فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره
آخر تحديث GMT08:38:28
 لبنان اليوم -

عانى من الاكتئاب ورسم 1500 لوحة فنية لم يبع منها سوى واحدة

فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره

الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ
واشنطن - العرب اليوم

يُصنّف الرسام الهولندي فنسنت فان غوخ (Vincent van Gogh) المولود يوم الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1853 بمنطقة زونديرت (Zundert)، كواحد من أبرز الرسامين على مر التاريخ، حيث يعتبر وجها ورمزا من رموز المدرسة الفنية ما بعد الانطباعية والتي ظهرت خلال القرن التاسع عشر كامتداد للانطباعية التي ضمت العديد من عباقرة الرسامين ككلود مونيه (Claude Monet) وبول سيزان (Paul Cézanne) وألفرد سيسلي (Alfred Sisley). 

منذ البداية عاش فنسنت فان غوخ الفشل، حيث انقطع عن الدراسة عام 1868 وهو في الخامسة عشرة من عمره قبل أن يحصل خلال العام التالي على وظيفة بإحدى المؤسسات المختصة في تجارة الأعمال الفنية في لاهاي عقب تدخل أحد أقربائه لصالحه. وبفضل هذه الوظيفة الأولى، تمكن من السفر لكل من باريس ولندن ليبدأ على إثر ذلك بمراسلة شقيقه ثيودروس المعروف بثيو (Theo van Gogh). 

لم تكن هذه الوظيفة الأولى ملائمة للرسام الهولندي الذي لم يبد أي اهتمام يذكر بها ليطرد من عمله بسبب ذلك مع حلول عام 1876. لاحقا، عمل فنسنت فان غوخ مدرس إنجليزية في إنجلترا قبل أن يعود لهولندا ليعمل فترة وجيزة موظفا بإحدى المكتبات. وعام 1878 أبدى اهتماما شديدا بالمسيحية، وبسبب ذلك انتقل للعمل كواعظ ديني بإحدى المناطق بجنوب بلجيكا قبل أن يطرد مجددا من قبل المنظمة الدينية التي موّلت مهمته. 

في السابعة والعشرين من عمره، قرر فان غوخ أن يبدأ حياته الفنية كرسام ليتنقل بين مدن عديدة لتعلم الرسم والبحث عن مصادر إلهام عقب حصوله على دعم مادي من شقيقه ثيو الذي عمل في مجال تجارة الأعمال الفنية، وفي عام 1886، التحق الرسام الهولندي بشقيقه بالعاصمة الفرنسية باريس ليلتقي هنالك بعدد من كبار الرسامين كإدغار ديغاس (Edgar Degas) وهنري دو تولوز-لوترك (Henri de Toulouse-Lautrec) وبول غوغان (Paul Gauguin). 

أقرا أيضًا: بدء فعاليات معرض الكتاب الدولي بدورته الـ50 في القاهرة

وخلال فترة تواجده في باريس، قدّم فنسنت فان غوخ العديد من اللوحات الفنية، وعانى الأخير من الفقر والجوع ونقص التغذية بسبب إنفاقه للمبالغ المالية التي كان يحصل عليها من شقيقه ثيو في دفع الكراء وشراء أدواء الرسم، وفي عام 1888، انتقل فان غوخ للعيش بالجنوب الفرنسي وقدم هناك أهم أعماله الفنية التي كانت عبارة عن سلسلة لوحاته حملت اسم دوار الشمس (Sunflowers). 

وسعى الرسام الهولندي لتكوين مجموعة من الرسامين بالمنطقة فما كان منه إلا أن استدعى صديقه الرسام بول غوغان ليكون رفيق سكنه وزميله في الأعمال الفنية. إلا أن العلاقة بين الرجلين تدهورت بعد فترة وجيزة، وخلال ليلة الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1888 غادر غوغان المنزل بعد خصام مع رفيقه الهولندي ليقدم فان كوخ عقب ذلك على قطع جزء من أذنه اليسرى باستخدام موسى الحلاقة. 

لم تكن هذه سوى أولى ملامح تدهور المدارك العقلية للرسام الهولندي الذي قضى فترات طويلة في التنقل بين المستشفيات والمصحات العقلية، حيث أشارت العديد من الأبحاث المعاصرة إلى إصابة فان غوخ باضطراب ثنائي القطب والاكتئاب، ولاحقا انتقل بناء على رغبة شقيقه نحو منطقة أوفير سور ويز (Auvers-sur-Oise) الفرنسية التي اعتاد الرسامون التحول إليها بحثا عن مصدر إلهام. 

وفي الأثناء، استقر فان غوخ قرب منزل الطبيب بول غاشيه (Paul Gachet) الذي عرف بقربه للأوساط الفنية، وفي يوم السابع والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1890، أقدم على إطلاق النار على نفسه فأصاب صدره في أحد الحقول القريبة قبل أن يعود مسرعا لغرفته. ولكن صراخه جلب انتباه الجميع الذين حلوا بالمكان وعجزوا عن إخراج الرصاصة من صدره ليفارق الرسام الهولندي الحياة بعد نحو 30 ساعة عن الحادثة. 

وخلال شهر يناير/كانون الثاني عام 1891، فارق ثيو شقيق فنسنت فان غوخ الحياة بسبب تبعات مرض الزهري لترث بذلك جوانا فان غوخ بونغر (Johanna van Gogh-Bonger) زوجة ثيو، أعمال فنسنت فان غوخ ورسائله لتبدأ تدريجيا بالترويج لها من خلال العديد من المعارض، كما أقدم فنسنت وليام فان غوخ (Vincent Willem van Gogh) ابن ثيو، على بعث مشروع متحف لعرض أعمال عمّه فنسنت فان غوخ الفنية بأمستردام. 

خلال فترة حياته، رسم فنسنت فان غوخ أكثر من 1500 لوحة فنية لم يبع منها سوى لوحة واحدة، وعرف الأخير فشلا ذريعا في الترويج لأعماله وعاش الفقر وعانى من اضطرابات نفسية، لكن بعد وفاته كسبت لوحات فان غوخ شهرة عالمية من خلال المعارض لتباع في المزادات العالمية بأسعار مرتفعة، حيث بيعت لوحة بورتريه الطبيب غاشيه التي رسمت عام 1890 عام 1990 بنحو 82,5 مليون دولار لتصنف كواحدة من أغلى اللوحات الفنية في العالم، بينما بلغت قيمة لوحته irises التي تعود لعام 1889 نحو 53.9 مليون دولار.

وقد يهمك أيضًا: 

لوحة "زهور دوار الشمس" للفنان الهولندي فان غوخ ممنوعة من السفر

عرض ضوئي بألوان فان غوخ يُدهش الزوّار في "شتاء طنطورة"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره فان غوخ الرسّام الذي عاش فقيرًا وبيعت لوحاته بالملايين بعد انتحاره



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 لبنان اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 00:37 2013 الخميس ,04 تموز / يوليو

مرسي ضيع اللحظة التاريخية

GMT 10:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

نبتون وأورانوس يمطران ماسًا والعلماء يكشفون السبب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon