أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله
آخر تحديث GMT12:49:39
 لبنان اليوم -

أتقن وصف الروح البرازيليّة الغنائيّة والمأساويّة والمتصوفة

أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله

الروائي البرازيلي الشهير جورج أمادو
القاهرة ـ العرب اليوم

غادر عالمنا صاحب "دروب الجوع"، في مثل هذا اليوم منذ 13 عامًا، تاركاً خلفه مئات الشخصيات تحيا وتموت في رواياته الأربعين، رحل الروائي البرازيلي الشهير جورج أمادو، في الـ 5 من آب/أغسطس من عام 2001، بعد أن تدهورت صحته، وأدخل المستشفى في مدينة سلفادور دي باهي، إثر معاناة دامت طويلاً مع مرض السكري.

وعرف أمادو أنه الروائي الذي أتقن أكثر من غيره وصف الروح البرازيلية الغنائية والمأساوية والمتصوفة، فحكاية حياته بدأت بمشهد واقعي سحري، إذ ولد مصحوباً برائحة الكاكاو، فقد أبصر النور في العاشر من أغسطس/ آب من عام 1912 في مزرعة كاكاو، في جنوب ولاية باهيا.

وظلّ "الكاكاو" يرافق مسيرته حتى فارق الحياة، حيث تعلّم القراءة في مدينة إيلبوس، المدينة التي كانت في أوائل القرن العشرين أكبر مركز لإنتاج الكاكاو في بلاده، ثم انتقل ليكمل دراسته في عدد من مدارس سلفادور، في ولاية باهيا، وهناك عاش حياة غرائبية، مملوءة بالدهشة والمفاجآت والفكاهية، اقترب فيها من تفاصيل عامة الناس ليصبحوا بعد ذلك أبطال رواياته الفاتنة.

واستند أمادو، في أسلوبه الروائي الساخر والغرائبي، إلى حكايات المهمشين والفقراء، فقال عنه النقاد "أمادو كاتب ملتزم بالحرب ضد الفساد والقمع وكل صور الظلم الاجتماعي، ولكنه يقول كل هذا في رواياته دون صراخ، وبأكبر قدر ممكن من الحيادية الظاهرية، يولد الخير من رحم الشر، ويقيم حفلاً للحياة في لحظات الموت".

ودفع أمادو ثمن نشاطه السياسي، فقد صودرت روايته الثانية "كاكاو"، الصادرة عام 1933، واعتقل مرات عدة أثناء حكم الرئيس اليميني فارغاس من عام 1930 إلى 1945، ثم من 1950 إلى 1954، وأمر فارغاس بإحراق روايات أمادو الست الأولى في إحدى الساحات العامة.

كل ذلك لم يمنع أمادو من مواصلة مشواره السياسي والأدبي، إلا أنه بعد الكشف عن جرائم ستالين، بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفييتي السابق، ترك أمادو الحزب الشيوعي، معلناً أنه "قد يكون أكثر فائدة لشعبه ككاتب منه كسياسي".

وفي عام 1941، غادر أمادو البرازيل إلى منفاه في الأرجنتين، وتزوج الكاتبة زيليا غاتاي، وأنجب منها طفلين، وانتُخب لعضوية البرلمان بعدد كبير من أصوات الناخبين، في عام 1946، ولكن الحكومة العسكرية ما لبثت أن ألغت شرعية الحزب الشيوعي، فاضطر إلى مغادرة وطنه، ليعيش متنقلاً ما بين فرنسا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفييتي، ولم يتمكن من العودة إلى بلاده إلا في عام 1952.

وحقّق أمادو شهرة عالمية، حيث ترجمت رواياته إلى 54 لغة، وعرف على نطاق واسع في البلدان العربية، واشتهرت بصورة خاصّة رواياته "دروب الجوع"، و"غبرييلا قرفة وقرنفل"، و"كانكان العوام الذي مات مرتين"، التي مسرحها المخرج السوري حاتم علي، وقدمت على أحد المسارح السورية .

وكان للمهاجرين العرب في البرازيل حضوراً بارزاً في رواياته، لاسيّما في "غبرييلا قرفة و قرنفل" الصادرة عام 1985، إذ أنّ البطل الرئيسي هو المهاجر العربي نسيب سعد، وكذلك روايته المكرسة بمجملها لمهاجرين عرب، جميل بشارة السوري، ورضوان مراد اللبناني، وقد صدرت عام 1995 تحت عنوان "كيف اكتشف التوركو أميركا"، و"التوركو" هي التسمية التي تُطلق في البرازيل على المهاجرين ذوي الأصول العربية.

وبعد أن أكمل عامه الـ85، أعلن أنه يشعر بقدوم الموت، وقال في حوار أجراه بعد نكسة صحية "لا يعجبني الموت بشيء على الرغم من أني لا أخشاه، وأقل من ذلك بكثير تعجبني الشيخوخة، مع أنها تقدم الكثير من الخبرة، وأنا فضولي بصورة مفرطة ويعجبني معرفة ما الذي سيحدث في عالم الأعوام المقبلة، لذلك ليس لدي أيّة إرادة للموت، الحياة تعجبني كثيراً".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله أعمال الروائي البرازيلي جورج أمادو تبقيه حيًا بعد 13 عامًا من رحيله



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon