منظمة اليونسكو تدرج مدينة بابل في لائحة التراث العالمي
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

تضمُّ "شريعة حمورابي" أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ البشري

منظمة "اليونسكو" تدرج مدينة بابل في لائحة التراث العالمي

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - منظمة "اليونسكو" تدرج مدينة بابل في لائحة التراث العالمي

آثار مدينة بابل العراقية
بغداد - نجلاء الطائي

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، عن إدراج مدينة بابل العراقية الأثرية على لائحة التراث العالمي، وذلك حرصاً منها على عودة العراق لمكانته الحضارية، في وقت اوضح وكيل وزارة السياحة والاثار قيس حسين رشيد، ان الوزارة شكلت لجنة، تمهيدا لانضمام المدينة الى لائحة التراث العالمي. وذكر بيان للوزارة أن فريق إدراج مدينة بابل على لائحة التراث العالمي عقد اجتماعا في مقر هيئة الآثار العراقية مع ممثل منظمة اليونسكو في بغداد وممثل الملحقية الثقافية في السفارة الأميركية في العراق لاستعراض نشاط اللجنة والتأكيد على التنسيق بين فريق العمل والجهات المعنية بهدف اتخاذ خطوات سريعة لإعداد الملف وإكمال المتطلبات المطلوبة من قبل منظمة اليونسكو.

وأوضح البيان، أن الاجتماع تطرق إلى متطلبات منظمة اليونسكو المؤشرة لإدراج الملف ضمن اللائحة الدولية وآلية كتابة الملف بلغة التراث العالمي وإشراك خبراء من منظمة النصب العالمية للمساعدة في انجاز المشروع. وعبر أعضاء الفريق والمشاركون في الاجتماع عن حرصهم في عودة العراق إلى مكانته الحضارية خصوصا مدينة بابل الأثرية وضرورة التنسيق بين الوزارة وحكومة بابل المحلية لإيجاد الصيغ المناسبة والتي لا تتعارض مع القوانين الخاصة بالآثار والقوانين الاخرى لإدارة المنتجع السياحي والقصر. كما أشاروا إلى مواصلة اللقاءات من أجل انجاز كافة متطلبات الملف لرفعه الى لجنة التراث العالمي في منظمة اليونسكو وفق التوقيتات المطلوبة. فيما افتتحت وزارة الثقافة والسياحة والاثار ، متحف نبوخذ نصر في مدينة بابل الاثارية، ضمن مساعيها لادراج المدينة في لائحة التراث العالمي.

وقال وكيل الوزارة لشؤون السياحة والاثار قيس حسين رشيد في تصريح صحفي له: ان "الوزارة افتتحت مؤخرا متحف نبوخذ نصر في مدينة بابل الاثرية، موضحا انه يحتوي على  ثلاث قاعات تضم عددا من الاثار الاصلية واخرى مقلدة، فيما عرضت مجسمات توضيحية عن معالم المدينة الاثارية ومجموعة من الاعمال لفنانين عالميين تمثل تصوراتهم عن برج بابل القديم". واضاف ان "الاثار في المتحف عرضت وفقا لتسلسلها الزمني، اذ تمثل جميع المدد التاريخية لحضارة بلاد وادي الرافدين، كما ان خزانات العرض تضمنت شروحات وافية عن الاثار المعروضة"، مشيدا في الوقت نفسه بالجهود التي اسهمت بإعادة تأهيل المتحف والملاك الاثاري للمدينة.

وذكر رشيد ان المتحف مفتوح على مدار الاسبوع، لافتا الى انه سيضيف الى السياح المتعة والمعرفة عن التراث العريق لهذه المدينة التاريخية. وبخصوص انضمام مدينة بابل الى لائحة التراث العالمي، اوضح ان الوزارة وعبر الهيئة العامة للأثار والتراث تعمل على ذلك، اذ شكلت لجنة تأخذ بنظر الاعتبار الملاحظات المرسلة من منظمة "اليونيسكو" بخصوص اثار بابل، تمهيدا لانضمام المدينة الى لائحة التراث العالمي.

وكانت منظمة "اليونسكو" قد صوتت في وقت سابق، على إدراج الأهوار في البلاد في لائحة التراث العالمي، بعد جهود كبيرة بذلتها الحكومة بكل وزاراتها المعنية. هذا وتسعى وزارة الموارد المائية بالتعاون مع الجهات المختصة لإزالة العقبات امام انضمام مدينة بابل الاثرية الى لائحة التراث العالمي، كاشفة عن تأمينها الحصص المائية الى مناطق الاهوار لحماية نظامها البيئي والاجتماعي.

وقال مستشار الوزارة ومدير الهيئة العامة للمياه الجوفية فيها المهندس ظافر عبد الله حسين "ان الوزارة تبذل جهودا اسوة بجميع مؤسسات الدولة، لانضمام مدينة بابل الاثرية الى لائحة اليونسكو للتراث العالمي، بالتعاون مع اللجنة المشكلة لهذا الغرض، من خلال توفير المياه للمسطحات المائية الموجودة هناك، وبالتالي انجاز بعض الشروط التي وضعتها المنظمة العالمية لضم مدينة بابل الى لائحة التراث العالمي.

يشار الى ان اللجنة التي شكلتها الحكومة لضم اثار بابل الى لائحة اليونسكو للتراث العالمي، تضم وزارة الثقافة والسياحة والاثار وحكومة بابل المحلية ووزارة الموارد المائية، اضافة الى جهات حكومية اخرى. واضاف حسين ان ملاكات الوزارة تعمل حاليا على تطهير البحيرات في مدينة بابل الاثرية وتنظيفها، لافتا الى انها بصدد تنصيب مضخات من اجل تدوير المياه هناك.

وأطلق إعلاميون وناشطون مدنيون في محافظة بابل،  حملة لإدراج آثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي، وأكدوا وجود موافقات من قبل حكومة بابل المحلية على توصيات اليونسكو وتحويل القصر الرئاسي الى متحف، في حين كشف مجلس محافظة بابل عن تشكيل لجنة مركزية عليا للعمل على إدراج آثار بابل على لائحة التراث العالمي. وقال رئيس مجلس محافظة بابل حيدر الزنبور ،إن "المحافظة شهدت اطلاق حملة (بابل تراث انساني وعالمي) بحضور الحكومة المحلية وناشطين واعلاميين ومنظمات مجتمع مدني من اجل إدراج أثار بابل على لائحة التراث العالمي"، مشيراً الى "تشكيل لجنة مركزية عليا بأمر إداري من مجلس المحافظة حيث تتألف اللجنة من لجان فرعية عدة وهي اللجنة الفنية الأثارية واللجنة الفنية الهندسية واللجنة الاعلامية ولجنة إزالة التجاوزات ولجنة تأهيل المتحف التاريخي ولجنة التنسيق مع منظمات المجتمع المدني". وأضاف الزنبور، أن "حكومة بابل المحلية تقع عليها مسؤولية التعاون المشترك مع منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية ووسائل الاعلام من أجل إعادة بابل للإرث الانساني"، مبيناً أن "اطلاق الحملة يأتي بالتزامن مع عرض ملف إعادة بابل الى لائحة التراث العالمي الذي سيعقد بدولة البحرين قريباً".

من جانبه، قال رئيس اللجنة الاعلامية لحملة (بابل تراث عالمي) مراد البكري، في إن "هذا اليوم انطلقت حملتنا من اجل اعادة أثار بابل ضمن لائحة التراث العالمي من امام بوابة عشتار في مدينة بابل الاثرية، بحضور الاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني والناشطين المدنيين"، لافتاً الى، أن "الحملة ستضمن عقد اجتماع موسع للمنظمات والفرق الشبابية والناشطين لتحديد الموعد المناسب لإقامة نشاطاتهم التي ستستمر كل جمعة باسم (صباحات بابلية)". وتابع البكري، أن "هناك موافقات من قبل الحكومة المحلية على توصيات وطلبات اليونسكو منها تحويل القصر الرئاسي الى متحف وأن يكون المنتجع تحت ادارة مشتركة بين الحكومة المحلية والأثار ومنع التجاوزات على المدينة الأثرية وتسيّج المدينة الاثرية بسياج كونكريتي بالتعاون مع قيادة شرطة بابل".

بدوره، أوضح رئيس معهد "أكد الثقافي" عدنان سماكة، أن مدينة بابل الاثرية شهدت تنظيم فعالية كبيرة من اجل اعادة ادراج بابل للتراث العالمي التي تعد رمزاً من رموز الحضارة والتأريخ ونحن نبارك ونشارك الحراك الشبابي والإعلامي المطالب بإدارج مدينة بابل إلاثرية في لائحة التراث والتي تحتاج لضغط على المستويين الداخلي والخارجي". وأشار سماكة، الى أن "اعادة ادراج المدينة الأثرية للائحة التراث يحتاج إلى ترتيبات على المستوى المحلي منها الاستجابة لمطالب اليونسكو وتخصيصات مالية للنشاط الخدمي وترميم وبناء المرافق العامة بالقرب منها"، مؤكداً أن "العالم ينتظر ويساند هذا الحدث الكبير لأن بابل تعد اقدم حضارة في اللائحة العالمية".

وتعتبر شريعة حمورابي " سادس ملوك مملكة بابل القديمة "، من أقدم الشرائع المكتوبة في التاريخ البشري . وتعود إلى العام 1790قبل الميلاد وتتكون من مجموعة من القوانين. وهناك العديد من الشرائع المشابهة لمثل شريعة حمورابي والتي وصلتنا من بلاد آشور منها مجموعات القوانين والتشريعات تتضمن مخطوطة أور-نامو، ومخطوطة إشنونا، ومخطوطة لبت-إشتار ملك آيسن إلا أن تشريعات حمورابي هي الأولى في التاريخ التي تعتبر متكاملة وشمولية لكل نواحي الحياة في بابل. على العكس من بقية ملوك تلك الفترة، فلم يزعم حمورابي أنه سليل آلهة أو ذو ذات إلهية، إلا أنه وصف نفسه بخليل الآلهة. وفي الجزء العلوي من العمود ظهر حمورابي أمام عرش إله الشمس.

ويُعرض العمود الآن في متحف اللوفر في باريس، فرنسا. مرسوم على حجر الملك حمورابي وهو يستمع إلى إله الشمس الذي يسمى شمش الجالس على عرشه وهناك كاتب تحت حمورابي يسجل القوانين ووضع الحجر في مكان عام وسط مدينة بابل لفتح المجال أمام الجميع لرؤية هذه التشريعات الجديدة كي لا يتم التذرع بجهل القوانين كعذر. ولقد تمت الإشارة إلى هذه الشريعة كأول مثال لمفهومٍ قانوني يشير إلى أن بعض القوانين ضرورية وأساسية حتى أنها تتخطى قدرة الملوك على تغييرها. وبنقش هذه القوانين على الحجر فإنها دائمة، وبهذا يحيى المفهوم والذي تم تكريسه في الأنظمة القانونية الحديثة وأعطت المصطلح منقوش على الحجر ماهيته في الأنظمة الحالية.

ويرى باحثون أبرزهم سامي البدري رئيس قسم علم الأديان المقارن- المعهد الإسلامي في بريطانيا يرى أن حمورابي جاء بعد إبراهيم بـ300 عام وليس قبله وأن تسمية حمورابي تعني خليل الرب (وليس الآلهة) وما شريعة حمورابي إلا نسخة متصرف بها من صحف النبي إبراهيم ولذا نجد التقارب بينها وبين التورات ممكنا مع عدم أخذ اليهود أي من القوانين من البابليين بل هو الشبه الحاصل بين صحف النبي إبراهيم وصحف النبي موسى وهذا الأمر الذي حاول الكثيرون الالتفاف حوله لأسباب دينية أو سياسية.

*المجتمع البابلي و قانون حمورابي

لقد تم التمكن، بفضل قانون حمورابي، من أخد فكرة عن المجتمع البابلي في عهده، ذلك أن هذا المجتمع يتكون من ثلاث فئات :الأحرار ونصف أحرار والعبيد، إذ ميز القانون بين هذه الفئات على مستوى نوعية العقوبات و الغرمات والقصاص. ويعتبر الأب سيد الأسرة في المجتمع البابلي، فيتم الزواج بعقد مكتوب، الأمر الذي لم يكن موجودًا لدى السومريين، كما أن تعدد الزوجات معترف به. وهكذا لا تقتصر منجزات حمورابي على الجانب القانوني فقط، بل شهد الاقتصاد والمجتمع تطورا مهما في عهده.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظمة اليونسكو تدرج مدينة بابل في لائحة التراث العالمي منظمة اليونسكو تدرج مدينة بابل في لائحة التراث العالمي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon