محاضرات في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة
آخر تحديث GMT15:51:31
 لبنان اليوم -

في خيمة البرنامج الفكري في الشّارقة

محاضرات في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - محاضرات في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة

محاضرات في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة
الشارقة - العرب اليوم

 انطلقت الليلة الماضية فعاليات برنامج المحاضرات الذي تنظمه إدارة التّراث بدائرة الثّقافة والإعلام في الشّارقة ضمن الدّورة الثّانيّة عشرة لأيام الشّارقة التّراثيّة وذلك في خيمة البرنامج الفكري بساحة التّراث في قلب الشّارقة. وجاءت المحاضرة الأولى بعنوان (القصص القرآني .. محاولة في الرمز و الرمزية) ألقتها الدكتورة سلوى الديوري (تونس) وأدارت المحاضرة الأستاذة صلوحة أينوبلي (تونس). وقالت الدكتورة سلوى إن علماء الأنثروبولوجيا اهتموا كثيرا بدراسة الرموز، لأن الإنسان وحده هو الذي ينفرد عن الحيوانات جميعا بالسلوك الرمزي وبالقدرة على استعمال الرموز والتعامل عن طريقها.
وذهب عالم الاجتماع محمود الذواد إلى القول بأن التأويل المحكم لبعض الآيات القرآنية يؤدي إلى الاستنتاج بأن القرآن يعتبر البشر كائنات لغوية رموزية ثقافية في الصميم وأن الآية " وعلم آدم الأسماء كلها " لا يستبعد أن تكون مرادفة لمنظومة الرموز الثقافية.
وأضافت الديوري أن أصحاب المعاجم اللغوية يجمعون على أن الرمز هو إشارة وإيماء وإيحاء من الرامز إلى شيء مرموز إليه ويكون ذلك إما بالعينين أو الحاجبين أو الشفتين أو الفم وأن الرمز بهذا المعنى يعكس الخفاء وعدم الوضوح وسرية الخطاب.
وأشارت إلى أن هناك صعوبة كبيرة في تعريف الرمز بشكل دقيق مما يجعل كثيرين يقبلون اللفظ على علاته ويكتفون في الأغلب بتوضيح العلاقة بين الرمز والفكرة التي يرمز إليها، لافتة إلى أنها لذلك تحاول تقديم بعض المفاهيم المتداولة للرمز والتركيز على سمات الرمزية الدينية نظرا لطبيعة البحث.
وقالت إن الرمزية الدينية تفصل في نسيج المجتمع ذاته بغية أن تنشئ فيه التجمعات وترسم الحدود وتقيم الترتيب سواء بشأن اللباس أو الطقوس فالدين غني بالرموز التي تفرق حتى تجمع بشكل أفضل.
أما المحاضرة الثانية التي ألقتها الأستاذة صلوحة بعنوان (الأسواق التقليدية الإسلامية ـ أسواق مدينة تونس نموذجا) فأشارت فيها إلى أن الأسواق التقليدية مثلت مكونا أساسيا من مكونات المدن العربية الإسلامية، وحرص الفاتحون المسلمون في تخطيطهم للمدن التي فتحوها على تخصيص منطقة تجارية وفق قواعد تراعي قداسة المعلم الديني الذي يتوسط المدينة والخصائص المعمارية والعمرانية لهذه المدن التي شكلت وحدة متجانسة ومتناسقة .
وقالت إن مدينة تونس لم تشذ على هذه القاعدة فقد خطت بنفس الطريقة التي خطت بها المدن التي تأسست قبلها ومن ذلك مدينة القيروان أول مدينة عربية إسلامية بإفريقيا والتي أنشأها عقبة بن نافع سنة خمسين هجريا كما رتبت أسواقها بنفس الترتيب التي رتبت به أسواق مدينة القيروان ففي حين أٌحيط الجامع الكبير بالمهن النظيفة مثل سوق العطارين الذي اختص في بيع أنواع رفيعة من العطور، وأبعدت المهن التي تحدث ضجيجا مثل سوق الصباغين الذي اختص في صباغة الملابس التي تصدر روائح كريهة إلى أطراف المدينة وهو ما بينه الباحثون الذين اهتموا بدراسة مدينة تونس فأفردوا جزءا هاما لأسواقها مبرزين تنظيمها المحكم وما احتوت عليه من معارف تقليدية على غاية من الإتقان والحذق حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".
واختتمت الأستاذة صلوحة محاضرتها قائلة إن الرحالة الذين زاروا مدينة تونس لم يخفوا انبهارهم بهذه الأسواق فتفننوا في تصويرها ووصف القائمين عليها ومحلاتهم والحرفيين الذين ابدعوا في صناعة منتوجات فاقت شهرتها البلاد التونسية لتغزو الأسواق العالمية.
ونوهت بأن مؤلفات المؤرخين والدارسين وكتب الرحالة تشكل المصادر والمراجع التي اعتمدتها لإعداد هذه الورقة التي تهدف إلى الكشف عن عالم هذه الأسواق التي لم تساهم فقط في نشأة وتطور مدينة تونس بل ساهمت كذلك في صمودها زمن الأزمات والشدائد التي عرفتها وفي شرعية استمرارها رغم التحولات التي طالتها على مستوى تركيبتها ووظائفها بسبب بروز ما يسمى بظاهرتي الحداثة و العولمة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاضرات في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة محاضرات في التّاريخ والحضارة الإسلاميّة



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon