هذه المدينة الساحلية عملية تتجاوز الإدراك الواعي إلى اللاشعور».

لكن ما يثير الدهشة أنّ شخوصه تتخذ شكل الدُمي الخشبية الصغيرة الملونة، والمرسومة باليد والمأخوذة من التراث المصري، وتستطيع أن تجدها في أسواق مدن مختلفة في مصر منذ عشرات السنين مثل النوبة والأقصر وأسوان والإسكندرية ومنطقة خان الخليلي في القاهرة على وجه الخصوص، فنراهم وقد احتلوا مساحات كبيرة من لوحاته في مواقف مختلفة، يتبادلون الحديث الهامس والضحك والحب والمناجاة تحيط بهم هالة من الرضا والسعادة وكأنّ لسان حالهم يردد رائعة فيروز:

«رحنا إسكندرية رمانا الهوى... يا دنيا هنية وليالي رضية».، في حضور قوي لهم بدلاً من البشر في هيئتهم التقليدية، ويأتي ذلك ليستكمل مصطفى بهم بث البهجة والأجواء المرحة التي طالما ارتبطت بالمدينة الساحلية، إلى جانب حرصه على تحقيق الدهشة، وعن ذلك يقول: «فكرة العرائس الخشبية تأخذنا إلى فكرة الفانتازيا وهي حاضرة معي في معارض سابقة، لأنني أرى فيها وسيلة للوصول بالمتلقي إلى الدهشة، وإثارة العديد من التساؤلات داخله، فهو سيظل يبحث داخل اللوحة عن سبب وجود هذه الدُمى ومدى اتساقها مع الفكرة، ويتفحص ملامحها وتعبيرات وجوهها وهكذا ليزداد تفاعله مع أعمالي التي ترفض أن تقدم له حلولاً أيقونية».

تأثر عادل مصطفى المدرس في كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية بشغفه بالفوتوغرافيا، فهو وإن لم يقدم أعمالاً تنتمي لهذا الفن في المعرض، إلا أنّ لوحاته شديدة الواقعية التي تجسد تفاصيل ومشاهد من قلب الإسكندرية جعلتها تبدو في بعض الأحيان وكأنها تصوير فوتوغرافي، حتى يحقق أكبر قدر من التأثير على المشاهد، ويجعله يسترجع ذكرياته الدافئة في مدينته، فكأنّه يقف وجهاً لوجه أمام أمكنة حُفرت داخل وجدانه، مستعيداً أول مرة خفق قلبه فيها، أو لحظة دافئة لا تُنسى.

وفي لوحته المشهدية «الميناء الشرقي» يتجلى ما يرمي إليه الفنان بشأن مفهوم الغرائبية، فبينما تتراص المراكب على الشاطئ، ونستمتع بانعكاسات الشمس على البحر، وتبدو معالم المدينة في الخلفية، كأنّها صورة فوتوغرافية مُحملة بخصوصية ريشة الفنان، تبرز مفردات غريبة لكنّها ليست دخيلة في ظل براعة الفنان في توظيفها، ومن ذلك الدمُى الخشبية والزهور على سطح المراكب، وفي لوحة «طرح البحر» نشاهد الصدف بألوان مبهجة غير مألوفة بالنسبة لها مثل الوردي والتركواز،

بينما يثير اللون الفضي في لوحته «بحر الفضة» الإحساس بالانتعاش والحداثة في التناول تماشياً مع ما تشهده المدينة من تغيرات بفعل الزمن والتطوير، ويقول الفنان في سياق حديثه: «في هذا المعرض استخدمت ألواناً زاهية متعددة مثل الأزرق والبرتقالي والبنفسجي والأحمر والأصفر، إلى جانب الفضي، وابتعدت عن الرماديات والألوان الترابية، ولم يكن ذلك مجرد إبهار أو سكب للألوان، إنّما إبهاج للعين وإسعاد للنفس عبر بعث الإحساس بالجمال والعاطفة الجياشة كجزء من رسالتي تجاه المتلقي في عيد الحب».

قد يهمك ايضا:

منتجعات رومانسية في أوروبا للاحتفال بيوم الحب 2021

حفلات "عيد الحب" تتجاوز "أزمة الإلغاء" في مصر

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لوحات تسكنها البهجة في معرض الإسكندرية وعيد الحب في مصر لوحات تسكنها البهجة في معرض الإسكندرية وعيد الحب في مصر



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 16:44 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن تحييد "عنصرين" في "حزب الله" اللبناني
 لبنان اليوم - الجيش الإسرائيلي يعلن تحييد "عنصرين" في "حزب الله" اللبناني

GMT 17:29 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
 لبنان اليوم - إهمال صحة اللثة قد يُزيد خطر أمراض القلب والسكتات الدماغية
 لبنان اليوم - تسلا تواجه انتقادات بعد وفيات ناجمة عن أعطال أبواب السيارات

GMT 17:50 2025 الإثنين ,22 كانون الأول / ديسمبر

نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية
 لبنان اليوم - نانسي بيلوسي تعتبر خطاب ترمب دليلا على عدم أهليته العقلية

GMT 15:01 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

احذر التدخل في شؤون الآخرين

GMT 14:56 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

سندس القطان بإطلالات مقلمة ناعمة ورائعة على انستقرام

GMT 17:43 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

لاعب كونغولي يخطف الأنظار في مونديال اليد

GMT 01:35 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

وفاة 4 لاعبين ورئيس ناد بطريقة مأساوية في البرازيل

GMT 17:45 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إليسا تنشر مشاهد لجمال لبنان وتعلق"خلينا ما بقى نسكت"

GMT 02:55 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

7 حيل تجعل عطركِ يدوم طويلًا مهما كان نوعه

GMT 01:56 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النساء يحقّقن اختراقات في انتخابات الكونغرس الأميركي

GMT 15:26 2020 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

مقتل 3 أطفال وإصابة 4 بانفجار قارورة غاز في الهرمل

GMT 14:02 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

قصة جديدة لفئة اليافعين بعنوان "لغز في المدينة"

GMT 18:16 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

أناقة زين مالك بعد أنفصاله عن جيجي حديد

GMT 14:09 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

رائدة ناسا "كيت روبينز" تحصد الفجل المزروع في الفضاء
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon