رواية شوق الدرويش تخلق أزمة سياسية واجتماعية في السودان
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

تناولت أهم فترة وطنية في تاريخ البلاد بصورة سلبية

رواية "شوق الدرويش" تخلق أزمة سياسية واجتماعية في السودان

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - رواية "شوق الدرويش" تخلق أزمة سياسية واجتماعية في السودان

رواية "شوق الدرويش للروائي السودني الشاب حمور زيادة
الخرطوم – محمد إبراهيم

أثارت رواية "شوق الدرويش"، للروائي السودني الشاب حمور زيادة، ردود فعل عنيفة بعد صدورها، خاصة من قبل طائفة "الأنصار" التابعين لحزب "الأمة القومي"، وتحولت الرواية من عمل أدبي رصين إلى جدل سياسي بين المثقفين والساسة، إذ أن الروية تناولت فترة مهمة من تاريخ السودان، والمعروفة بـ "الثورة المهدية"، المقدسة في تاريخ البلاد، حيث تُعد أول دولة سودانية أنهت الحكم التركي في السودان وأسست لدولة سودانية تدرس حقبتها في مناهج التاريخ في مدارس البلاد، بدءًا بالمرحلة الأساسية وحتي الجامعية، وحفلت بالعديد من البحوث ودراسات التخرج في البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، والمفارقة أن جميع الكتابات التي تحدثت عن "الثورة المهدية" لم تتطرق إلي جانب سلبي فيها، باعتبارها تاريخ وإرث نضالي مشرق للجدود ضد المُستعمر، ومازالت الأغنيات الوطنية تتغني بأمجادها، الإ أن رواية "شوق الدرويش" تناولت الجانب الاجتماعي المظلم لتلك الحقبة، ما أدي إلى مواجهة بين المثقفين والساسة في السودان، بل العديد من المواطنيين الذين ينظرون إلي المهدية بأنها فخر الأجداد.

وتجلت هذه المواجهة في العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية، آخرها "صالون الإبداع" الذي أقيم في القاهرة، الشهر الماضي، لتدشين كتاب نقدي لرواية "زيادة"، حمل  اسم "المهدية.. قراءة في أطروحة رواية شوق الدرويش"، للقيادي في حزب "الأمة القومي" عبد الرحمن الغالي.

ويعرف حزب "الأمة القومي" بأنه امتداد للمهدية، ويسمى أتباعه حتى اليوم بـ "أنصار المهدي"، فضلاً عن أن زعيم الحزب، الإمام الصادق المهدي، هو حفيد مفجر الثورة المهدية، الإمام محمد أحمد المهدي. وأكد زعيم حزب "الأمة"، في صالون الإبداع، أن رواية "زيادة" ذائعة الصيت استندت على رؤى أقلام المخابرات البريطانية، مشيرًا إلى أُثر الرواية السلبي المحتمل على الوحدة الوطنية في السودان، وعلى الإخاء المنشود بين شعبي وادي النيل. وأضاف أنه لا ينكر على صاحب الرواية حقه في حرية التفكير والنشر، ولكنه عمد إلى نقد الحبكة الروائية وتصويب أخطاء وقعت فيها الرواية في وقائع تاريخية، وإثبات اعتماد الرواية على رؤية قلم المخابرات البريطانية لتلك الحقبة من تاريخ السودان، وذلك عن طريق بيانات موثقة لحقائق في فترة المهدية.

وأشار "المهدي" إلى صورة المهدية كما غرسها قلم مدير المخابرات البريطانية، رغنالد ونغيت، والتي حرصت على إعدام المهدية معنويًا، كما أعدموها ماديًا، ولكن مع وجود ولاء عميق للدعوة في نفوس كثيرة صار لتلك الصورة أثر قوي في تفخيخ العلاقة بين أهل السودان، مضيفًا أن كتاب التاريخ الأكاديميين الموضوعيين تحرروا من أغراض مخابرات الغزاة، ووصفوا كل تلك الكتب، المسجلة بأقلام نعوم شقير، وإبراهيم فوزي، وسلاطين، وأهرولدر، و"ونغيت" نفسه، وغيرهم، بأنها مجرد مدونات للدعاية الحزبية، كما قال بيتر هولت، في مقدمته لطبعة ثانية لكتاب "ونغيت"، فصارت كتابات الأكاديميين البريطانيين أنفسهم أكثر موضوعية، كما جاء في كتابات ثيوبولد وهولت.

وذكر "المهدي" مؤرخين سودانيين كانت كتاباتهم جيدة عن فترة المهدية، كما جاء في مقدمتهم شيخ المؤرخين السودانيين مكي شبيكة، في كتابه "السودان والثورة المهدية". وأضاف أن سياسة المحتلين لم تهزم جيوش المهدية بالسلاح الناري الفتاك فحسب، بل عملت على إبادة بشرية لكل خليفة، أو أمير، أو ابن لـ"المهدي"، بالقتل أو بالنفي إلى رشيد. ولكن أفلت من هذه الخطة عبد الرحمن بن المهدي، الذي تركوه جريحًا في منطقة الشكابة ليقتله النزيف، ولكنه عاش.

وأضاف أن الظروف الحرجة التي يعيشها أهل السودان تجعلهم في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية، ولكن مرجعيات رواية "شوق الدرويش" تصب في اتجاه فتق جراحات اندملت، وترديد أصداء أصوات نعق بها "أهرولدر" بوحي مباشر من "ونغيت".

وذكر "المهدي"، خلال حديثه في صالون الإبداع في القاهرة، أن هناك كتابات "شيطنت" فترة المهدية، مثل مسرحية "المهدي وفتح الخرطوم"، التي كتبها نجيب حداد عام 1897، ومسرحية " تحت العلم"، التي كتبها عبد الرحمن رشدي عام 1926، مضيفًا أن هذه المسرحيات شيطنت فترة المهدية، وتجاوزت ذلك لتحقير السودانيين عامة. وأضاف أن رواية "شوق الدرويش" عمل فني يصب في نفس الخانة.

وأضاف "المهدي" أن الرواية المعنية تتبنى نظرة دونية للمهدية خاصة، ولأهل السودان عامة، وتنهل من مخططات "ونغيت"، وكاتب "عشر سنوات في أسر المهدي"، لذلك فهي توسع فجوة التعارف والمعرفة بين شعبي وادي النيل، وتؤثر سلبًا على استحقاقات التعارف بين شعبي وادي النيل.

وأشار "إمام الأنصار" إلى أن الرواية تؤثر سلبًا على استحقاقات التعارف بين شعبي وادي النيل، مضيفًا أنه مشغول بإزالة أي عُقد تشوب العلاقة بينهما، فالحاجة لإزالتها الآن أكبر منها في أي مرحلة تاريخية ماضية، ولكن التصدي لتلك العُقد لا يجري بالصراحة المطلوبة، ورواية " شوق الدرويش" ومفردات ما قالته لجنة جائزة "نجيب محفوظ" توقظ تلك العقد، وفق تعبيره.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية شوق الدرويش تخلق أزمة سياسية واجتماعية في السودان رواية شوق الدرويش تخلق أزمة سياسية واجتماعية في السودان



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة

GMT 10:32 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

جرعة أمل من مهرجانات بعلبك “SHINE ON LEBANON”

GMT 17:24 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

GMT 21:00 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 18:41 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

كرة القدم ضحية فيروس كورونا من تأجيل بطولات وإصابة نجوم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon