المتحف الفلسطيني يختتم معرض غزْل العروق في بيرزيت شمال رام الله
آخر تحديث GMT09:05:41
 لبنان اليوم -

المتحف الفلسطيني يختتم معرض "غزْل العروق" في "بيرزيت" شمال "رام الله"

المتحف الفلسطيني يختتم معرض "غزْل العروق" في "بيرزيت" شمال "رام الله"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - المتحف الفلسطيني يختتم معرض "غزْل العروق" في "بيرزيت" شمال "رام الله"

معرض "غزْل العروق"
رام الله - العرب اليوم

اختتم المتحف الفلسطيني معرضه "غزْل العروق: عين جديدة على التطريز الفلسطيني"، والذي انطلق في 18 آذار/ مارس واستمر حتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2018 في مقر المتحف في بيرزيت شمال رام الله، بحضور أكثر من 20 ألف زائر. كما نفّذ المتحف أكثر من 50 فعالية ضمن البرنامج التعليمي والبرنامج العام المرافقين للمعرض، تضمنت زيارات تفاعلية لـ 89 مدرسة من مختلف المدن الفلسطينية.

وتتبع معرض "غزْل العروق" التحولات التي شهدها تاريخ التطريز الفلسطيني، بدءًا من زمن ارتباطه بذات المرأة الفلسطينية وتعبيره عنها، مرورًا بتحوله إلى رمز بصري ووطني للقضية والثورة، وصولًا إلى تداوله المعاصر كمنتج فنّي، وثقافي، واستهلاكي. متناولًا تداعيات تسييس التطريز الفلسطيني وانتقاله إلى عالم الصور عبر اللوحات والملصقات، ومسائلًا طبيعة إنتاجه الراهن في كنف المجتمع المدني، ونتائج تسليعه.

ويأتي المعرض كواحد من أضخم الإنتاجات الثقافية حول التطريز، حيث عرض أكثر من 300 قطعة، منها 80 ثوبًا فلسطينيًا، مع حُجُبها وتمائمها ونقوشها وما تحمله وتومئ إليه من تاريخ مُضمر في نسيجها، من مختلف عقود القرن العشرين، في مجاورة مع مجموعة من الأرشيفات المحلية والصور والملصقات واللوحات والمواد الأدبية والموسيقية ومقاطع الفيديو المُعدة خصيصًا لأغراض المعرض. ومن خلال عرض أثواب تبلغ من العمر مئة عام إلى جانب منتجات تطريز معاصرة، تحدّى المعرض السرديات ذات التسلسل الزمني المباشر، وقدّم من خلال منهجه قراءات متداخلة للتطريز، موفرًا بذلك إطارًا نقديًا لفهم التطريز باعتباره وسيطًا للديناميات التاريخية والسياسية وأحد منتجاتها.

أقرا أيضًا: لوحات من الورود والتطريز الذهبي تزين عباءات RyCaps السعودية

وعلى الرغم من اعتبار التطريز تاريخيًا أمرًا هامشيًا، احتفى "غزْل العروق" بالنساء اللواتي يستمدّنّ قوتهنّ من عملهنّ الذي يقبع في الهامش. وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم جدًلا متزايدًا حول حقوق النساء وسيادتهن على أجسادهن، ركّز المعرض على فهم دور التطريز في بناء مُثُل وصور للأنوثة في فلسطين في ماضيها وحاضرها، ساعيًا لإبراز الأصوات النسائية.

وقالت زينة جردانه، رئيسة مجلس إدارة المتحف الفلسطيني، "إنّ مهمتنا في المتحف الفلسطيني تكمن في سرد الرواية الفلسطينية، والحفاظ على التاريخ الفلسطيني والتفاعل الحيوي مع غناه، ليبقى مصدرًا دائم التطور والنّمو للمعرفة محليًا ودوليًا"، معتبرة أن "غزْل العروق" هو نجاح آخر للمتحف الفلسطيني في خلق حراك ثقافي حول مواضيع حيوية وهامة في تاريخ وحاضر الفلسطينيين.

من ناحيتها قالت قيّمة المعرض، ريتشل ديدمان: "بعد أربع سنوات من البحث، وُظَف التطريز الفلسطيني في كل من معرض "غزل العروق" وتوأمه معرض "أطراف الخيوط"، الذي نظمه المتحف في بيروت عام 2016، كمنهجية لتعقّب العلاقات بين تواريخ قد تبدو متباينة ومنفصلة، فالثياب، باعتبارها مادة يُنتجها ويرتديها الناس على أجسادهم، تشكّل جزءًا لا يتجزأ من بنية المشهد الاجتماعي-الاقتصادي والسياسي في لحظته الراهنة، وتعكس الديناميات التي تحرك هذا المشهد. إن تواريخ الزراعة والتجارة الدولية، وحتى الطبقات الاجتماعية وتمثيل الهوية، بالإضافة إلى الرمزية والهوية السياسية للمكان، والقدرات النضالية الكامنة في الثياب والتطريز باعتباره فعل مقاومة، هي كلها قصصٌ تحكيها الأقمشة وتدل عليها".

وأضافت ديدمان: "أعتقد أن فكرة التطريز أكبر بكثير من أن تكون تراثًا، إلا أنها، وبصفتها أمرًا نشطًا وغنيًا وحيويًا وقوة حية تلهمنا، فإنها بمثابة مدخل لفهم التاريخ الفلسطيني، وهذا باعتقادي أكثر الأمور إثارة على الإطلاق".

هذا ونظم المتحف أكثر من 50 فعالية حول ثيمة المعرض ضمن البرنامج العام والبرنامج التعليمي، شارك فيها ما يقارب 12,000 شخصًا، تنوعت بين محاضرات فكرية، وورش عمل فنية، وجولات تفاعلية، وأيام مفتوحة للعائلات. كما قدّم المتحف تجربة تعليمية مختلفة لأكثر من 8 آلاف طالب مدرسي، حيث صُممت أنشطة تعليمية أتاحت لهم التفاعل مع المعرض بما يحتويه من مادة بحثية ومعروضات تاريخية، عن طريق الملاحظة البصرية والتفاعل الحسي، إضافة لإنتاج مصادر تعليمية لتعميق تجربة الطلبة والمعلمين في المتحف، مثل كتيب بعنوان "مستكشفو ومستكشفات المتحف الفلسطيني"، وكتيب "دليل المعلمين والمعلمات في المتحف الفلسطيني".

وسيفتح المتحف الفلسطيني آفاقًا جديدة للتفاعل مع معرض "غزْل العروق" ونقل تجربته حتى بعد انتهائه، وذلك من خلال تقنية الواقع الافتراضي، حيث عمل المتحف على إنتاج جولة افتراضية من خلال سرد ثلاث قصص مستوحاة من المعرض عن: فلسطين قبل النكبة، أثواب الانتفاضة الأولى، وتطريز الرجال (الأسرى في سجون الاحتلال)، لاستكشاف تاريخ فلسطين وحياتها السياسية وثقافتها بطريقة تفاعلية ومبتكرة، ونقل المعرض إلى أماكن مختلفة حول العالم. 

في ذات السياق، تقدم المتحف الفلسطيني بجزيل الشكر لمقرضيه وداعميه لدورهم القيّم في إثراء محتوى المعرض، وهم: الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بنك فلسطين، صندوق لينبيري، غالية وعمر القطان، دار الطفل العربي للتراث الفلسطيني، متحف جامعة بيرزيت، طراز – بيت وداد قعوار للثوب العربي، جورج الأعمى، مها أبو شوشة، ملك الحسيني عبد الرحيم، عائلة الفنان عصام بدر، إبراهيم وكريستا اللدعة، عبد الرحمن المزيّن، تمام الأكحل، فيرا تماري، نائلة لبّس، جمعية إنعاش المخيم الفلسطيني، جمعية إنعاش الأسرة، مشروع أرشيف ملصق فلسطين، جاليري زاوية، فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، مركز الفن الشعبي، ومجموعة من الأفراد الذين أعارونا قطعًا من أرشيفاتهم الشخصية.

كما يستعد المتحف لإطلاق معرضه القادم "اقتراب الآفاق: التحوّلات الفنيّة للمشهد الطبيعي" في آذار 2019. مستندًا إلى ثيمة الأرض وما تخلقه من تمثلات في السياق الفلسطيني. سيتفكر المعرض ويتأمل في المواضيع التي برزت في الأعمال الفنية، وذلك انعكاسًا لما تركته الأرض والعلاقة معها من تصورات في مخيلة الفنانين الفلسطينيين والعاملين في السياق الفني، تحت إشراف القيّمة د. تينا شيرول.

يُذكر أن المتحف الفلسطيني هو مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة وحيوية على المستويين المحلي والعالمي، ويقوم بإنتاج ونشر روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها، وهو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، المؤسسة الأهلية الفلسطينية غير الربحية، التي تهدف إلى توفير المساعدة التنموية والإنسانية للفلسطينيين في فلسطين والتجمعات الفلسطينية في لبنان.

وقد يهمك أيضًا:

فتاتان أردنيتان تبتكران التطريز على "البشاكير" و"المناشف"

قوات الاحتلال تقتحم المتحف الفلسطيني في بيرزيت.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحف الفلسطيني يختتم معرض غزْل العروق في بيرزيت شمال رام الله المتحف الفلسطيني يختتم معرض غزْل العروق في بيرزيت شمال رام الله



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 09:05 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 لبنان اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 لبنان اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان

GMT 15:41 2023 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

الهيئة الملكية لمحافظة العلا تدشن رسمياً إذاعة "العلا FM"

GMT 19:58 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

كارينيو يتخطى الانتقادات ويحصل على لقب الأفضل

GMT 17:21 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

انتهاء تصوير فيلم "دفع رباعي" استعدادًا لعرضه منتصف العام

GMT 03:27 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

سمية الخشاب بلوك مميز في أحدث جلسة تصوير

GMT 14:28 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

أوجعتنا الحرب يا صديقي !

GMT 18:26 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الحكم بسجن لوكاس هيرنانديز 6 أشهر بسبب "ضرب" زوجته

GMT 00:37 2013 الخميس ,04 تموز / يوليو

مرسي ضيع اللحظة التاريخية

GMT 10:10 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

نبتون وأورانوس يمطران ماسًا والعلماء يكشفون السبب
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon