حكاية مسرحية لتاريخ الحدادة من روائع حكاوي كسرواني
آخر تحديث GMT06:26:27
 لبنان اليوم -

متحف يضم أكثر من 1000 قطعة

حكاية مسرحية لتاريخ الحدادة من روائع حكاوي كسرواني

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - حكاية مسرحية لتاريخ الحدادة من روائع حكاوي كسرواني

الأديب الراحل سلام الراسي
بيروت ـ فادي سماحة

يقول الأديب الراحل سلام الراسي "البيت العتيق منبر الحرية، والحرف القديمة نبراس الشهامة" . . لعل ذلك ما حذا بالممثل المسرحي منير كسرواني ليقيم متحفه في بلدة العيشية جنوب

لبنان، وهو الأول من نوعه جرى افتتاحه قبل نحو شهرين، يبسط به حرفة الحدادة العربية من ألفها إلى يائها ومعها حرفة المدارة الزراعية التي كان والده يعمل بها .

لم يثن كسرواني شيء عن تجديد حرفة والده، نبش الماضي القديم وأخرج عدة الحدادة العربية من الفرن الحجري إلى المطرقة والسندان ومعها إنتاجه من المقصات والشواكيش والمناجيل،

بهدف الإضاءة على السياحة التراثية بأبعادها الفنية والثقافية والاجتماعية، وبقالب عتيق يحكي أسطورة التراث وفق سيناريو مسرحي، وكأن كسرواني سخر فنه في خدمة المتحف الذي

أطلق عليه اسمه .
في داخل المتحف ترتسم ألف حكاية وسؤال، وحقيقة واحدة أن كسرواني "كرّم نفسه في متحفه، رسم سيناريو مسرحية من نوع جديد لم يألفها الزائر المتعطش إلى حكواتي زمان يجلس على كرسي من قش ويتجمع حوله الصغار، يخبر عن قيمة الحرف والصناعة اليدوية والزراعة" .

أول ما يطالعك بهو المتحف وفيه ميزان تركي عتيق، إلى معدات تفترش أرضه وتحكي حقبات تاريخية، تبدأ من العام 1867 حتى اليوم، ولعل آلة دراسة القمح التي تخبر بما يريده الفنان

كسرواني من متحف وجد ليعيد شرنقة السياحة إلى الماضي، هنا تصطف الجرار الفخارية، فيما ترتفع صور قديمة تحكي عنتريات الضيعة علقت على الجدران الطينية، حتى العملة القديمة

والمنازل العتيقة للعيشية، كلها حضرت ومعها لومبادير القش الذي يشبه القبعة .

يتألف المتحف من ثلاثة أقسام جناح العائلة، الفلاح، والحدادة ولكل قسم غاية معينة منه . يضم أكثر من 1000 قطعة تجسد المتحف الذي جاء بعد عمل مضن استمر لسنوات، ويمثل برأي

كسرواني "حصاد عمر بكامله"، في قسم العائلة نشر أفيشات مسرحياته ومعها ملابس المسرحيات والطرابيش والناي والمجوز وأطل منهما على المونة البيتية التي تعدها شقيقته في المنزل من الزعتر الجبلي والكشك ودبس العنب والتين والخروب .

وفي قسم الفلاح العربي الأصيل تتربع الخوابي التي كانت تستعمل لحفظ الزيت والمخللات، وتستريح الجرار الفخارية جانباً، بعد أن كانت رفيقة السيدات في الماضي لملء المياه، ومعها

تستريح عدة الفلاح العتيقة التي كانت مصدر عيشه في ستينات وسبعينات القرن الماضي، من جالوفة، شاعوبة، مدراية القمح، المورج، النير، الشرعة "خابية زجاجية لحفظ الزيت"، كل

قطعة مذيلة باسم يُخبر عنها ضمن حلقات زمنية عبرت منها،حتى مفاتيح الجدود حضرت، فيما أفرد مساحة لحضور قناديل العاصفة التي يعود أقدمها إلى عام 1860 وتطورها عبر عقود

متوالية .

في داخل غرفة الحدادة رفعت صورة أسعد كسرواني والد منير وهو يعمل على فرنه الذي تحول إلى مزار، ما زال الفرن الحجري وسندان ومطرقة المعلم أسعد حاضرة، ومازالت كل

العدة الفلاحية والصناعة التي صنعها موجودة، إضافة إلى جناح رابع يتحضر لإنجازه أطلق عليه "الحمار" سيحوي "هدايا الكيان القاتلة إلى الشعب اللبناني" .

ينطبق المثل "تراثي حكاية وطني ومستقبلي" على متحف منير كسرواني الذي جذب الناس إلى بلدة لطالما غابت عن الخريطة السياحية، حيث استحوذ متحفه على انتباه في لبنان من

بيروت والجنوب والبقاع وغيرها، إضافة إلى زحف طلابي كبير شهده المتحف في فترة وجيزة .

بهاء من بلدة الغازية رأى أن "المتحف كشف عن هوية حضارة ماضية نتوق للتعرف إليها، يضم مقتنيات باتت من الماضي البعيد"، يضيف: "المتحف فريد من نوعه بإسلوبه وتقنيات

العرض المتبعة"، في حين لفتت رولا إلى أن "احتواء المتحف لحرفة الحدادة العربية، إنما ينم عن خوف دفين لدى كسرواني أراد أن يبث فيه الروح كي يستعيد حضور والده" .
ما زالت ذكريات الماضي تحوم في ذاكرة كسرواني، ورائحة تعب الفلاح وربة المنزل تجوب في المكان، متوقعاً أن يكون نقطة فاصلة في بناء واقع سياحي تراثي يعول إعادة ألق السياحة الداخلية إلى خريطة لبنان السياحية .

"جددت المكان ليليق بذاكرته" كما يحلو لكسرواني تسميته، وهو الذي سعى ليعيد الوهج للسياحة التراثية بعد أفولها، لأنه لا يعقل أن نعبر التطور ونطوي صفحة ماضينا . فمن لا ماض له

لا حاضر له"، يقول: "هناك مافيا كبرى تريد طمس الهوية التراثية" ويأمل كسرواني أن "يكون المتحف نافذة حوار ثقافي حضاري تراثي من نوع جديد يفتقده المجتمع"، والأهم برأيه أنه

"يخلد حرفة والده التي تعلمها وكان ينفخ في كور الحطب ويصقل الحديد معه" .

حسب مديرة المتحف نظيرة كسرواني، جذب الطابع التراثي الزائر لأنه جديد بمضامينه الثقافية الحرفية، عدا عن أن كسرواني اتخذ منه نافذة ليجمع فيها جيلين في عالم واحد كرم من خلالها

نفسه بأعماله والحرفي عبر والده، ولفتت نظيرة إلى أن "الفكرة أكبر من متحف تراثي فهو يرفد زمنين وسيناريو وحكاية ماضي وحاضر في مكان يغلب عليه الطابع القديم بهدف تعريف هذا

الجيل إلى حقيقة الحياة ببساطتها وصعوبتها وحلاوتها وشقاوتها" .

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية مسرحية لتاريخ الحدادة من روائع حكاوي كسرواني حكاية مسرحية لتاريخ الحدادة من روائع حكاوي كسرواني



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:23 2022 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

توبة يتصدر ترند تويتر بعد عرض الحلقة 26

GMT 15:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بحث جديد يكشف العمر الافتراضي لبطارية "تسلا"

GMT 12:55 2021 الإثنين ,02 آب / أغسطس

وضعية للهاتف قد تدل على خيانة شريك الحياة

GMT 16:06 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

دكتوراه لراني شكرون بدرجة جيد جدا من جامعة الجنان
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon