الجنائن المعلقة اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

أثار بابل ما تزال تحكي قصة الأجداد

"الجنائن المعلقة" اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "الجنائن المعلقة" اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا

"الجنائن المعلقة" اسطورة العالم القديم
بغداد – نجلاء الطائي

حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة، ويُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة في محافظة بابل، العراق.

الجنائن المعلقة اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا

وحدائق بابل المعلقة ليست هي المبنى المميز الوحيد الذي كان موجودا في بابل، لقد كانت أسوار المدينة والمسلة التي نسبت إلى الملكة سميراميس أيضاً من عجائب المدينة.

الجنائن المعلقة اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا

ونسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد.وذكر بأن سبب بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين. وكانت تدعى اميتس الميدونية والتي افتقدت المعيشة في تلال فارس وكانت تكره العيش في مسطحات بابل، لذلك قرر نبوخذنصر أن يسكنها في مبنى فوق تلال مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها تراسات

وحضارة وادى الرافدين التي تمتد الى اكثر من 5 الاف سنة كانت سباقة  في ( أول حرف كُتب وأول قوانين سُنت وأول مدنية بنيت في العالم .وهي حضارة مازالت أثارها شاخصة  في مدينة بابل تحكي قصة الأمجاد  لعظمة الأجداد ، لكنها ظلت رهينة العقول التي لم تعرف قيمة كنوزها من الذهب الى الحجر.

وأكد رئيس لجنة الأستثمار أسعد المسلماوي على "أهمية توجيه الاهتمام بآثار بابل وأنشاء المرافق الخدمية والبنى التحتية السياحية اللازمة  في المحافظة من أجل توفير البيئة المناسبة لتنشيط  السياحة فيها وإعادتها كما كانت الى قبلة يؤمها السياح من أرجاء المعمورة"  .

الجنائن المعلقة اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا

في غضون ذلك أكد نائب رئيس مجلس محافظة بابل عقيل الربيعي أن "عودة بابل الى الخارطة الإثارية المعترف بها دوليا والتي تحظى برعـــاية المؤسسات الدولية  العالمية كمنظمة ( اليونسكو)  أصبح بحكم المؤكد  نتيجة للجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئات الدولية الداعمة لإعادة إحيائها  طيلة  الفترة الماضية ".

واضاف أن" مجلس المحافظة يسعى للاستفادة من هذا القرار الذي أرتبط بشرط يمنع أنشاء أي مشيدات أو منشآت استثمارية على أرض بابل وبضمنها  المناطق التي تم التنقيب فيها ووصلت الى مرحلة التصفير" .

ولفت الربيعي الى أن "مجلس المحافظة وممثلين عن السياحة والأثار العراقية عقدوا اجتماعات عدة  خلصت الى منع أي استثمار في بابل للحفاظ على كنوزها  ومعالمها العريقة من العبث ".

وأوضح أن "المحافظة تنتظر من الهيئات الدولية الداعمة لإعادة أحياء أثار بابل أن تبدأ عملها في أحياء اثارها بالشكل الذي لا يؤثر على وضعها التاريخي والقانوني .

ويحكى ان عجائب الدنيا السبع سر كبير من أسرار العصور القديمة. ولم يتمكن علماء الآثار من العثور على أية ادلة لها بين آثار بابل القديمة ، مما دفع البعض من العلماء إلى الشك في وجود الجنائن المعلقة أصلا.

وقد تمكنت حديثاً شخصية أكاديمية بريطانية جمع كمية كبيرة من النصوص التاريخية التي تدل على أن الجنائن المعلقة كانت قد أُنشئت في نينوى، التي تبعد 300 كم عن مدينة بابل ، في أوائل القرن السابع قبل الميلاد.ـ
الباحثة ستيفاني دالي اكتشفت من النصوص الآشورية القديمة حديقة صممت لتخلق الطبيعة الجبلية.

بعد 18 سنة من الدراسة ، إستنتجت استيفاني دالي ، الباحثة بدرجة شرف في جامعة أوكسفورد الى أن  الجنائن كانت قد بُنيت من قبل الآشوريين في شمال بلاد ميزوبوتيميا في العراق الحديث-وليس من قبل أعدائهم اللدودين : البابليون في الجنوب.

وتعتقد السيدة دالي ان البحث الذي أجرته يبين ان الانجاز الهندسي والابداع الفني تحقق على يد الملك الآشوري سنحاريب ، وليس الملك البابلي نبوخذنصر.

ان الأدلة المقدمة من السيدة دالي الخبيرة في اللغات القديمة للشرق الاوسط، تبينت من ترجمة  النصوص البابلية و الآشورية المكتوبة باللغة المسمارية واعادة ترجمة النصوص اليونانية والرومانية من جديد. وقد تضمنت نصاً آشوريا من القرن السابع قبل الميلاد قد تُرجمَ بصورة خاطئة سنة 1920 ، كما اكتشفت الباحثة ،الأمر الذي قلل من قيمة و دقة ما جاء في بعض مقاطع النص المترجم وانحدر بها الى مستوى "الهراء المطلق".وقد دُهشت الباحثة لتجد أن المللك الاشوري سنحاريب يصف" قصراً لا مثيل له" و"أعجوبة لكل الناس"
ويستمر الملك في وصفه لعملية صُنع لولبٍ كبير بطريقة مبتكرة لصهر البرونز ، واستخدامه لرفع المياه ،وهو بذلك يسبق أرخميدس باربعة قرون باختراع ما يُعرف اليوم بلولب أرخميدس لرفع الماء.

وتقول السيدة دالي ان الاشوريين استخدموا نظاما معقدا من القنوات المائية والسدود لجلب المياه المنسابة من الجبال التي تبعد 50 ميلا وايصالها الى قلعة نينوى وجنائنها المعلقة، وفي النص الاشوري جملة تشير الى أن الماء كان يُنقلُ  "طيلة اليوم".

وتشير الخارطة الى موقع الجنائن المعلقة: جنوب بغداد كما هو متعارف عليه ، و نينوى قرب الموصل كما يشير بحث البروفسورة داليوقد اكتشفت بعض التنقيبات الاثرية حديثا بقايا لممرات مائية كان واحد من أكبرها قرب نينوى ، مما دفع السيدة دالي للقول انها بدت للناظر من الجو و كأنها امتداد لطريق النقل السريع . كما  وُجد نقش مخطوط قرب الاثار يقول: "سـنحاريب ملك العالم ، وعبر مسافاتٍ واسعة، قمتُ بتوجيه الطرق المائية الى ضواحي نينوى ".

و بعد ان كانت الباحثة دالي قد تطرقت لنظريتها عام 1992، تقوم الآن بتقديم دلائل ضخمة في كتابها : "ســر جنائن بابل المعلقة" ، الذي قامت مطبعة جامعة أوكسفورد بنشره.

و تتوقع الباحثة ان ينقسم العلماء الاكاديميون الى فريق مؤيد وآخر معارض. ولكن الدلائل التي توصلت اليها قد أقنعتها بأن حديقة و جنائن الملك سنحاريب  قد استوفت كل الشروط لتكون أعجوبة عالمية ، كما وصفها النص الاشوري بأنها : " رائعة في تصميمها , مذهلة في هندستها، و متألقة في فنها" .

تقول الباحثة دالي : إن الرأي بأن الجنائن المعلقة كانت قد أنشئت في بابل من قبل نبوخذنصر العظيم هو حقيقة تعلمناها في المدارس و نُشرت في الموسوعات ، مما يجعل فكرة تحدّي حقيقة مقبولة عالمياً كهذه أمرأ في قمة الغطرسة أو نوعاً من التحدي الاكاديمي ، إلا ان علم الدراسات الآشورية علم جديد نسبياً ، والحقائق التي كانت يوما مثبتة قد تم الاستغناء عنها اليوم".

قصر الملك سنحاريب ، حيث صُمِّمت المدرجات  في أرجائه من الاحجار شبه الثمينة ،وشُيِّد له مدخل رئيسي كبير تحرس أبوابه أُسود نحاسية ضخمة،  كان في قمة الروعة.

واليوم تمكنت الباحثة دالي من ربط نصوص آشورية تكشف عن حديقة صُممت لتحاكي الطبيعة الجبلية. وتفاخرت الجنائن هذه بمدرجات واسعة وممرات رُفعت أعمدةٌ فخمة على جانبيها، تزينها الاشجار النادرة ، وتنساب الجداول المائية في أرجائها بموجها الهادئ.

 العجائب السبع مدونة في نصوص كلاسيكية كُتبت بعد قرون طويلة  تلت بناء الجنائن المعلقة، ولكن مؤرخ القرن الاول جوزيفيس كان المؤرخ الوحيد الذي نسب تصميم وبناء الجنائن الى الملك البابلي نبوخذنصر ،كما قالت الباحثة دالي. وقد وجدت ارتباكاً كبيراً وخلطاً بأسماء الاشخاص والأماكن في النصوص القديمة ، وبضمنه "كتاب جودث الانجيلي" الذي خلط بين اسمي الملِكين البابلي والاشوري.
 
ويبلغ ارتفاع حدائق بابل 328 قدماً (100 متر)، وهو ما يعادل 4/3 ارتفاع الهرم الأكبر، ولقد أحيطت بسور قوي محصن يبلغ سمكه 23 قدماً (7 أمتار)، واتصلت "التراسات" بعضها ببعض بواسطة سلالم رخامية يساندها صفوف من الأقواس الرخامية أيضاً، كما صنعت أحواض حجرية للزهور مبطنة بمعدن الرصاص، ووضعت على جانبي كل تراس وملئت بأشكال عديدة من الأشجار والزهور ونباتات الزينة المختلفة. ويحتوي التراس العلوي على فسقيات تمد بالماء باقي التراسات وحدائقها، ويأتي هذا الماء من نهر الفرات بواسطة مضخات تدار بسواعد العبيد.

وكتب عدة كتاب يونانيون ورمانيوون عن حدائق بابل، مثل سترابو، وديودورس و وكوينتس كورتيوس روفوس، وبالرغم من ذلك لم توجد أي نصوص مسمارية تصف هذه الحدائق، ولا يوجد أي دليل أثري يوضح مكان وجودها.

ولقد استنتج العلماء القدامى احتمالية استخدام لولب يشبه اللولب الذي اخترعه ارخميدس لاحقاً حيث كان يستخدم للري في مدرجات حدائق بابل، وبنوا استنتاجهم هذا على الأوصاف التي ذكرتها الكتب القديمة للحدائق والتي ذكرت بأن ري الحدائق كان يتطلب 8,200 جالون من الماء (37,000 لتر) يومياً.

ذكر حدائق بابل في النصوص القديمة
وُصفت حدائق بابل في عدد من النصوص القديمة، وكان أولها نص للراهب والمؤرخ والفلكي برعوثا الذي كان يعبد الإله مردوخ والذي عاش في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. ولم تعرف مؤلفات برعوثا إلا عن طريق الاقتباسات التي اقتبسها بعض الكتاب منها (مثل يوسف بن ماتيتياهو). وهناك خمسة مؤرخين (إضافة إلى برعوثا) كتبوا في وصف الحدائق المعلقة ومازالت كتبهم موجودة إلى اليوم، وقد وصف هؤلاء المؤرخون حجم الحدائق المعلقة، وكيفية وسبب بنائها، وماذا كان النظام المتبع في ري الحدائق

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنائن المعلقة اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا الجنائن المعلقة اسطورة العالم القديم وعجائب الدنيا السبع تبعث مجدّدًا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon