المولات التجارية خطوة تبرز تحدي الحصار وتبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون
آخر تحديث GMT18:02:10
 لبنان اليوم -

جذبت المواطنين إليها باعتبارها ظاهرة جديدة ومميزة لم يعرفوها من قبل

"المولات التجارية" خطوة تبرز تحدي الحصار وتبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون

 لبنان اليوم -

 لبنان اليوم - "المولات التجارية" خطوة تبرز تحدي الحصار وتبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون

"المولات التجارية" ظاهرة جديدة في غزة
غزة ـ محمد حبيب

على الرغم من تواصل الحصار الإسرائيلي للعام الثامن على التوالي في قطاع غزة وما صاحب ذلك من عراقيل وصعوبات أنهكت المواطن الغزي، لكن مدينة غزة تحدت الحصار وواكبت التطورات لاسيما الاقتصادية منها وذلك من خلال إنشاء عدد من المراكز التجارية والمولات الحديثة بداخلها والتي أثبتت جدارتها وتحديها وكفاءتها رغم الحصار .
فـ"المولات التجارية" بالنسبة للكثير من الغزيين ليست مكانا للتسوق فقط، وإنما للتنزه أيضا وللتعرف على أنواع متعددة من البضائع والمنتجات التي لم تكن في القطاع سابقاَ، ففي قطاع غزة افتتح أخيراً عدد من "المولات" الكبرى التي جذبت المواطنين اليها باعتبارها ظاهرة جديدة ومميزة لم يعرفوها من قبل, حيث امتلأت بما لذ وطاب من المنتجات والسلع، الأمر الذي يبدو كمبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون.
وأصبحت "المولات" التجارية، الشغل الشاغل للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال بهدف تحقيق الربح والترفيه وتقديم الخدمة.وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر حول الخدمات التي تقدمها هذه الأماكن، لكنها مازالت حسب وجهة نظر بعض مرتاديها، أنها تقتصر على طبقة معينة من المواطنين، لاسيما من حيث الأسعار، ولكنهم أجمعوا على أنها تحقق لهم الترفيه المطلوب.
يقول أحمد الشنطي 36 عاماً "أجد كل ما أحتاجه في "المول" ولم أعد احتاج للذهاب إلى السوق وتحمل مشقة حمل الأكياس الثقيلة والأغراض لمسافة طويلة واستنشاق الروائح الكريهة التي تنتشر في الأسواق، نظراً لقلة النظافة والاهتمام، ويضيف " في المول اتسوق بواسطة العربة وأشتري منتجات لم أكن اعرفها من قبل, فكل شيء مرتب والأسعار عادية".
بدورها قالت أريج عبد الحميد عن جولتها في "المولات" إن "الأسواق أفضل بكثير فنحن اعتدنا على شراء حاجياتنا منها ولاسيما الملابس التي لم تعجبني في المول، فالأسعار مرتفعة والخامات عادية, كما أنه لا يسمح لك بالفصال وعليك الشراء بالسعر الموجود على القطعة، والذي غالبا ما يكون مرتفعا ولا يتناسب مع جودتها", مضيفة أن ما أعجبها في المول هو الأغراض المنزلية والغذائية, ونظافة المكان.
ويرى المدير التنفيذي لمول الأندلسية في مدينة غزة، المهندس ايهاب العيسوي، أن المول منذ افتتاحه عام 2011 وهو يعمل وفقا لهدفه المتمثل في تلبية احتياجات المواطن الفلسطيني، كافة قائلا" الهدف الأساسي من إنشائه جاء للترفيه عن المواطن الفلسطيني المحاصر ولقضاء احتياجاته كافة في مكان واحد سواء من ملابس أو مواد غذائية أو تسلية وترفيه وجلسات عائلية هادئة".
ويشير العيسوي إلى أن إلى الصعوبات والتحديات التي واجهتهم خلال طبيعة العمل بالمول نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة أبرزها عدم توعية المجتمع الفلسطيني بمفهوم المول بالمستوى المطلوب، قائلا:" فهناك فرق كبير بين المركز التجاري وبين المول بالتالي فكرة إنشاء مول بغزة تعتبر ثقافة جديدة لدى الفلسطينيين ".
ويتابع المدير التنفيذي حديثه عن الصعوبات قائلا " نواجه مشكلة كبيرة في إدخال البضائع في ظل الحصار الإسرائيلي ما يجعلنا نجلبها من مصر ما يزيد من التكلفة على الجمهور، الوضع السياسي والاقتصادي أيضا يلقى بظلاله على طبيعة العمل داخل المول، إضافة إلى مشكلة انقطاع التيار الكهرباء المتواصل على غزة ".
ويؤكد أن أزمة الوقود تؤثر بشكل كبير على العمل داخل المول، قائلا" خلال 48 ساعة إذا لم يتوافر السولار للمول، فإنه سيتعرض للإغلاق بسبب ازمة الوقود التي تتفاقم يوما بعد يوم في قطاع غزة، هذا إضافة لأزمة الفكة على الرغم من بساطتها، لكنها قاهرة فالبنوك لا تتعاطى معنا في هذه الأزمة ما يؤثر على عملنا وتقل من عدد الزبائن الوافدين إلينا".
ونوه في الوقت ذاته إلى أن تكاليف إنشاء المول وصلت إلى ما يقارب أربعة ملايين دولار، قائلا" على الرغم من أنه مشروع ربحي، لكننا رغبنا في تقديم خدمة للشعب الفلسطيني لتخفيف الحصار عنه بتقديم جودة عالية في أقل الأسعار لتناسب الجميع بل ونعد المواطن الفلسطيني بالأفضل دائما ".
ويتكون المول الذي يتسم بالحداثة والعصرية من ثلاثة طوابق، خصص الأول لهايبر ماركت يتضمن بين أركانه منتجات غذائية، وبقالة، وأدوات منزلية، وخضار، وفواكه، ولحوم، فيما الطابق الثاني خصص لبيع الملابس والأحذية لمختلف الأجناس والأعمار بماركات محلية وأجنبية، أما الطابق الثالث فقد قسم لثلاثة أجزاء "مطعم، وكافي شوب، وصالة عرض، ومركز العاب إلكتروني"
ويشهد يوما الخميس والجمعة من كل أسبوع أزمة خانقة في المولات ولكنها لا تعبر أبدًا عن حجم البيع والشراء الفعلي، إذ يكون معظم الموجودين ''متنزهين'' فقط, ويقول حامد فهمي أحد العاملين في "مول" تجاري في غزة إن الحركة التجارية تشتد نهاية الأسبوع، إذ يمتلئ المكان بالمواطنين والذي يأتون للتنزه أكثر من الشراء, مقارنة بمنتصف الأسبوع الذي يكون "المول" خاليا تقريباً إلا من العاملين فيه.
وعلى الرغم من القفزة النوعية التي قفزتها رؤوس الأموال بغزة باتجاهها إلى هذا النوع من الاستثمار يبقى المواطنون في حيرة من أمرهم بين التوجه نحو الأساليب الحديثة والمريحة في التسوق أو البقاء على حالهم القديم وجلب احتياجاتهم من الاسواق التي اعتادوا عليها عملاً بالمثل القائل "من ساب قديمو مات".

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المولات التجارية خطوة تبرز تحدي الحصار وتبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون المولات التجارية خطوة تبرز تحدي الحصار وتبشر بانتعاش اقتصادي اختلف عليه الكثيرون



GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البتكوين تتخطى 80 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon