العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

التقاليد الرمضانية بدأت بالانحسار مع تقدم وسائل التواصل والتكنولوجيا

العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية

التقاليد الرمضانية
بغداد – نجلاء الطائي

ما زلت اتذكر تلك الليالي الرمضانية التي نقضيها مع العائلة ونحن نجتمع سوية على مأدبة الافطار، اذ كنا ننتظر بلهفة لنسمع صوت مدفع الافطار ولنعجل في شرب الماء او اكل قطعة من التمر واللبن، فلكل حي عدد من الطقوس التي توارثتها الاجيال الخاصة بشهر رمضان. اما اليوم بدأت بالاختفاء وتلاشت عند الكثير من العوائل العراقية فلم يعد الجيل الحالي يمارسها الا في ما ندر او بطريقة مغايرة.

ففي الماضي لم نمتلك التكنولوجيا التي تجعلنا نرسل رسائل قصيرة لتهنئة الاقارب والاصدقاء بحلول شهر رمضان، وهذا ما جعلنا حاليا نستغني عن الزيارات التي كانت لها نكهة خاصة خصوصا انها كانت تجمع العديد من الاهل والاصدقاء في منزل واحد .

لانعرف سبب ذلك هل هي الحالة الاقتصادية ،الحالة الاجتماعية ام الوضع الامني ؟هل الطقوس الرمضانية التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا في السابق تختلف عما هي الان ؟هل تخلوا الناس عن عاداتهم وتقاليدهم الموروثة في هذا الشهر الكريم ؟هل هناك اناس مازالوا يمارسون تلك الطقوس والتقاليد ؟هناك الكثير من العادات والتقاليد قديما في رمضان يمارسها العراقيون حيث كانت موائد الافطار يقيمها الاهل بالتناوب في كل يوم في بيت من بيوت العائلة على ان يكون الافطار في اليوم الاول من رمضان في بيت كبير العائلة ان كان ابا او اخا او قريبا وتكون هذه الموائد عامرة بكل اصناف الطعام اهمها التمر واللبن والحساء فهي تتكرر يوميا وبعد الافطار بالتمر واللبن يتجمعون ليصلوا صلاة المغرب جماعة ثم يعودون لاكمال افطارهم وبعد الافطار يتم تناول الشاي .

من التقاليد المتوارثة الاخرى كان الجيران قديما يتبادلون يوميا الاطعمة، فالاطباق كانت تدور بين منازل الحي طوال الشهر الكريم فهي موروث اجتماعي يحافظ عليه العراقيون فضلاً عن انها اصالة تفتخر بها كل الاجيال .

في هذا السياق اشارت الحاجة ام رسول 73سنة من سكنة مدينة الكاظمية المقدسة ،ان الناس في هذا الشهر الكريم لهم عاداتهم وتقاليدهم وابرزها تبادل الاطعمة بين الجيران في وقت الفطور وهذه العادة تتعدى الى وقت السحور الى حد تصل اننا ذات مرة تسحرنا سوية على مائدة واحدة .

اما ام علي تطرقت الى ان تبادل الاطعمة بين الجيران اصبح حالة نادرة ولا تحدث الافي المناطق الشعبية مازلنا نتمسك بهذه العادات والتقاليد الرمضانية بهذه العبارات اشارت السيدة ام اسامة من منطقة حي العامل ،اننا مازلنا نتمسك بتبادل الاطعمة بين جيراننا فهذه العادة لها نكهة خاصة اننا نفرح عندما يأتينا صحن قبل الافطار كما نفرح بالصحون التي نتبادلها مع الجيران فهي تدل على الكرم .

فيما تحدثت السيدة ام مصطفى 47 سنة عن تقاليد رمضان في وقت السحور حيث هناك اشخاص مسؤولون يقومون بأيقاظ الصائمين يدعى (ابو الطبل ) ولكل منطقة او حي لها (ابو الطبل )الخاص بها حيث يتجول ليلا هذه العادة وجدت في بغداد منذ زمن العباسيين بعد ذلك في صباح العيد يتجول ابو الطبل على المنازل لتقديم التهاني وتلقي المكافأة (عيدية)جزاء خدمتهم خلال شهر رمضان .

تقاليد رمضانية اخرى يتجمع اطفال الحي ليلا وهم يحملون معهم اكياسا ويطوفون في ازقة الحي ويطرقون الابواب. يخرج اهل البيت لإعطاء الاطفال الحلوى والمعجنات او نقود لشراء مايريدون . هناك العديد من الالعاب الشعبية التي تتزامن مع شهر الطاعة والغفران يمارسها بعض الشباب ليلا في المقاهي  منها لعبة (المحيبس) حيث ينقسمون الى فريقين ولكل فريق رئيس ويقوم احدهم بإخفاء المحبس في يد واحد من افراد فريقه وعلى الفريق الثاني معرفة اليد التي اخفي فيها المحبس، فان تم الكشف عليه ينتقل المحبس للفريق الاخر اما اذا لم يكتشف فتحتسب نقطة للفريق وتتكون اللعبة من(21)نقطة يكون على  الفريق الخاسر تقديم الحلويات للجميع .

واشارت الى ان العيد اختلفت فيه الزيارات والمعايدات ففي عصر السرعة والتكنولوجيا وجدنا من مسجات العيد وسائل بديلة عن بعض الزيارات التي قد تكون غير متاحة في العيد لضيق الوقت او للانشغالات طارئة او الاكتفاء بالسلام عليه عن طريق الاتصال، مما ادى الى اختفاء 'اللمة' العراقية والالتقاء مع الاقارب .

خلاصة القول ان هذه التقاليد والطقوس الرمضانية بدأت بالانحسار والاندثار مع تقدم العصر والتكنولوجيا، فالأجيال الحالية لاتعرف تلك العادات التي تربى عليها الاجيال التي سبقتهم واصبحت نغمات الجوال سيدة الساعات الرمضانية. كم نتمنى ان تعود تلك الطقوس الجميلة في هذا الشهر الفضيل.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon