مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث
آخر تحديث GMT20:55:44
 لبنان اليوم -

مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث

المسجد الحرام في مكة المكرمة
مكة المكرمة - لبنان اليوم

شهد المسجد الحرام في مكة المكرمة توسعات متعددة عبر التاريخ الإسلامي، بداية من عهد الخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا، حيث تحول من مسجد صغير يحيط بالكعبة إلى أكبر مسجد في العالم بطاقة استيعابية تتجاوز ثلاثة ملايين مصل في وقت واحد. كانت أول توسعة للمسجد الحرام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 17 هـ، عندما ضاق المطاف بالمصلين، فقام بشراء البيوت المحيطة بالكعبة وهدمها لتوسعة صحن المسجد. كما أحاط المسجد بجدار قصير وحدد له حرماً خاصاً.
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان، تم إدخال الأعمدة الرخامية وبناء أروقة مسقوفة وتعليق المصابيح، مما ساهم في تحسين البنية الأساسية للمسجد.

التوسعات الأموية والعباسية والعثمانية
استمرت أعمال التوسعة والتجديد في العصور اللاحقة، حيث أضاف الخلفاء الأمويون والعباسيون عناصر معمارية مهمة، مثل الأعمدة المستقدمة من الشام ومصر. وفي العهد العثماني، حظي المسجد بعناية كبيرة، وأصبح السلطان يلقب بـ "خادم الحرمين الشريفين"، وتم تطوير مرافق المسجد وزخرفته، إلى أن توقفت التوسعة بعد سقوط الدولة العثمانية واقتصرت على أعمال ترميم بسيطة.

بداية التوسعات السعودية
مع تأسيس الدولة السعودية الحديثة، أمر الملك عبد العزيز عام 1927 بوضع مظلات لحماية المصلين من الشمس، ثم أدخلت الإضاءة الكهربائية في المسجد في العام التالي، كما صنع في عهده باب جديد للكعبة من الفضة الخالصة.

وفي عام 1955، بدأت أول توسعة سعودية كبرى في عهد الملك سعود بن عبد العزيز، وبلغت مساحة المسجد بعد هذه المرحلة نحو 160 ألف متر مربع، مع طاقة استيعابية وصلت إلى 400 ألف مصل، كما تم تغطية أرضية المطاف برخام مقاوم للحرارة، وأضيفت 64 بوابة.

توسعة الملك فهد وتحديث البنية التحتية
في عام 1988، أطلق الملك فهد توسعة جديدة شملت بناء جزء غربي جديد للمسجد، وبلغت المساحة الإجمالية نحو 366 ألف متر مربع. وتم إدخال أنظمة تكييف مركزية، وسلالم كهربائية، وتحسين شبكة المياه والصوت، إلى جانب استخدام الذهب والكريستال في الزخارف الداخلية.
كما شملت هذه التوسعة بناء المسعى بطابقين لزيادة القدرة الاستيعابية، لتصل طاقة الحرم إلى أكثر من 800 ألف مصل في وقت واحد.

وفي عام 2011، أمر الملك عبد الله بتنفيذ أضخم توسعة في تاريخ المسجد الحرام، لتصل المساحة الكلية إلى مليون ونصف متر مربع. واستُكملت هذه التوسعة في عهد الملك سلمان عام 2015.

ولم تقتصر الأعمال على زيادة المساحة فقط، بل شملت تحديثات تكنولوجية غير مسبوقة، شملت تركيب كاميرات مراقبة ذكية، وحساسات لقياس الكثافة البشرية، واستخدام الروبوتات لتوزيع مياه زمزم وتعقيم الساحات، إلى جانب تطبيقات إرشادية متعددة اللغات لزوار المسجد.

وشهد المسجد الحرام أيضًا لحظات إغلاق نادرة عبر التاريخ، من أبرزها حصار الحرم في حادثة جهيمان العتيبي عام 1979، حين تم احتلال المسجد لقرابة أسبوعين قبل أن تُنفذ عملية عسكرية لتحريره.
كما أغلق الحرم مؤقتًا في عام 2020 خلال جائحة كورونا، وتمت إدارته لاحقًا وفق إجراءات احترازية صارمة قبل أن يعود للعمل بكامل طاقته في 2021.

وبحلول عام 2025، أصبح المسجد الحرام قادرًا على استيعاب نحو 3 ملايين مصل في وقت واحد، و107 آلاف طائف في الساعة، ويُعد اليوم نموذجًا عالميًا في الدمج بين القداسة الدينية والتطور التكنولوجي والخدمي، في خدمة ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم.

قد يهمك ايضا

هيئة الطيران السعودية تسمح بسفر غير السعوديين إلى خارج المملكة

هيئة الطيران المدني السعودية تحدد 9 ممرات جوية للطوارئ مخصصة للشركات القطرية

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث



الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 20:40 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا
 لبنان اليوم - الفلفل الحار وتأثيره على صحة البروستاتا

GMT 20:31 2025 الأحد ,21 كانون الأول / ديسمبر

تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين
 لبنان اليوم - تسلا تكشف عن روبوتها الشبيه بالبشر اوبتيموس في برلين

GMT 09:53 2020 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 08:52 2024 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات تمنح منزلك الدفء وتجعله أكثر راحة

GMT 21:19 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة الطليعة" تعاقب اللاعبين بعد تدهور النتائج"

GMT 02:55 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أندية الأردن في أزمة كبيرة بسبب ملاعب التدريب

GMT 07:25 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

توقعات برج العقرب لعام 2024 من ماغي فرح

GMT 17:55 2023 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الباركيه في غرف النوم يمنحها الدفء والجاذبية

GMT 17:06 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

جنيفر ميتكالف ترتدي جاكت دون ملابس داخليه

GMT 15:16 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

قرداحي استقبل السفير التونسي وجرى البحث في الاوضاع العامة

GMT 17:29 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تصميمات Lanvin من وحي الخيال

GMT 11:27 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

جاستين بيبر يستقبل عام 2021 بتحوله لـ"ملاكم" في كليب "Anyone"

GMT 05:03 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"Roberto Cavalli" تطرح مجموعة من المجوهرات لعام 2017

GMT 06:30 2013 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

العمل مع "الزعيم" شرف كبير وأنا لست إعلاميًا

GMT 14:20 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

اجتماع لوزراء الصحة الأفارقة حول لقاح كوفيد ـ 19

GMT 14:47 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

النفط يبلغ أعلى مستوى منذ شهور وخام برنت 53.17 دولار للبرميل

GMT 03:53 2015 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

جزيرة فوليجاندروس أجمل مكان لمشاهدة غروب الشمس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon