القاهرة - لبنان اليوم
"يا نائما غافلا عن ذكر مولاه... يا عباد الله وحدو الله" كلمات لا تزال تصدح في ليالي رمضان على وقع طبلة المسحراتي، في الشوارع والأحياء القديمة لمدينة صيدا جنوب لبنان، داعية النائمين للاستيقاظ وتناول وجبة السحور.والمسحراتي هو من التراث العربي - الإسلامي ينتشر في مصر وسوريا، الأردن ولبنان، انتقل عبر الأجيال، البعض أضاف عليه وسائل تقنية حديثة كالتجوال بالسيارة و إيقاظ الصائمين عبر مكبرات الصوت، والبعض الآخر حافظ على هذه العادة بشكلها التقليدي.
محمود فناس وهو ابن الراحل محمد فناس أشهر مسحراتي في مدينة صيدا، عمل طوال 50 عاماً على إيقاظ الناس للسحور في رمضان، إلى أن وافته المنية منذ ثلاث سنوات ليكمل ابنه محمود طريق والده.يقول محمود إن "المسحراتي هو من تراث وعادات شهر رمضان، تم تناقل العادة عبر الأجيال منذ زمن الرسول محمد (ص) والصحابة، ووالده اكتسب العادة من جدّه في فلسطين، وعندما كان يبلغ والده 18 سنة انتقل إلى مدينة صيدا حيث لم يكن يوجد مسحراتي".
ويضيف فناس أن "المسحراتي مرتبط بشهر رمضان وأجوائه المميزة، كما أنه لا يتقاضى أجر مادي من أي جهة، إلا أنه في آخر أيام شهر رمضان يجول على المنازل لمعايدتهم وبالتالي يقوم الناس بدورهم بمعايدته" في الإشارة إلى معايدة مادية بسيطة. ويقول محمود إنه " خلال سيره في الشوارع يخرج على الشرفات بعض الأهالي والأطفال ليرحبوا به، والبعض الآخر ينتظره مع أطفاله للسير معه".وعن سبب اصطحاب محمود لابنه الصغير معه في جولاته اليومية يقول "إنه يعمل على نقل عادة "المسحراتي" لابنه كما اكتسبها هو من والده، متمنياً أن لا تنقرض عادة "المسحراتي" في لبنان وكل العالم.
قد يهمك أيضـــــــــــــــــــــــــــــًا
عنبسة ابن اسحاق أول مسحراتي في مصر سنة 228 هـجرية
مسحراتي مسيحي يوقظ المسلمين على سحورهم منذ 14 عامًا
أرسل تعليقك