معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي
باريس ـ العرب اليوم
اختتم وفد المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس، الجمعة، زيارته التفقدية إلى دولة الإمارات، والتي استمرت على مدار أربعة أيام، مؤكدًا إعجابه وتقديره لما شاهده خلال الزيارة من إمكانات وقدرات متطورة وبنى تحتية رفيعة المستوى وعالية الكفاءة، والتي تمثّل مجتمعة عناصر دعم قوية للملف الذي تقدمت به دولة
الإمارات لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، والتي اختارت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل" عنوانا لحملتها.
ووجه الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي رئيس اللجنة الوطنية العليا لاستضافة إكسبو الدولي 2020، خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق برج العرب في دبي في آخر أيام زيارة الوفد الدولي التفقدية، تحية شكر لأعضاء الوفد لما قدموه من وقت وجهد خلال الزيارة وما أظهروه من تفهّم للحرص الكبير الذي توليه دولة الإمارات لاستضافة المعرض على المستويين الرسمي والشعبي، وتقديرًا للإمكانات التي خصصتها الدولة لجعل دورة المعرض في دبي الأكبر والأنجح في تاريخه.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد "مع فوز بلادنا باستضافة المعرض بمشيئة الله وتوفيقه، ستعزز دبي من دورها كمركز إشعاع حضاري يساهم في فتح آفاق جديدة لفرص غير مسبوقة للمنطقة والعالم، حيث ستكون سببًا مباشرًا في إقامة مزيد من الشراكات الناجحة، وترسيخ تجارب مبتكرة ومبدعة في وجدان شعوب المنطقة ومنح خبرات مفيدة لكل من سيشارك في هذا الحدث الكبير، سواء كان زائرًا أم عارضًا، حيث يسعدنا أن نرحب بالعالم في بلادنا، ويسرّنا أن يكون إسهامنا هذا سببًا من أسباب رفعة العالم ورقيه ورخاء شعوبه ورفعتهم".
وتطرق إلى الآثار الإيجابية العديدة التي ستترتب على استضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، وذلك في أول انعقاد له في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغرب وجنوب آسيا، ومن أبرزها التأثيرات الاقتصادية واسعة النطاق.
العائدات المالية المتوقعة لدبي
وأضاف سموه قائلًا "أظهرت دراسة أعدها مركز أوكسفورد للدراسات الاقتصادية حول الأثر الاقتصادي لإكسبو دبي 2020 بأن العائدات المالية المتوقعة لدبي من استضافة المعرض من المقدر أن تصل إلى أكثر من 139 مليار درهم أي نحو 28.8 مليار يورو، بينما سيكون المعرض مسؤولًا عن إيجاد نحو 277 ألف فرصة عمل في الإمارات خلال الفترة من العام 2013 وحتى العام 2021، في حين سيمتد الأثر الاقتصادي على صعيد إقليمي أوسع نطاقًا، حيث ستساهم كل وظيفة من هذه الوظائف داخل الدولة في الحفاظ على استدامة 50 وظيفة على امتداد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
وأوضح "يحتل تعزيز التواصل حيزًا مهمًا في عالمنا المعاصر الذي غدًا في حاجة إلى رؤية جديدة لتحقيق التنمية بالاعتماد على مفاهيم التعاون والالتزام المشترك؛ إذ أن العمل الجماعي هو السبيل الأمثل لتحقيق التقدم على الرغم من أن كل فرد أو دولة أو مجتمع قد ينطوي في حد ذاته على الكثير من المميزات الفريدة".
وقال "في حال فاز ملفنا، ستكون هذه المرة الأولى التي تتم فيها استضافة "معرض إكسبو الدولي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا "ميناسا"، وستأتي هذه الاستضافة في مرحلة يواجه فيها المجتمع الدولي تحديات أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، الأمر الذي يقتضي الارتقاء بالتواصل بين الشعوب والأفكار إلى مستويات غير مسبوقة. وانطلاقًا من ذلك، سيوفر "معرض إكسبو الدولي" في دبي منصّة تواصل مهمة تساعد في تأسيس شراكات جديدة تضمن الازدهار والاستدامة في المستقبل".
حضر المؤتمر ، مدير عام ديوان حاكم دبي نائب رئيس اللجنة الوطنية العليا لاستضافة إكسبو، الصحافي محمد إبراهيم الشيباني، وريم الهاشمي وزيرة دولة العضو المنتدب للجنة الوطنية العليا، وهلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والترويج التجاري الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي عضو اللجنة، وعدد من مديري الدوائر وكبار مسؤولي المؤسسات الحكومية والخاصة.
من جانبه، أعرب ستين كريستنسين، رئيس وفد المكتب الدولي للمعارض، عن بالغ شكره لدولة الإمارات حكومة وشعبًا لما وجده من ترحاب وكرم الضيافة.
وقال "نحن سعداء بهذه الزيارة الناجحة التي استمتعنا بها كثيرًا، ونود بهذه المناسبة أن نتوجه بخالص الشكر إلى القيادة العليا للبلاد لكرمهم، والحفاوة الكبيرة التي كانت دائمًا في استقبالنا في كافة المواقع التي قمنا بزيارتها".
عرض متميز اكتملت فيه عناصر القوة
وأكد كريستنسين تقديره لما تعرّف عليه الوفد خلال الزيارة التفقدية من ملامح نهضة حضارية شاملة. وقال "أعجبنا كثيرا بما شاهدناه في دولة الإمارات من بنية تحتية أساسية قوية ذات كفاءة عالية، كما تأثرنا بما لمسناه من دعم والتفاف شعبي حول جهود الدولة لاستضافة معرض إكسبو الدولي، فالعرض الذي تقدمت به الإمارات لإقامة المعرض في دبي خلال دورته للعام 2020 هو عرض متميز اكتملت فيه عناصر القوة، حيث تتسم الرؤية التي تم طرحها بالوضوح والتوافق الكامل مع مجمل الأهداف والقيم التي تحرص معارض إكسبو على إعلائها".
وكان وفد المكتب الدولي للمعارض قد وصل إلى دبي مطلع الأسبوع الجاري برئاسة السيد ستين كريستنسين رئيس اللجنة التنفيذية للمكتب، حيث قام الوفد بزيارة تفقدية استغرقت أربعة أيام هدفت إلى الوقوف على مدى جاهزية دولة الإمارات لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، والتعرف إلى استعدادات الإمارة لهذا الحدث العالمي الضخم الذي من المتوقع أن يناهز عدد زواره حوالي 25 مليون زائر سيفد نحو 70% منهم إلى الدولة خصيصًا من مختلف أنحاء المنطقة والعالم لكي يشهدوا المعرض.
وتضمن جدول الزيارة سلسلة مكثفة من اللقاءات مع عدد من القيادات الحكومية ومديري الدوائر ورؤساء المؤسسات الاقتصادية الكبرى وقيادات مجتمع الأعمال، علاوة على مجموعة من الزيارات الميدانية التي شملت نقاطًا عدة، منها الموقع المقترح لإقامة معرض إكسبو دبي ومطارات دبي وموانئ دبي وهيئة الطرق والمواصلات وغيرها من المواقع الحيوية في دبي.
ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية في دبي
كما تعرف الوفد خلال الزيارة على ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية في دبي وما تتميز به من تنوع كبير نتيجة للطبيعة العالمية التي تتسم بها المدينة بما تضمه بين جنباتها من جاليات أجنبية تصل إلى نحو 200 جالية، حيث لمس الضيوف مدى التناغم الكامل الذي يعم هذا النسيج المجتمعي الفريد، والذي كان سببًا في إنجاح مناخ الإبداع والابتكار الذي تحرص دولة الإمارات على تأصيل قواعده في المجتمع.
وفي ضوء الزيارة سيقوم الوفد بإعداد تقرير سيتم رفعه إلى أعضاء المكتب الدولي للمعارض - وهو الجهة المسؤولة عن تنظيم معارض إكسبو واختيار الدول المضيفة لدوراته التي تعقد كل خمس سنوات - خلال اجتماع الجمعية العمومية للمكتب في شهر يونيو 2013، حيث سيتضمن التقرير توصيات الوفد حول مدى مواءمة الإمكانات المتاحة والتي ستوفرها دولة الإمارات ودبي لاستضافة المعرض العريق.
يشار إلى أن دولة الإمارات تخوض منافسة قوية لاستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 في دبي، حيث يضم السباق الدولي أربعة بلدان أخرى تسعى إلى استقطاب المعرض، حيث من المنتظر أن يتم حسم المنافسة باختيار الدولة الفائزة عبر عملية تصويت سيشارك فيها ممثلو جميع الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض والبالغ عددهم 163 دولة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، ومن ثم إعلان اسم المدينة الفائزة.
أرسل تعليقك