أعمال الفرنسي أوليفيه كاردان تعرض  في القاهرة للمرة الأولى
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

ضمن معرض جماعي يستمر حتى 26 شباط بمشاركة 3 فنانين مصريين

أعمال الفرنسي أوليفيه كاردان تعرض في القاهرة للمرة الأولى

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أعمال الفرنسي أوليفيه كاردان تعرض  في القاهرة للمرة الأولى

الفنان المصري أحمد الجنايني
القاهره - لبنان اليوم

 حالة فنية تتلمس أفاق الإبداع الخالص تجسدها لوحات الفنان الفرنسي المخضرم أوليفيه كاردان، فما إن تقع عيناك على أحد أعماله ستتعرف عليها من أصالة إبداعه وتحليقه الجامح في فضاء اللوحة، عاكساً خيال الأطفال وأحلامهم ومخاوفهم.تعرض أعمال أوليفيه كاردان، لأول مرة، بمصر، في معرض جماعي يستمر حتى 26 فبراير (شباط) الحالي، بـ«أتيليه القاهرة»، بمشاركة الفنان المصري أحمد الجنايني، والفنان المصري الفرنسي عبد الرزاق عكاشة، والفنانة المصرية الدكتورة أميرة عبد الله.

بخطوط كنتورية تمزج السريالية والتجريدية، تروي لوحات أوليفيه كاردان حكايات أجساد مهمشة، وعيون بنظرات شاردة تترقب المجهول، تبحث عن بؤرة ضوء، يد تفتش في خبايا المستقبل.

بقوة الأضداد، تمثل شخوص وخطوط كاردان تمثلات ملهمة لصراعات إنسانية بسيطة نلمسها في حياتنا اليومية وصراعات على مستوى آخر ميتافيزيقي يحوم في خلفية اللوحة، ويقدم للمتلقي جرعات من المشاعر والأحاسيس التي تتملكه.

بدأ كاردان مسيرته الفنية، مستلهماً روح فان غوخ، ومع تطور مسيرته الفنية الممتدة منذ سبعينيات القرن الماضي، استطاع أن يخرج مكنونه الإبداعي بالمزج بين ما هو متخيل وما هو كامن في اللاوعي والذاكرة؛ ليحفر اسماً مميزاً في الفن التشكيلي الفرنسي بخروجه على قواعد المساحات والكتلة والفراغ، ثم تطويعه للغرائبية لتعبر عن مشاعر شخوصه بواقعية.

«أؤمن بقدرة الفن على السمو بالروح، بل والعلاج»، هكذا يقول الفنان الفرنسي أوليفيه كاردان، لـ«الشرق الأوسط»، «تأثرت تجربتي الفنية كثيراً بتجربتي مع أطفالي أثناء مرضهم، أؤمن بأن الفن قادر على ترويض الحياة والعنف، فالفن هو الذي يخلق حالة التوازن للإنسان داخلياً وخارجياً، والسبيل لاكتشاف البهجة والتناغم الروحي لتخطي كل العواصف التي تمزق الأرواح البشرية».

بالقلم الرصاص والفرشاة، يناوش كاردان فضاء اللوحة تارة بـ«لطشات» لونية، وأخرى بخطوط ورسوم رصاصية كمخطوطة فنية تتهيأ للخروج من رحم اللوحة.

بالنسبة لكارادن، فإن «الفن حالة مزاجية تجمع بين المتناقضات؛ الدموع والابتسامات، بين الغناء والصمت، كما أنه يجد في المرأة رمزاً لكائن خارق القوى يستطيع تحويل الآلام والحزن إلى دراما خلاقة، وتستطيع بطاقتها على الحب عبور المآسي».

يشير كاردان، في حديثه حول فلسفته الفنية في رسم الجسد، إلى أن «العنف حالة حيوانية تأخذ من إنسانية المرء، وتحوله لكائن لا إنساني تماماً، كما في الأساطير التاريخية، كل الأحداث والحوادث الصعبة التي مررت بها في حياتي حولتها إلى أساطير حداثية، فوراء كل لوحة قصة ووقائع مررت بها». أمام لوحة «الكابوس»، التي تمزج السيريالية بالتجريد، يقف كاردان متحدثاً عن تلك اللوحة بأنها حلم مر به أثناء علاج أبنائه، وتجسد حالة الصمت وصعوبات الكلام التي كانوا يعانون منها، وما بين التردد والقلق وحالة الشك.

يطوع أوليفيه كاردان ألوان «الإكريليك»، فتبدو منقادة لـ«خربشات» القلم الرصاص وشطحاته السريالية المحلقة في عالم طفولي يأبى النضج.

يمكن تصنيف أعمال أوليفيه كاردان، بأنها تنطوي تحت الفن ما بعد الحداثي، الذي يستلهم الميثولوجيا اليونانية، خصوصاً في دمجه بين الوجه الإنساني والجسد الحيواني، مضيفاً على الكائن الخرافي «الكنتور» طابعاً ملائكياً، تارة بتزويده بأجنحة ومسحات من البراءة، مستعيناً بدفء الألوان، وتارة بتفكيك الجسد الإنساني والاستعانة الرمزية به، فنجد اليد مرسومة بمفردها تتحسس قلب جسد الثور، بينما الوجه قد اعتلاه قرنا الثور، إلا أن عينه ذابلة شاخصة بحالة يأس نحو المجهول، هنا تكمن قوة التضاد بين القوة والوهن اللتين ترتبطان أحياناً بتجربة المرض، ثم يضفي على تلك اللوحة عجلة السيرك، فهذا الجسد المتلبس بجسد الثور يقاوم المرض أو لحظات ضعفه يمتطي دراجة من عجلة واحدة تقوده إلا طريق لا يعلم نهايته، لكنه يسير مستمتعاً بمراحله كـ«البهلوان».

أما الفنان عبد الرازق عكاشة، فقد شارك بجداريتين تعكسان روح الريف المصري، بصورة سريالية، فالأولى تمزج وجوه رجال ونساء من قرى مصر. يتلاعب عكاشة بأبعاد ومقاييس الوجوه ليحررها من الجسد؛ وجوه عابسة وأخرى ساطعة وأخرى حائرة، وجوه مطموسة المعالم ووجوه بلا أفواه، وأخرى بلا أعين في رمزية تعكس أحوال المجتمع الريفي المصري وبساطة أهله وتلقائيتهم.

في اللوحة الثانية، يجرد شخوصه من الملامح، ويبرز حضورهم الجسدي وهم في وضع استعداد للحركة، مقتنصاً لحظة السكون التي تسبق اتخاذ القرار، فيما يتصدر اللوحة الحمار الذي يرمز إلى التأهب للرحلة والانتقال لوجهة ما.

وتأخذنا أعمال الفنان أحمد الجنايني إلى عوالم غرائبية تستلهم من التيارات الصوفية أفاقاً لسريالية التجريد؛ لوحات بألوان «الأكواريل» التي يتميز بها الجنايني تتراص بجوار لوحات رسم بالأبيض والأسود مفعمة بنزق فلسفي حول جدوى الحياة وسلطة الموت، بينما يطعم الجنايني لوحاته «الأكواريل» بأبيات شعرية بتكنيك احترافي يتحين فيه اللحظة التي تسبق جفاف الألوان، ليخرج بترانيم تشكيلية تشق فضاء لوحاته.

بينما منحوتات الفنانة أميرة عبد الله مقلد، تبرز جماليات الجسد الإنساني باستخدام «الإيبوكسي» (مادة كيميائية سائلة شفافة من اللدائن يتم صبها في قوالب من السيلكون أو البلاستيك، ثم تطعيمها بصبغات وأوراق الأشجار والنباتات الطبيعية ومواد أخرى) تجعلنا نتأمل في جماليات مقاييس الجسد الإنساني الذي يتحول في منحوتاتها إلى باقات مزهرة وملونة.

وتستلهم أميرة عبد الله جماليات النحت الفرعوني القديم في إبراز تفاصيل وتقاسيم ملامح الوجه الموحية بالقوة والصلابة، بينما تسلتهم انسيابية المنحوتات النصفية التي اشتهرت في الحضارة اليونانية القديمة.

يقدم المعرض، الذي يستمر على مدار الأسبوع المقبل، تجربة تشكيلية غنية تجمع أطياف تجارب فنية مصرية وفرنسية، حيث تتحاور لوحات الفرنسي كاردان، والجنايني، وعبد الرزاق عكاشة، مع منحوتات المصرية أميرة، لتبرز معايير جمالية جديدة متحررة من القوالب النمطية والكلاسيكية.

قد يهمك ايضا:اكتشاف جدارية في بومبي تؤكد ان المصارعون زبائن دائمون لبيوت البغاء

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعمال الفرنسي أوليفيه كاردان تعرض  في القاهرة للمرة الأولى أعمال الفرنسي أوليفيه كاردان تعرض  في القاهرة للمرة الأولى



GMT 22:56 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

مصر تسترد 5 آلاف قطعة أثرية من الولايات المتحدة

GMT 22:40 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

اكتشاف شبكة أنفاق "بلا نهاية" ومدينة تحت الأرض في السودان

GMT 03:27 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

علماء يكتشفون أداة حربية مدهشة استخدمت قبل 5 آلاف عام

GMT 02:29 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

طفلة تونسية كفيفة تصدر عشرات الكتب الأدبية المميزة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon