دعاء السنجري تسأل في كتابها هل الشباب ثوّار في السياسة وفلول في الحياة الزوجية
آخر تحديث GMT20:10:35
 لبنان اليوم -

حالات الطلاق في مصر بقيت على حالها ولم تغيرها الثورات

دعاء السنجري تسأل في كتابها هل الشباب ثوّار في السياسة و"فلول" في الحياة الزوجية؟

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - دعاء السنجري تسأل في كتابها هل الشباب ثوّار في السياسة و"فلول" في الحياة الزوجية؟

كتاب صادر قبل أيام عنوانه «كيمياء الثورة العاطفية»
القاهرة - العرب اليوم

تطرح الكاتبة المصرية دعاء السنجري في كتاب صادر قبل أيام عنوانه «كيمياء الثورة العاطفية» (دار الكتاب العربي) سؤالا" كبيرا" مفاده اذا كان الشباب هم من فجروا الثورة بهدف التغيير فلماذا لم يحصل هذا التغيير في علاقات الحب والزواج وبقي كل شيء على حاله وعلى معدلاته المزعجة وكأنه في معزل عما جرى ؟ وهي تخلص الى القول  «كيف ذلك والفئة العمرية المقصودة، أي الشباب، هي من فجرت الثورات العربية؟»    

 وتعبّر الكاتبة عن قلقها من بقاء منظومة الحب والزواج على حالها قبل وأثناء وبعد ثورتي كانون الثاني (يناير) 2011 وحزيران (يونيو) 2013. فمؤشرات الزواج والطلاق - وفق أرقام وإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء - من أول عام 2011 وحتى الوقت الحالي لم تتغير، لا للأسوأ ولا للأحسن.

والكاتبة ترى علاقة وطيدة وأكيدة بين مستقبل الأسرة المصرية ومستقبل مصر، وأن إخفاق الأسرة الشابة يعني إخفاق مصر برمتها. ولا يعقل أن تسير نسب ومعدلات ومواسم الزواج والطلاق كما هي من دون تغيير على رغم وقوع الثورتين الشابتين. وتتساءل: «هل لذلك دلالة مؤداها أن الوعي السياسي لدى الشباب يفوق الوعي الاجتماعي لديهم؟ أم أنه لا وعي لديهم على الإطلاق وأن المصادفة وحدها هي التي قادتهم إلى تلك الهبّة التي استغلها الإخوان في ما بعد ليستولوا على الثورة ويحصدوا نتائجها؟ وهل هناك جهل تام برسالة الزواج ومعناه سواء لدى المقدمين عليه أو الهاربين منه؟».

تنتقد الكاتبة استمرار سطوة المبالغة والبهرجة في الأفراح وكأن الغاية من الزيجة هي المظاهر الاحتفالية، وذلك على حساب كونهما مشروع أب وأم مستقبليين عليهما أن يخضعا للتدريب في مراكز الإرشاد الأسري قبل الزواج، أو أن يرشّدا إنفاقهما لا سيما أن مصر مقبلة على مرحلة جديدة تمر بظروف اقتصادية صعبة تحتاج إلى قرارات شعبية للترشيد بعيداً من الإجراءات الحكومية، وذلك تحقيقاً للمصلحة العامة.

والمصلحة العامة تحتم أن يحارب الشباب فلول الأفكار السلبية والتمسك بطوق النجاة المتمثل في قبول الآخرين واستيعابهم مع حفظ المسافات. وبدا أن مسألة حفظ المسافات من دون فقدان أسس العلاقة ممكنة في ضوء التغيرات التي نجحت ثورة يناير في تفعيلها في المجتمع المصري، حيث اعتنق الجميع أفكاراً مختلفة، ونشأت صداقات بين أشخاص لا يعرفون بعضهم بعضاً ولكن بناء على نقاشات سياسية وأخرى أيديولوجية وثالثة تتعلق بالحلول المطروحة للوطن. وبنى الشباب والعديد من الأزواج والزوجات مساحة جديدة من الصداقة والنقاش، لا على مصروف البيت، أو بخل الزوج، أو إسراف الزوجة، أو نقص الملح في الأكل، ولكن بناء على أفكار ورؤى سياسية لا تفسد للود قضية.

لكن اللافت - في رأي السنجري - إن قضايا الود كلها تبوء بالفساد والفشل كلما عرّج الحديث الزوجي إلى شؤون البيت والأسرة. وتتساءل: «لماذا ارتضينا الصداقة عند الحديث في الشأن العام ورفضناها عند الحديث في القرارات الأسرية؟». وترصد الكاتبة ندرة موقتة لحالات الطلاق في الأشهر الأولى لـ «ثورة يناير»، وذلك بناء على إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إلا إنها بدأت تتزايد إلى أن وصلت إلى معدلاتها التي كانت سائدة قبل الثورة. وهنا ترى أن ذلك كان دليلاً على «السطو على حلم الثورة، وتراجع أهدافها، وتفتت ملامحها وباتت منقسمة على من ادعوا ملكيتها».

وحيث إن من ادعوا ملكيتها قد ولوا وأدبروا، وبقيت منظومة الحب والزواج كما هي وكأن الثورة الأولى ما كانت أو الثانية ما حدثت، فإن الكاتبة تعود وتسأل إن كان الشباب أصحاب الثورة يتمتعون بوعي سياسي يفوق الوعي الاجتماعي لديهم بمراحل؟ ثم تستطرد في طرح السؤال بقدر أكبر من القسوة. «أم لا وعي لديهم على الإطلاق؟ وأن المصادفة ربما وحدها هي التي قادتهم إلى تلك الهبة التي استغلها الإخوان في ما بعد ليستولوا على السلطة؟»

وتسير الكاتبة في ميلها الشخصي للترجيح الأخير، وهو ضحالة الوعي الاجتماعي للشباب وتقلص قيمة الأسرة لديهم. وتدلّ على ذلك بشكواهم المستمرة من أن ظروف البلد تحرمهم من الزواج في سن طبيعية، لكنهم لا يسألون أنفسهم عن سر هروبهم السريع والسهل من العلاقة.والهروب السريع من علاقة الزواج إلى الطلاق، لا سيما بين الشباب حديثي الزواج، أبعد ما يكون عن المجتمع المثالي الذي كانت تنشده ثورة التغيير في يناير. «يبدو إن التفاؤل أخذنا أكثر مما ينبغي. فالمجتمع القريب إلى المثالية يقوم على أساس قيم فهم الآخر وعدم المساس بحقوق الآخرين وهي القيم القادرة على إنجاح أو إفشال الزيجات».

وفشل الكثير من الزيجات الشابة لا يمكن تفسيره بعيداً من إطار القهر الاجتماعي المتزامن مع القهر السياسي والمجتمعي وكانت ضحيته الأسرة المصرية على مدى سنوات طويلة. تقول الكاتبة إن الأسرة هي الكيان الأضعف والأصغر والأقرب لكل مواطن حيث يسهل التعبير عن الانفعالات من دون تردد أو هيبة أو حرج أو قيود أو حواجز. «هنا تبرز الأنا داخل البيت كتعويض للبطولة الغائبة خارجه. وتختفي قيمة فهم الآخر والسماح له بمساحة من الفهم والاحترام على رغم الخلاف والاختلاف».

وفي ظل الاختلافات الكثيرة القائمة حول ما إذا كانت ثورات الربيع العربي قد نجت أو فشلت أو ضلّت الطريق، تصل الكاتبة إلى إجابة اجتماعية مفادها بأن الثورة تظل غائبة عن قلب الأسرة المصرية، لا سيما تلك الأسرة الفتية التي تخضع لقواعد الفلول في تركيبها، فتنهار سريعاً تحت وطأة صعوبة العيش وتقلّص الحرية وانكماش مساحة العدالة الزوجية.

وتستمر الزيجات، وتستمر أيضاً حالات الطلاق ومعها غياب مفهوم الأسرة وحتمية التغيير لدى الأجيال الشابة التي ابتدعت شعار التغيير. تغيّرت فكرة الزواج من زواج عن حب إلى زواج قائم على شراكة، يوثّق كل طرف شروطه ويمليها على الآخر ضماناً لحقوقه آملاً بأن يتسع العقد لها كلها إلا الحب والإبقاء على وحدة الأسرة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دعاء السنجري تسأل في كتابها هل الشباب ثوّار في السياسة وفلول في الحياة الزوجية دعاء السنجري تسأل في كتابها هل الشباب ثوّار في السياسة وفلول في الحياة الزوجية



GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 07:02 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان - لبنان اليوم

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
 لبنان اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 17:56 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
 لبنان اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 17:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
 لبنان اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 18:43 2022 الإثنين ,09 أيار / مايو

أفضل النظارات الشمسية المناسبة لشكل وجهك

GMT 07:22 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

مرسيدس تكشف النقاب عن نسختها الجديدة GLC

GMT 17:41 2020 الجمعة ,11 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أنواع الشنط وأسمائها

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 23:44 2020 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

مارادونا وكوبي براينت أبرز نجوم الرياضة المفارقين في 2020

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 13:05 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 19:26 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

عائشة بن أحمد مطلوبة أمام النيابة في "ملف سري"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon