الفنان الراحل فيصل علوي استطاع نفض الغبار من تراث القمندان
آخر تحديث GMT19:34:03
 لبنان اليوم -

يعتبر من أهم وأشهر عازفي "آلة العود" في اليمن والخليج العربي

الفنان الراحل فيصل علوي استطاع نفض الغبار من تراث "القمندان"

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الفنان الراحل فيصل علوي استطاع نفض الغبار من تراث "القمندان"

الفنان الراحل فيصل علوي
الحديدة ـ محمد مشهور

جمع الارتباط التاريخي الأزلي الروحي الإبداعي والإنساني، الأمير أحمد فضل القمندان، والفنان فيصل علوي، الذي حمل على عاتقه مهمة توصيل "الرسالة الفنية"، بكل شفافية وصدق وأمانة للأجيال المتعاقبة في كل أنحاء اليمن، قائمًا بذلك الجهد المضني الشاق يدفعه إليه انتمائه وعشقه وحبه الكبير "لقدسية وأهمية ما قدمه الأمير القمندان، من خدمة أدبية فنية غنائية ثقافية جليلة، وأكد من خلالها هوية ومذاق وخصائص الغناء اللحجي الأصيل بنكهته المتفردة المتميزة.

واستطاع فيصل علوي صاحب الصوت العابر للقارات، أن ينفض غبار الزمان من الأغنية اللحجية، وأعطاها ووهبها من روحه ونبضه وفؤاده وبراعة عزفه المتمكن المتقن الساحر، عناصر ومقومات الاستمرارية والديمومة والخلود، مجسدًا أهـم وأدق تفاصيلها ومـذاقها وخصائصها الفنية الإبداعية، متبنيًا كل ذلك الدور الفاعل والمؤثر "بصوته الإلهي الهبة"، على بساط حنجرته "الذهبية"، التي طافت وحلقت "ببساتين الحسيني والرماده وجداولها الرقراقة"، ووديان وسهول وهضاب وروعة جمال الطبيعة الخلابة الآسرة في لحج الخضيرة، إلى مدارات وفضاءات رحبة شاسعة وكونية.

وتتميز أغنياته وألحانه وأحاسيسه المتوهجة ومشاعره المتدفقة بـ "السيل المنهمر"، ووضع كل ذلك الجهد المبذول بشكل راق ومبهر في أسلوب غنائه وعزفه الساحر الأخاذ، واستطاع بن علوي ببراعة واقتدار أن يروي ويسقي ظمأ وعطش قلوبنا التي أمتلأت بتلاوين عزفه وصوته، وبكل ما لديه من طاقات خلاقة وفذاذة وحضور لافت، زارعًا بين ثنايانا ونفوسنا وشغاف قلوبنا الخير والتسامح، فكسانا والبسنا رداء المحبة بفيض من عطاءاته وفنونه وروحه الرومانسية الحالمة المعطرة بسحابات ومزن الجمال والأمل والتفاؤل، "فيصل علوي سيمفونية القمندان الخالدة المتجددة والصوت العابر للقارات"، ونستطيع القول أنه يـُعـد ثروة قومية جمالية وإنسانية، وشمت بمشوارها الفني المتألق وحُفظت في الذاكرة والضمير والوجدان الوطني والعاطفي على امتداد التاريخ الغنائي الموسيقي اليمني القديم والمعاصر".

وكان الأمير أحمد فضل بن علي العبدلي "القمندان"، مؤرخًا وشاعرًا وفنانًا سابقًا لعصره وزمانه، واستطاع أن يوقف عجلة دوران الزمان والمكان، "بحرفية العظماء من رواد الفكر والتنوير أرخ تاريخ لحج"، من خلال ما قدمه في نتاجه وعطائه الفني الإبداعي الثري والضخم، ونجح في كتاب "هدية الزمن في أخبار ملوك لحج وعدن في رصد ذاكرة التاريخ السيــاسي - الثقــافي - الفنــي - الأدبــي – العسكري - الاجتماعـــي- الاقتصــــــادي"، والمحافظــــــة على التراث والأصالة.

وقام بتجميع وتدوين وتوثيق واستخدام كل الألفاظ والمفردات والعبر من منابعها الأصلية ليضمها بين دفتي (قاموس لغوي بالغ الأهمية) تجسد في ديوانه الشعري الفاخر والبديع (المصدر المفيد في غناء لحج الجديد)،كانت لحج الخضيرة ومازالت حاضرة بين أشعاره ودواوينه التي وثقت ودونت بالكلمة والنغمة الرقصات الشعبية والإيقاعات المتعددة المتنوعة المعبرة في تراكيبها وتفاصيلها الفنية عن طقوس وعوالم ساحرة موغلة في عمق الأرض والحضارة والتاريخ وتتحدث عن مناسبات مرتبطة بمكونات الزراعة والجني والحصاد و الصرابة والاستسقاء ومواسم هطول الأمطار على إمتداد فصول العام والسنة بمختلف مناخاتها وتضاريسها المتقلبة، (نجح القمندان في التقاط اللحظة الزمنية بذهن صافي عبقري قلما يجود بمثله الزمان)، رسم في دواوينه وقصائده وأشعاره وألحانه خارطة موطنه ووطنه وسجل بأنصع صفحات التاريخ والوقائع الانتصارات والانكسارات الأفراح والأحزان التي مرت بها ( لحج) الفن والثقافة والإبداع العراقة والأصالة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان الراحل فيصل علوي استطاع نفض الغبار من تراث القمندان الفنان الراحل فيصل علوي استطاع نفض الغبار من تراث القمندان



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
 لبنان اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 08:54 2022 الخميس ,02 حزيران / يونيو

جينيسيس تكشف عن G70" Shooting Brake" رسمياً

GMT 19:19 2021 الجمعة ,17 كانون الأول / ديسمبر

موضة حقائب بدرجات اللون البني الدافئة

GMT 21:00 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أملاح يلتحق بمعسكر المنتخب ويعرض إصابته على الطاقم الطبي

GMT 21:13 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

موضة الأحذية في فصل ربيع 2023

GMT 18:07 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

ساعات أنيقة باللون الأزرق الداكن

GMT 21:12 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

آخر صيحات الصيف للنظارات الشمسية

GMT 21:00 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

مايك تايسون في صورة جديدة بعد عودته لحلبة الملاكمة

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 تصرفات يقوم بها الأزواج تسبب الطلاق النفسي

GMT 15:43 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

أعلى 10 لاعبين دخلاً في صفوف المنتخب الجزائري
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon