الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار
آخر تحديث GMT18:47:13
 لبنان اليوم -

بعد انتشارها على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي

الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار

الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار
الرباط - العراق اليوم

حققت مواقع التواصل الاجتماعي شهرة واسعة النطاق لصناعة الفخار المغربية المهددة بالانقراض، حيث تهافت الهواة من مختلف أنحاء العالم لتعلم هذا الفن وإنقاذه من الاندثار.

فلم تعد قطع الفخار التقليدية من صنع ماما عائشة، تجذب الزبائن في المغرب، لكن مواقع التواصل الاجتماعي حولت بيتها في قرية نائية إلى قبلة لهواة تعلم فن الفخار من مختلف أنحاء العالم.

وأتت الفنانة التشكيلية الفلسطينية ميرنا باميه من رام الله في الضفة الغربية المحتلة بمجرد أن علمت، عن طريق خدمة "إنستغرام"، بتنظيم تدريب لتعلم تقنيات الفخارة التقليدية في بيت ماما عائشة (82 سنة) في قرية عين بوشنيق الواقعة وسط مرتفعات الريف في شمال المغرب.

وتوضح ماما عائشة أنها تقدمت في السن، وأن صنعتها مهددة بالانقراض، لذلك يجب الحفاظ عليها، وتغرس ميرنا يديها في الطين مفترشة حصيراً، برفقة أربعة هواة آخرين قدموا من لندن ونيروبي، تحدوهم رغبة تملك تقنيات هذا الفن التقليدي العريق.

ويستمر التدريب أسبوعاً، يتعلم خلاله هواة الفخارة تطويع الطين يدوياً لتشكيل قطع فخارية تجفف تحت أشعة الشمس قبل وضعها في فرن خشبي، ثم صقلها بحجر لتزين بعد ذلك بملونات طبيعية.

وتنتمي عائلة ماما عائشة إلى قبيلة السلاس التي اشتهرت بممارسة هذه الصنعة المتوارثة جيلاً بعد جيل على مدى قرون، لكنها باتت اليوم معرضة للانقراض.

ولم تعد القرية تضم اليوم سوى ست ورشات تقليدية، بينما كان عددها يقارب التسعين حتى تسعينات القرن الماضي، وتأسف ماما عائشة لكون شباب القرية لا يريدون تلطيخ أيديهم بالطين، الجميع هنا يحلم بأن يصبح موظفاً بأجر ثابت.

وفي ظل غياب الخلف، باتت تقنيات هذه الصنعة، التي تعود أصولها إلى أكثر من 2000 سنة حسب بعض الخبراء، تضيع شيئاً فشيئاً.

ويتذكر محمد، ابن ماما عائشة، "53 عاماً"، متحسراً: "في طفولتي كان الجميع يستعمل أدوات فخارية في الحياة اليومية، وكانت والدتي تبيع قطعاً كثيرة في السوق، لكن الجميع أصبح يفضل اليوم الأدوات البلاستيكية"، ويضيف، "فكرنا في إنشاء متحف للفخار، لكن السلطات المحلية لم تبد اهتماماً بالفكرة".

ويحاول باحثون وهواة ومهنيون أو متطوعون، معظمهم أجانب، منذ عقود، وقف النزيف، لكن دون جدوى، وفي إطار هذه الجهود، قام عالم الأنثروبولوجيا الألماني روديغير فوسن، في الثمانينات والتسعينات، بجولة في قرى المغرب، لجرد التقنيات والتصاميم الخاصة بكل قبيلة من القبائل التي تنتشر فيها صناعة الفخار.

ويجوب المتطوعون في جمعية "أرض النساء"، منذ سنوات، جبال الريف لجمع الأواني الفخارية في القرى النائية وعرضها للبيع في متجر صغير في العاصمة المغربية الرباط يقصده السياح الأجانب.

واستفادت صانعات الفخار الريفيات في الفترة الأخيرة من تسليط المديرة الفنية لدار "ديور" للأزياء الإيطالية، ماريا غراتسيا كيوري، الضوء على هذه الصنعة بمناسبة عرض للأزياء الراقية أقيم في مراكش، لكن الفضل في شهرة ماما عائشة عالمياً يعود إلى خدمة "إنستغرام".

وتوضح كيم ويست "33 سنة" الآتية من بريطانيا أن هذا التطبيق يستعمل كثيراً من قبل الفخارين، حيث ينشرون صور أعمالهم ويتبادلون المعلومات والنصائح.

وبفضل هذا الموقع أيضاً، ذاع صيت الحصص التدريبية التي تنظمها جمعية "سومانو"، ولقيت نجاحاً باهراً.

وتسعى هذه الجمعية إلى ترويج منتجات الفخار التقليدية في الخارج، حيث توضح المسؤولة فيها، الإسبانية مارتا فالديون، أن كل المقاعد حجزت يومين بعد بدء التسجيل، ولدينا لائحة انتظار بمرشحين من مختلف بلدان العالم.

وبنظرة متقدة، توجه ماما عائشة المتدربين ناقلة إليهم تقنيات الصنعة في الورشة الواقعة قرب مزرعة العائلة؛ وتلقى الدروس باللغة المحلية، وخصوصاً عبر الحركات والإشارات، بينما علقت أوراق ببعض عبارات التواصل الضرورية بالدارجة، مكتوبة بأحرف لاتينية.

وكذلك كتبت على أوراق أخرى بعض المعلومات "الضرورية" للمتدربين، مثل أسماء الأواني الفخارية والأدوات المستعملة في الصنعة؛ وشأنها في ذلك شأن غالبية النساء القرويات في المغرب، قضت ماما عائشة حياتها بين العمل في مزرعة العائلة ورعاية الأبناء.

وتعد هدى "27 سنة" من الشابات القليلات اللائي يرغبن في السير على خطى والدتها، وهي من قبيلة مطيوة المجاورة، وتعمل هي الأخرى في مزرعة عائلية على جبل، تشكل زراعتها مصدر الغنى الأساسي في منطقة الريف.

وبدأت ممارسة صناعة الفخار في سن السابعة، لكنها لم تتمكن من تعلم القراءة والكتابة، وتشير آسفة إلى غياب أي مدرسة في المنطقة، وتوضح بابتسامة خجولة: "لا يمكننا العيش من ممارسة هذه الحرفة، يجب أن نعرف بها كي تصبح مدرة للدخل".

وبدأت هدى توقع تصاميمها بأحرف اسمها الأولى مبدعة أشكالاً جديدة، لتنويع منتجاتها والتميز، وتوضح مارتا أن "قطع الفخار تحف فنية بالنسبة لنا لها قيمة حقيقية".

وتقتني هذه الجمعية منتجات الفخارة من الصانعات المحليات، بناء على طلبيات مسبقة، وتنقلها إلى إسبانيا، حيث تباع بسعر أعلى بعشرين مرة على موقعها الإلكتروني، وتعد بتوزيع الأرباح محلياً، عندما تصبح هذه العملية مربحة.

أقرأ أيضًا

100 بورتريه للأديب نجيب محفوظ في ملتقى القاهرة الدولي للكاريكاتير

صحافي يجمع 18 قصة لم يتضمنها أي كتاب لـ"نجيب محفوظ"

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار الهواة يتهافتون على تعلُّم صناعة الفخار المغربية لانقاذها من الاندثار



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم

GMT 15:48 2013 السبت ,08 حزيران / يونيو

ثلاثة فضاءات لـ "المثلث الإسلامي"؟

GMT 08:51 2012 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

أجمل 30 امرأة في العالم في حضور عربي واضح
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon