الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952
آخر تحديث GMT06:54:45
 لبنان اليوم -

بعد توارد القصص والحكايا مابين الحقيقة والخيال

الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952

فتوات مصر
القاهرة- محمد عمار

عرف أكثر شعب مصر لقب الفتوه من روايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ حيث كتب العديد من الأعمال التي تتحدث عن حياة الفتوات من هذه الروايات "الحرافيش" .. "السيرة العاشورية" .. وعدد من القصص منها "الشيطان يعظ" وفيلم "الفتوة" والذي شارك فيه بكتابه السيناريو والحوار ، ورغم أن الأديب العالمي نجيب محفوظ لم يكن يقصد على الإطلاق حياة الفتوات بمعناها الحرفي بل كان يقصد مفهوم القوة والسيطرة والهيمنة على شعوب العالم الثالث إلا أن الشعب المصري أراد أن يسأل هل هناك فتوات حقيقيين.

كان الفتوة موجود بالفعل في أحياء مصر القديمة وكان يوجد بعمل هام مثل شيخ الحارة كلمته تنفذ ليساعد البوليس في السيطرة على المنطقه وفرض الامن وللحقيقه الفتوة وجد في ظل الاحتلال الإنكليزي لكي يحافظ على مصالحه من هذه الأحياء فالإنكليز كانوا يمتلكون مخازن للطعام وكانوا يخافون غضب الجوعى إذا قاموا عليهم فكانوا يعينوا فتوة يتغلب على أقوى رجل حتى يهابه الناس ورغم محاولة الإنكليز زراعة السيطرة في قلوب المصريين وزراعة الخوف إلا أن الفتوة جاء عكس ما أراده الإنكليز كان رجل محبوب وعطوف ينصر المظلوم.

أشهر الفتوات الذين عرفهم الشعب المصري هو زكي الصيرفي وهو أحد فتوات الحسينية والجمالية وباب الفتوح استطاع ان يجمع القوه وقال عنه أهالي المنطقه مثل سعد أبو زيد إنه كان يسمع والده يتحدث عن المعلم الصيرفي والذي اعتبره شخصية عاشور الناجي الذي جسده الأديب نجيب محفوظ في كتاباته.

وكان رجل خير ينصر المظلوم على الظالم وكان يكره الإنكليز وحافظ على الحي في أمن وآمان، أما الفتوة الآخر فهو فتوة بولاق واسمه إبراهيم كروم كان رجلًا وطنيًا من الدرجة الأولى واستمر فتوة حتى قيام ثورة حزيران/يوليو 1952 التي أبقت على الفتوات ليقموا قيام شيخ الحارة لمعرفة تعداد الأحياء ولأن الثورة أرادت أن يتكاتف الشعب ظلت تحكم أحياء مصر مع الفتوات حتى تشد عزم الشعب المصري وتحسه على العمل والنهوض لاخذ حقوقه، وكان كروم يعشق عبد الناصر ويراه رجلًا من الطراز الرفيع حتى أن كروم هذا ذهب يطلب من السيرك أسد ليركبه ويكون في استقبال الزعيم جمال عبد الناصر  في القاهرة بعد زياره إلى الزعيم خارج مصر.

ولم يكن الفتوات من الرجال فقط وإنما كانت هناك سيدات أيضًا في الباطنية والجيزة وكان هناك احترام، كانت رتيبه إحدى قانطات الباطنية، وكان الجميع يحترمها ويخاف منها حتى منتصف الثمانيات وقالت الأنسه داليا شوقي إن رتيبه توفيت عام 1990 وكان عمرها حين توفيت 80 عامًا ورغم كل هذا إلا أنها في استطاعتها أن تغلق شارع بأكمله.

 وأضافت داليا شوقي أن في منطقة أم الغلام في حي الجمالية كان هناك سيدة تدعى سنية ماتت في آواخر الثمانيات وكانت "معلمة" كبيرة تهز الحي إذا قامت مشاجرة وكانت دائمًا تعقد مجالس لأخذ الحقوق كما البدو قديمًا،وفي الجيزة كانت توجد سكسكه، وهي إحدي فتوات هذا الحي العريق كما تقول السيدة أمل عبد العليم التي كانت طفلة حينما ماتت سكسكه وكانت صاحبة حق وتدافع عن المظلوم وتعقد مجالس للصلح في المقهي الذي كانت تمتلكه

وقال الدارس للتراث المصري وتاريخه خالد حمدي إن هناك اتجاهًا لعوده الفتوه في الاحياء عن طريق رجل يحبه الجميع ويستطيع أن يدافع عنهم ويحميهم في أي مشاجره مضيفًا أن هناك عدد من الدول العربيه تستخدم أسلوب الفتوة في تعيين رجل حكيم وقوي في الأحياء للصلح بين الأهالي وتجنب المشاكل.
 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952 الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon